سوريا - لبنان - فلسطين

إسرائيل تعيش الخريف..وأنظمة "التطبيع" آخر من يعلم !!

2511 2022-08-19

عبدالملك سام ||   الجميع يتكلم اليوم عن إسرائيل بأنها ليست في مستواها أبدا، وأنا أقولها وبثقة: إسرائيل لن تعود لمستواها أبدا أبدا؛ فبعد أن كانت تهدد بإحتلال دول بأكملها، فهاهي اليوم عاجزة عن مواجهة حركة الجهاد لوحدها، وكلنا رأينا إسرائيل وهي تتحايل على حركة حماس حتى لا تدخل المعركة مع الجهاد، ورغم كل ما فعلته وأعدته إلا أنها في الاخير وافقت على شروط حركة الجهاد لتنال هدنة بعد جهد مظني، وهاهي اليوم تقف حائرة بعد أن ضاعت جهود واشنطن في إيجاد حل لتركيع طهران لتملي عليها ترك القضية الفلسطينية. لقد دخلت إسرائيل في الجولة الأخيرة وهي تظن أن الأمر لن يأخذ منها مدة الذهاب والعودة، وبالطبع كانت تتوقع أنها كالعادة ستسفك المزيد من الدماء وترحل دون خسارة تذكر سوى بعض "المقذوفات" ذات التأثير المحدود، وأن الفلسطينيين سيهرعون للوسيط المصري لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني.. هذا ما توقعته، وما توقعه الكثيرون منا أيضا، ولكنهم لحسن الحظ كانوا مخطئين، فهذه الجولة كانت كافية لتغيير كافة المعادلات السابقة من ناحية الكم والكيف، وإيذانا بشكل جديد للمواجهة مع إسرائيل التي أصبحت أكثر عجزا وضعفا عن ذي قبل. وحدهم قادة محور المقاومة كانوا يبتسمون في إجتماعاتهم، فهم قد أدركوا المأزق الوجودي الذي يمر به كيان العدو، وبالعودة إلى تصريحاتهم - ولو تلك التي أدلوا بها قبل عدة سنوات - سنجد أنهم لمحوا وتحدثوا عن بداية نهاية إسرائيل، بل أنني أتذكر السيد حسن نصر الله (حفظه الله) وهو يقول في أحدى خطاباته بأن إسرائيل بدأت تزول، بل وقال أن هذا الكلام على ضمانته ومسؤوليته! اليوم بات كل شيء واضح، أليس كذلك؟! لقد تخطت حركة الجهاد كل الخطوط الحمراء الإسرائيلية، فماذا حدث؟! لك أن تتخيل اليوم موقف الأنظمة العميلة التي سارعت للانبطاح تحت أقدام الصهاينة، وعجلت في عقد أتفاقيات الإستسلام تحت مبرر "التطبيع"! وجميعنا يعرف أن هذا لا يمكن أن يسمى تطبيعا؛ فقد تبرأ هؤلاء الأنذال من قضية القدس، وتشفوا بالدم الفلسطيني المراق بشكل متواصل، بل وشارك بعضهم في قصف غزة جنبا لجنب مع الإسرائيلي الحقير المجرم، وتواطأ بعضهم بإرسال الأموال والوفود سرا وعلانية إلى كيان العدو ليعلنوا الولاء والطاعة، وتسابقوا على لقب النظام الأكثر إنبطاحا، وأنطلقت بعض الأبواق الحقيرة لتنظر عن قرابة اليهود مع العرب، بينما لم يرعوا قرابة الأخوة والدم مع أخواننا الفلسطينيين! يا فرحة لم تتم! ولن تتم، فهؤلاء المنبطحين من أشباه الرجال كشفوا وجوههم وتواطئهم في الوقت الحرج، فحين أفتضح أمرهم للمقاومة أكتشف الفلسطينيون من الذي تآمر عليهم لعشرات السنين، ومن الذي كان يخترق صفوفهم ويثير الفتنة فيما بينهم، ويتجسس عليهم ويكشف ضهورهم للعدو، لذلك فلا خوف على المقاومة اليوم، فقط ليدركوا - خاصة حماس - أن مشروع "فرق تسد" مازال قائما، وليحذروا من المدسوسين بينهم والذين يعملون لحساب عواصم عربية خائنة، وليدركوا أنه متى سقطت حركة الجهاد، فإن دور حماس سيأتي تاليا! بعيدا عن رأي وسائل إعلام الإنبطاح التي ما عادت تعنينا، هنالك اليوم في قلب إسرائيل خبراء ووسائل إعلام تؤكد أن إسرائيل هزمت في الجولة الأخيرة، وتنعي الزمن الذي كانت تتبجح فيه إسرائيل بأنها القوة الأولى في المنطقة، بل ويتسائل هؤلاء عن نتائج صعود قوة وقدرات حركة الجهاد، وعن كيف سيكون وضع إسرائيل التي بات واضحا أنها فقدت قوتها، في حال تورطت في معركة جديدة تشارك فيها حماس وحزب الله؟! إسرائيل تتلاشى، وكلما تورطت في مواجهة جديدة تدرك هذه الحقيقة أكثر، ولو أردنا الدقة فإن إسرائيل وكل أنظمة الخيانة تواجه الخريف، وسيحل عليها الشتاء عما قريب، والعاقبة للمتقين.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك