د.إسماعيل النجار ||
على وَقع زيارة المبعوث الصهيوأميركي "آموس هوكشتاين" إلى بيروت، واشنطن وتل أبيب يستنفرون أبواقهم المأجورة داخل الجمهورية اللبنانية،للعب دورٍ تشويشي على أداء سماحة السيد نصرالله الداعم للحكومة في هذه المفاوضات وللتعمية على قوة لبنان الحقيقية التي يمتلكها بفضل سلاح المقاومة الذي من المؤكد أنه يستطيع أن يحمي كامل مكتسباته ويمنع سرقة ثرواته،
بينما أوروبا والكيان الغاصب يحبسان أنفاسهما في اللحظات ما قبل الأخيرة لحسم المفاوضات حول الترسيم مع لبنان،
ينقسم اللبنانيون بين موالٍ للحل الأميركي الذي لا يصُب في مصلحة وطنهم،
وبين فريق آخر رافض له بإعتباره ينتقص من سيادة لبنان ويحرمه من جزء كبير ومهم جداً من ثرواته الطبيعية في البحر،
بين هذا وذاك وبينما الصهاينة ومن خلفهم الأوروبيون كما أسلفت يحبسون أنفاسهم في الساعات الأخيرة لحسم لبنان قراره بقبول الطرح الإسرائيلي الذي يحمله هوكشتاين أو رفضه، كانَ حزب الله يرسل رسائل جديدة للشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل، واحدة كانت من داخل غرفة تشغيل منصة إطلاق الصواريخ البحرية الدقيقة والمُوَجهة، والثانية من الجانب اللبناني على بُعد أمتار قليلة من الشريط الشائك المحازي لفلسطين المحتلة حيث سارت أرتال مشاة من مقاتلي الحزب النخبويين من دون سلاح،
بكِلا الحالتين هناك مستوطنين متوترين يعيشون داخل الكيان حالة هستيريا من حرب قد تنشب بين حزب الله وكيانهم، وبين شعب تحاصره أميركا ويتم تجويعه يصرخ بأعلى صوته بوجه المقاومة إطلقي صواريخكِ نحو الكيان،
رافعين شعار سيدهم المُفَدَّى (إن الموت في الحرب ضد الكيان الصهيوني المؤقت أفضل بمئة مرة من الموت جوعاً وإذلالاً على طوابير المحطات والأفران،).
فريق من اللبنانيين يراهن رهاناً حقيقياً على إسرائيل بسحق حزب الله،
وفريقاً آخر يرتعد خوفاً من حرب جديدة قد تندلع وينتصر فيها حزب الله ستكون عواقبها وخيمة على مسنقبلهم وحياتهم السياسية في لبنان،
وفريقٌ مؤيد للمقاومة متعطش للحرب مع العدو يريدها أن تكون فاصلة إلى يوم الدين،
الصحف ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي والكَتَبَة والمحللون تعددَت وأختلفت أرائهم فيما يخص نهاية الأزمة،
منهم مَن توقع الحرب كحَل أخير مبرراً ذلك بأطماع إسرائيل وعنادها،
ومنهم مَن توقَّع قبول لبنان بأي حَل وتنتهي الأزمة،
ومنهم مَن قال أن لبنان سيرفض قضم حقوقه لكنه سيستمر بالمفاوضات،
لكن القليل منهم مَن تحدثَ عن المخارج التي وضعتها إسرائيل لنفسها في حال فشل كافة السيناريوهات مع لبنان لتجنُب أي حرب قد تمنع الكيان المؤقت من إستخراج الغاز من الحقول التسعه على إمتداد الساحل الفلسطيني،
حَل وحيد قد تراهن تل أبيب عليه في حال فشل المفاوضات هو الإستغناء عن الإستخراج من حقل كاريش، مقابل تجميد استخراج لبنان للغاز من كامل حقوله المؤكدة والمفترضة واستمرار الحصار عليه، وضمان استمرار تدفق الغاز من حقل تمار ورفاقه في العمق البحري الفلسطيني،
لكن الأمر أيضاً دونه مخاطر لأن السيد نصرالله حصر أمر إستخراج الغاز ليس فقط من حقل كاريش لا بل من ما بعد ما بعد كاريش، ما يعني أن يكون لبنان دولة نفطية كما الجميع أو لا يكون أحد،
في الخلاصة سيحاول هوكشتاين المماطلة في المفاوضات والمناورة لتمرير الوقت لكي تبدأ إسرائيل بإستخراج الغاز من كاريش لكن المقاومة بالمرصاد بما يعني أن الحرب واقعه واقعه لا محآلة حتى ولو كانت هناك ضربات وضربات مضادة محدودة،
يكون بعدها لبنان بلداً نفطياً خارج طوق الحصار الأميركي بقوة المقاومة ورجالها وسيدها،
وأن غداً لناظره قريب.