عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
لقد تميز هذا العام قمع سلطات الإحتلال المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى بالوحشية المفرطة والعنصرية؛ ولم يسلم الصحفيون والشيوخ والنساء من تلك الإجراءات .وقد إستغلوا مناسبة الأعياد اليهودية لتكريس تلك السيادة تنفيذا لأوامر الحركة الصهيونية العالمية التي إجتمعت في بازل بسويسرا أواخر شهر آب الماضي.
وترافق ذلك مع إصرار الصهاينة على النفخ بالبوق "الشوفار" داخل باحات المسجد الأقصى ويُعدّ ذلك شكلًا من أشكال السيادة اليهودية عليه؛ كون النفخ بالبوق يمثل إعلان الانتصار بالحروب والسيادة على الأرض".
فلماذا هذا التغيير نحو التصعيد الوحشي العنصري غير المسبوق؟
لم يجتمع 1400 شخصية من رموز الصهاينة في العالم في بازل 2 في أواخر شهر آب الماضي للإحتفال بذكرى إجتماعهم ال 125 عام في بازل عام 1897 كما يزعمون؛ لأنهم لم يحتفلوا َمنذ 125 عامًا بأي من اليوبيلات المتعارف عليها. وبالتالي فإن الإجتماع كان لمنع الكيان المؤقت من السقوط وذلك بتسريع الخطوات نحو إكمال حلمهم بتطبيق قانون الدولة القومية لليهود "فقط" بعد موافقة الكنيست عليه بتاريخ 19 تموز/ يوليو 2018
فلنطلع سويًا على النقاط الرئيسية فيه:-
نص القانون
المبادئ الأساسيَّة:
1- أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل.
2- دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير.
3- ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي.
للأسف لم يتحرك الفلسطينيون لنسف ذلك القرار في حينه فأنتهزوا مناسبة الأعياد الدينية لتكربس السيادة الصهيونية الكاملة على المسجد الأقصى وابس طلب التقسيم الزماني والَمكاني.
فإذا دققنا في قانون يهودية الدولة؛ فإننا لم نجد أي بند يتحدث عن المسجد الأقصى الذي يعتبرونه إمتدادًا للهيكل المزعوم أو عن مصير ما تبقى من الشعب الفلسطيني؛ ولذا كان الإصرار على النفخ في الشوفار -( بوق من قرون الكبش او التيس أوتبس الجبل) كدليل على السيادة اليهودية على المسجد الأفصى. فلم يكثرثوا للقوانين الدولية التي تعتبر القدس مدينة محتلة ولها وضعها الخاص. ولم تتحرك الأمم المتحدة أو مجلس الأمن للدفاع عن فلسطين لإنه لم يتم. تقديم أي طلب َن الدول العربية لإلغاء الإعلان عن يهودية الكيان. فأعلنوا "القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة ~إسرائيل~ ".
فالمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني في خطر وجودي؛ فما أنتم فاعلون؟؟؟!!
وإن غدًا لناظره قريب
27 أيلول/سبتمبر 2022