لبنان اليوم غير السنوات الست الماضية لقد مَرَّت سنوات القحط تلك على الرئيس عون مُرَّةً وأصابته بمقتل حتى غادرَ أول من أمس القصر الجمهوري عائداً إلى منزله في الرابية،
لَم يَعُد اليوم هوَ الرئيس عَون،
بَل عادَ الجنرال ميشال عَون،
ومع عودتهِ إلى الرابية دخل لبنان مرحلةً سياسية جديدة عنوانها التحدي والإنتقام من اللذين أفشلوا عهده،
فتوعدَهم من قصر بعبدا بأنه سيؤرِّق مضاجعهم ولن يتركهم يسرقون البلاد ويقودونها نحو الخراب كما يقول،
وأكَدَ أنَّ ما عَجِزَ عن إنجازه خلال فترة حُكمِه لن يتركه لهم بعد خروجه منه،
جنرال الرابية توعدَ بري وميقاتي بالإسم ومعالم الغضب والتصعيد بآنَت على وجههُ من خلال تصريحاتهِ وتصريحات صهرَهُ السيد جبران باسيل،
لم يَعُد لعون ما يخسرَهُ بعدما تم تعطيل عهدهُ وإفشالهُ رغم التحرير والترسيم،
فهو الذي كان يطمحُ إلى أكثرَ من ذلك وصولاً إلى استعادة أمجاد لبنان والمسيحيين،لكنهم لم يسمحوا له أن يتنفس،
قُضِيَ الأمر وعاد رئيس بعبدا جنرال الرابية، فهل سيرتدي بزته العسكرية من جديد أم سيهديها إلى صهرُ العائلة المهندس باسيل؟
بكل الأحوال عون مُصمِمٌ على الإنتقام لعهده والأمر ليسَ لُعبَة، والصراع سيكون ذات وجهين مختلفين،
صراعٌ مسيحي سُنِّي من أجل إستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية ستقف بوجهه المملكة السعودية وستتصدَّى له بقوة حتى لو إضطرت إلى التسامح مع سعد الحريري وإعادته إلى لبنان لتوحيد صفوف السنة لمواجهة هجوم عون المُرتَقَب،
وصراعٌ شخصي مرير مع رئيس مجلس النواب نبيه بري،
هنا وفي قراءة موضوعية لما سيحصل في المستقبل وبأي تَكلُفَة كانت بالنسبةِ إلى التيار؟
نسأل ما هوَ موقف حزب الله من رد فعل الجنرال عون بشكلٍ عام فيما يخص التصعيد ومعركته لإستعادة صلاحيات الرئيس الأول في البلاد وخصوصاً أن الحزب يحتاج إلى التهدئة بعد الإنجاز الكبير في البحر؟
وأين سيكون متموضعاً أزاء العداء العوني المطلَق لنبيه بري شخصياً؟
هل سيقوم حزب الله بوساطات بين الطرفين؟
سلفاً لن تنجح أيَة وساطات، فتهدئة النفوس مع نبيه بري مستحيلة عونياً،
هل سيقف الحزب مع بري ضد التيار الذي يريد أن ينتقم منه بالمِد الوافي؟
فإن حصلَ الأمر سيكون غاية في الخطورة التي ستنعكس على تحالفه مع التيار الذي ربما سيدفعه للعودة إلى الوراء خطوات والإرتماء في أحضان الأميركيين مجدداً، وتشكيل بلوك مسيحي واحد على شاكلة البلوك الشيعي فيحتدم الصراع ويخسر حزب الله أهم حلفاؤه في الشارع المسيحي المقابل،
أما أن يقف الحزب ضد نبيه بري فهذا أصعب المستحيل،
إذاً الحياد...... سيد الموقف وخصوصاً أن باسيل أبلغ الأمبن العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأنه سيصُعد ضد بري وميقاتي،
وسينعكس هذا الصراع على الوضع الأمني والإقتصادي الإجتماعي في البلاد، وهذا الأمر إن حصل سيُسعِد الأميركيين الذين سايرهم نبيه بري وعاداهم جبران باسيل طيلة ست سنوات من حكم ميشال عون،
إذاً البلاد مقبِلَة على مناكفات كبيرة تزيد الأمور تعقيداً في الداخل بينما الشعب اللبناني يحتاج إلى الإستقرار،
واللبنانيون اليوم أصبحوا على بَيِّنَة أن مَن سرقَ وهدَمَ لا يمكنهُ أن يَبني ولا يمكن أن يصبح إلَهاً،
التغيير واجب ورحيل الطبقة السياسية الحالية هوَ الحل.
بيروت في...
31/10/2022
https://telegram.me/buratha