د. إسماعيل النجار ||
الأوَل جدار الدعم الأميركي الغربي والتطبيع والإستسلام العربي الرسمي،
والثاني جدار الشعوب الرافضة لأصل وجود الكيان الصهيوني الغاصب والتي لا تعترف إلَّا بفلسطين التاريخية الممتدة من البحر إلى النهر،
مُقَوِّمات الكيان الغاصب للصمود والبقاء لَم تَكُن في يوم من الأيام هيَ أسلحة متطورة فتاكة وطائرات ودبابات وغواصات وسلاح نووي، إنما دعم أميركي وأوروبي وروسي كامل سياسي ومالي ومعنوي،
حيث سُخِرَت لصالح بقاء هذا الكيان كل المنظمات الأمَمِيَة الدولية والحقوقية، يترافق معها الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الذي يمنع إدانة جرائم الكيان ويردعهُ ويمنع إتخاذ إجراءآت عقابية ضدهُ،
في المقابل يوجد أنظمة عربية تقف نظرياً ضد إحتلال إسرائيل لأرض فلسطين، وتتواصل معها عبر الولايات المتحدة الأميركية أو شركاؤهم الغربيين أو عبر قنوات سرية مباشرة بين البلدين بواسطة أجهزة الإستخبارات،
إذاً مُقَوِمات صمود إسرائيل وبقائها كانَ ما أسلفنا ذكرَهُ أعلاه ولولاه لما كان اليوم يوجد كيان مسلح عنصري على أرض فلسطين إسمهُ إسرائيل،
الأنظمة العربية التي كانت تعادي إسرائيل قولاً وفعلاً إما دُجِنَت وإما استضعفَت وإما أزالوا نظام حكمها عن الوجود، فبقيَت دُوَل الرجعية التي تلبس العقال العربي زوراً وبهتاناً، والتي كشفت عن وجهها الحقيقي في مسلسل التطبيع والتفاخر بالعلاقة مع الصهاينة وفتح أجوائهم وعواصمهم للسياسيين والإعلاميين ورجال الدين وأصحاب الرساميل الكبيرة، ومنهم مَن صاغَ علاقات دبلوماسية رسمية وتبادلَوا السفراء مع هذا الكيان، وشكَّلَ هؤلاء العُربان الخِرفان الخَوَنَة المُطَبعين مع أميركا وأوروبا جداراً سميكاً يظنون أنه يحول دون إختراق المقاومين المجاهدين له بإتجاه الأرض الفلسطينية المحتلة،
لكن في مقابل تلك التحالفات الكبيرة مع إسرائيل التي بَنَت هذا الجدار السميك ليحول بينها وبين ما تبَقَّىَ من أعداء لها، كانت هناك فصائل مقاومة شريفة قوية مصَمِمَة ترصف نفسها مداميك أصيلة لبناء جدار مقابل جدار لإستكمال الحصار على هذا الكيان والإطباق عليه،
فصائل المقاومة هذه من داخل فلسطين وخارجها شكلوا قولاً وفعلاً جداراً ضخماً وقوياً إمتَد من باب المندب إلى هَرمز إلى شاطئ العرب إلى إيلات فالجولان وجنوب لبنان وصولاً إلى آخر نقطة في أقصى البحر الأحمر بواسطة الصواريخ الدقيقة،
قِوَىَ مِحوَر المقاومة الممتد من طهران حتى فلسطين مروراً بصنعاء أصبحَ قُوَّة مضادة لقوَىَ المحور الغربي المدعوم عربياً لحماية تل أبيب، وعلى رأس هذه القوىَ حزب الله اللبناني الذي يهدد بقاء الكيان الصهيوني على قيد الحياة بفعل تعاظم قوته وتمدده إلى خارج الحدود،
إذاً التطبيع والدعم المادي والسياسي والعسكري الغربي لم يستطيعوا حفظ امن هذا الكيان،
والمقاومة بتصميمها ونمو قدراتها وشجاعتها وإيمانها بقضيتها إستطاعت هز أركان هذا الكيان وإرعابه وهزمهِ في أكثر من موقع ومعركة،
أخيراً الإحباط الصهيوني تحولَ إلى جنون وإجرام بعدما تأكد من إقتراب موعد زواله وتنبؤات كُتُبِه تحكي ذلك،
ومن حولهِ عيون ترصد وقلوب تنبض بفلسطين تنتظر إشارة من إصبع أمين لكي يصرخ الجميع وبصوتٍ واحد لبيكِ يا فلسطين، يا قدس إننا قادمون.
بيروت في....
5/1/2023
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha