د. إسماعيل النجار ||
لطفاً أيها الأسطورة نُريدُ جواباً،
هل لون الأحمر القآني لبَذَّتَكَ التي ترتديها إخترتهُ لأنكَ كنت تعلم أنه اللون الذي تُصبَغُ فيهِ أرضَ فلسطين كُل يومٍ ألفَ مَرَّة وعلى مدار الساعة،
أم أنكَ صبغت بَذَّتك هذه من أرجوان بحر حيفا وبرتقالها الذي يخبئ في بعضٍ منهُ هذا اللون العجيب؟
أكُنتَ تعلم أن بياض القلوب النقية في فلسطين التي لا يمتلكها الأعرابُ ستنزفُ أحمراً قآني فجئتنا بموسم الثلج لكي تذكرنا بكل قطرة دمٍ سقطت ظُلماً على ثراهآ؟
يا بابا نَويل هل زُرت بيتَ لحم وكنيسة المهد ورأيت على وجنات مريم الدموع والحزن؟
فلسطين ترتدي ثوبكَ منذ أربعةً وسبعين عام، فأختلطَ الدمُ الفلسطيني بزَبَد البحر فصبغَ الحرير القادم من سوريا ولَوَّنَ نفسه بلون الدم الطاهر الذي أرهقته اليد الصهيونية وسط قهقهات أمراء النفط الخليجيين وانفحاطهم بحاخامات اليهود الذين دنسوا المدينة ومكة في أرض نجدٍ والحجاز.
بابا نويل إذا زرت فلسطين بلغها السلام وقل لها أن رجالاً لا يهابون الموت خلف تلك الحدود يتحضرون لساعة الصفر ويعدون العدة لتحريرها وكسرِ يد الجلاد،
وقل للقدس رجال الله قادمون، على كسر القيودِ عازمون، وعلى الشهادة أقسموا،
وهُم يسيرون على دروبَكِ صامتون،
قل لحيفا أنهم يسمعون خرير الماء في جداوِلَكِ، ويرون فقاقيع الزباد على شواطئكِ، وإن الصبح لقريب.
بيروت في..
25/12/2022