سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان يقتربُ الى حلّينْ : حسمْ الرئاسة و ترسيم الحدود


 

السفير الدكتور جواد الهنداوي ||

 

·        رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات وتعزيز القدرات /بروكسل

            

                

          تدركُ قيادات الاحزاب السياسية ، وبنسب متفاوتة من الادراك ، بوصول لبنان ، الدولة و الشعب ومَنْ خلفهما عربياً و اقليمياً و دولياً ، الى حالة " التُخمة " من الازمات ، و الى حافة الانهيار ، وهو ( واقصد لبنان ) بحاجة الى حلول عاجلة و انفراجات .

         مِنْ مؤشرات الادراك المزعوم ؛ الحديث عن لقاء مُرتقب بين السيد جنبلاط و الامين العام لحزب الله السيد نصر الله ، وكذلك نبرة الخطابات و التصريحات ،التي تتجه نحو التهدئة وليس التصعيد ، نُضيف الى مؤشرات الادراك شبه التوافق على استمرار السيد ميقاتي في رئاسة الحكومة المقبلة وبذات التشكيلة الوزارية .

     دولتان مهتمتان بملف الرئاسة وهما المملكة العربية السعودية و فرنسا ،اي ملف الرئاسة هو بين شقيق و امٌ حنون . وهذا ماتّمَ تداوله من قبل اوساط دبلوماسيّة اوربية مهتمه ، وكشفت عن اتصالات واجتماعات في باريس بين مسؤولين ، من المملكة ومن فرنسا ، معنيين في الملف اللبناني .

    طرحتْ فرنسا ، خلال الاتصالات و الاجتماعات مع ممثلي المملكة ، اسم السيد سليمان فرنجيه ، وهو الاسم الذي كان متداولاً في سباق الرئاسة قبل انتخاب الرئيس   الحالي ميشيل عون . ارادَ الفرنسيون استمزاج رأي المملكة وليس الانابة عن اللبنانيين في اختيار مرشحهم، والهدف ،بطبيعة الحال ،تنسيق الارادات من اجل مساعدة اللبنانيين في تذليل الصعاب والاسراع في اختيار مرشحهم ، وعدم الوصول الى حالة " الفراغ " الرئاسي .

      كانَ رّدْ ممثلوا المملكة بأن مصلحة لبنان تقتضي

   أنّ يخلف الرئيس ميشيل عون قائد الجيش السيد جوزيف عون ، وهو مسيحي ماروني ايضاً ، وليس شخصيّة جدّلية ،ويمكن ان يحظى  بقبول جميع الاطراف .

    اتفق الطرفان السعودي و الفرنسي على ان امر حسم الرئاسة متروك الى اتفاق سياسي لبناني .

    نعتقد بأنَّ السيد جوزيف عون سيخلف السيد ميشيل عون ، ونعتقد بانه سيحظى بقبول جميع الاطراف السياسية ، وبضمنهم حزب الله .لن يضع الحزب العصا في عجلة الترشيح للرئاسة ،رغم رغبة الحزب بمجئ السيد فرنجيّة . عين الحزب و اهتمام الحزب على ملف ترسيم الحدود البحرية اكثر من اهتمامه في ملف رئاسة الجمهورية .

ملف الحدود هو ازمة مصيرية سياسياً و اقتصادياً ، ومع عدو . وملف الرئاسة هو حّلْ لمدة وبين شركاء في الوطن . يدركُ الحزب ، على مايبدوا ، بان ما سيحققّه في ملف الحدود  مع اسرائيل سيكون انتصار ، وما يقدّمه في ملف الرئاسة سيكون تفاهم ،تقتضيه المصلحة الوطنية و السلم الاهلي ، وسيكون مفتاح لتواصل عربي واقليمي و دولي مع لبنان . ولبنان اليوم هو في امّسْ الحاجة لهذا التواصل .

      الحزب في وضع سياسي و عسكري مُريح ، و قادر على  المبادرة في ابداء التسهيلات ( و لا اقول التنازلات ) ، لأنَّ ما يُقّدم من اجل لبنان وما يستحقه لبنان هي تضحيات و تضحيات وليس تنازلات ، ونتمنى من الجميع( فرقاء لبنانيين ،عرب ،اقليميين ، امريكا ،فرنسا )  ادراك ما وصلَ اليه الوضع في لبنان .

     ثلاثة اطراف تتولى حسم ملف ترسيم الحدود البحرية : امريكا وبالنيابة عن اسرائيل ورئاسة الجمهورية اللبنانية ، وعلى ضوء الخطوط الحمر التي وضعها حزب الله ، والتي تتلخص بأمتناع اسرائيل ( وتحت التهديد ) من استخراج الغاز مالم يتم ترسيم الحدود و ضمان حقوق لبنان .

    وتشير جميع الانباء و التوقعّات بقرب الوصول الى اتفاق يُرضي الطرف اللبناني ، و مشكلة اسرائيل في هذا الاتفاق هو أنْ لا يُجيّر كأنتصار لحزب الله ،لاسيما امام الرأي العام الاسرائيلي.

   عوامل ساهمت في الاتفاق المُرتقب اعلانه : جديّة الوساطة الامريكية و جديّة التهديدات التي وجهها حزب الله الى اسرائيل ،كذلك حرص الجميع (لبنان و اسرائيل واوربا و امريكا ) على اتمام الاتفاق من اجل استيراد الغاز ،الذين هم ( اوربا وامريكا ) في امس الحاجة .

    وقد تستدعي الظروف ان يكون الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية سابقاً للانتخابات الرئاسية في لبنان ، كي نكون في اجواء حّلْ يقود الى آخر وليس أزمة تلد أزمة .

    وتجدر ايضاً الملاحظة بغياب الترابط بين الملف النووي الايراني وبين ازمة ترسيم الحدود البحرية  اللبنانية الفلسطينية ،  بين لبنان والكيان المحتل ، حيث ،  تشير التصريحات الرسمية الاوربية ،بان الاتفاق النووي مع ايران أصبحَ بعيد المنال .

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك