د.إسماعيل النجار ||
لا زالت أزمَة إنتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية اللبنانية تَتَمَدَّد في الداخل اللبناني في ظِل إنقسامٍ عامودي وأفقي حآد في البلاد، حيث لا يجتمع أكثر من قُوَّتَين أو جماعتين على رأيٍ سياسيٍ واحد،
ولم تجتمع كافة القِوَى من الطرفين حول طاولة لإتخاذ قرارٍ حاسم ونهائي بالنسبة لأي مُرَشَح حقيقي لرئاسة الجمهورية،
القوَّات (اللبنانية) والحزب التقدمي الإشتراكي يقذفان بطابتهما نحو شِباك المجلس النيابي، والإسم المتداول خلال عمليات التصويت المهزَلَة يُحرَق في كل مَرَّة بنار البيعَة والتسلية الجنبلاطية الجعجعية،
بينما فريق 8 آذار يضع الورقة البيضاء وينسحب من الجلسة الثانية لفقدان النِصاب بهدف إفهام خصومهم إلى ضرورة الجلوس حول الطاولة والتفاهم،
لكن عناد سمير جعجع المُوَجَه سعودياً وأميركياً لا يرى لزوم لازم لكي يجلس ويتحدث مع الآخرين بعدما حسموا الأمر بأن كل طرف باقٍ على مواقفهِ فلا فائدة من الحوار!
وحتَّى الآن لَم يُدلي حزبُ الله بدَلوِهِ فيما يخص إسم مُرَشَحِهِ الحقيقي لحساباتٍ سياسية وتكتيكية تعنيه مباشرةً،
الحزب الذي تتهمه أطرافاً يمينية بالتسبب بالأزمة الإقتصادية وإيصال البلاد إلى الفراغ يتعرض في الواقع لهجمة أميركية صهيونية ممنهجة من ألداخل اللبناني تهدف إلى تقليب الرأي العام عليه وتحميله المسؤولية الكاملة عن الإنهيار والفوضى حآل حدوثها،
لكنهُ كَحزب كبير وقوي وآعٍ لكل ما يدور حولَهُ ولا يسمح بمرور الماء من تحت أقدامه، ولديه خيارات كثيرة مُتاحه للقيام بها، وهوَ غير مأزوم داخلياً بسبب قوتهِ وإمكانياته والتفاف كامل بيئتهِ حولَهُ بشَكلٍ مُقفَل،
قرار الطائفة السُنِّيَة في لبنان مُصادَر سعودياً، والرئيس نجيب ميقاتي مُصادَر أميركياً،
والأغلبية النيابية غير مؤَمَّنَة أو متوفرة لأي طرف من الأطراف لحسم الأمر،
وبيضة القبان الإنتخابية أصبحَت (بيضات)؟ ولم يَعُد وليد جنبلاط وكتلته يشكلان رافعه لأي طرف من الأطراف بعدما فقدآ وزنهما الشعبي والنيابي، وحلول كتلة وسطية إلى جانبهِ تناصبهُ العداء ولا تؤمن بهِ، وتمثل التغيريين مُكَوَّنَة من سِتَةَ عشَرة نائباً متشرذمَة ومختلفة فيما بينها،
إذاً لا ضوء في آخر النفقَ في ظل إحتباس سياسي وعلى وقع التلاعب الكبير في سعر صرف الليرة وتجاوز الدولار عتبة الأربعين ألف في غضون ساعات،
وسيبقى الفراغ سيد الموقف لطالما أن حزب الله لم يُفصِح عن إسم مرشحهِ صراحَةً ويفاوض عليه،
لكن إتباع الحزب سياسة عدم التبني والذهاب نحو دعم مرشح وليسَ ترشيحه نابعٌ من حرصِهِ على أمرين،
أولاً: عدم حرق الأسم المُرَشَح،
وثانياً : عدم الوقوع في نفس التجربة الماضية مع الرئيس عون والتي بسبب دعمه المطلق له، تَمَّ تحميله مسؤولية الإنهيار والفشل الذريع للعهد من دون الإلتفات إلى حجم العداء الذي مُورِسَ ضدَّهُ منذ إنتخابه رئيساً للجمهورية،
إذاً سنبقى مطرَحَك يا واقف، أو ستكون الفوضى العارمة سبباً للذهاب نحو إنتخابات نيابية مُبكرَة على غرار ما حصلَ في الكيان الصهيوني،
أو 7 أيار جديد يطيح بالطائف ويأخذنا إلى مؤتمر تأسيسي يُغَيِّر الموازين ويقلب الطاولة على رؤوس الجميع يكون المسيحيين فيهِ أكبر الخاسرين.
فإنَّ غداََ لناظِرِهِ قريب.
بيروت في...
12/11/2022
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha