د إسماعيل النجار ||
تزداد الأمور تعقيداً في لبنان سياسياً وإقتصادياً على وقع التحديات والتهديدات المتبادلة بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإرتفاع كبير في سعر صرف الدولار خصوصاً بعدما ألغىَ المبعوث الأميركي زيارةً له كانت مرتقبة إلى لبنان بالأمس في ظل مناورة أميركية بغية المماطلة وتعطيل مفعول تهديدات حزب الله لإسرائيل، واقتراب إعلان فشل المفاوضات الأميركية الإيرانية الغير مباشرة التي وصلت إلى طريق مسدود بسبب ثلاث نقاط بقيت عالقة،
داخلياً الوضع الأمني على الحدود بين لبنان وفلسطين متوتر للغاية وضبط الأعصاب من الجهتين يمارس على أعلى مستوىَ له منذ سنوات بسبب معرفة الطرفين حجم خطورة المرحلة ونتائج الحرب المدَمِرَة إن حصلت؟
إسرائيل التي أتَمَت استعداداتها العسكرية تناوِر وتماطل وتحاول جاهدة تعطيل مفاوضات الملف النووي وتهرب إلى الأمام بإتجاه سوريا بعدما عَجِزت عن مواجهة حزب الله الذي هددها بتعطيل العمل في حقولها النفطية وشَل حركتها التي كانت قائمة في حقل كاريش، وهي تحاول رسم معادلات جديدة في لبنان والمنطقة،
في الأزمة الداخلية لا بصيص أمل أو ضوء في آخر النفق بخصوص التشكيلة الحكومية والعين على الإستحقاق الرئاسي الذي يترنح بين الفراغ وحكومة إنتقالية قد تفاجئ الجميع،
بكل الأحوال العين على موقف حزب الله من مناورات واشنطن بربط الترسيم بإنتخابات الرئاسة كشرط أساسي، وهل سينفذ تهديداته أم أنه سيتراجع عنها؟
مع كل ما يجري تبقى ثقة الناس بهذه المقاومة كبيرة جداً لا تخيب، ولأول مرة في تاريخ هذه المقاومة جمهورها يطالبها بفتح النار على العدو بلا رحمة رأفة بأوضاعهم الأقتصادية والمعيشية التي وصلوا إليها نتيجة الحصار الأميركي اللئيم،
روسيا المنشغلة في حربها ضد الناتو ورغم تواطئ تل أبيب ضدها إلَّا أنها لا زالت تسير معها بإتفاقية عدم الإحتكاك التي تمنحها بطاقة خضراء في الهجوم على سوريا والإعتداء عليها وتدمير مرافقها المدنية الإقتصادية دون الأخذ بعين الإعتبار مصالح دمشق، معتبرةً ضمنياً أن أولوياتها في سوريا تنفيذ اتفاقها مع واشنطن بإخراج إيران منها.
بيروت في...
8/9/2022