عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
قرر نتنياهو تعزيز موقعه السياسي وحتى العسكري للتمسك بكرسي رئاسة الحكومة اليمينية المترنحة، والتخلص من المظاهرات المطالبة برحيله والتي استمرت 18 أسبوعًا متواصلًا.
وقد أبلغت القيادات الأمنية والعسكرية نتنياهو توفر معلومات دقيقة جدًا عن هيكلية "سرايا القدس" وأنه يمكن إغتيال قادة السرايا، ولكن العائق أنهم متواجدين مع عائلاتهم. وافق نتنياهو على عَملية إغتيال قادة السرايا مع عائلاتهم واتصل بالرئيس بايدن لضمان عدم تحرك مجلس الأمن والأمم المتحدة؛ لأنه يعلم علم اليقين بأن عملية إغتيال كل قائد من قيادة حركة الجهاد الإسلامي مع عائلته هو بمثابة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. ولذا صمت مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة صمت أهل القبور.
هذا مختصر لمجريات الأحداث المتسارعة؛ ولدى تحليل تفاصيلها نصل إلى التالي في الجانبين:-
1- الجانب الصهيوني
1-1جهز العدو الهيكلية العسكرية لسرايا القدس كأولوية قصوى في إغتيال كوادرها حين تحين الفرصة المؤاتية؛ ووضعوا كافة كوادر القدس في الهيكلية التنظيمية تحت المجهر. وحين توفرت معلومات استخبارية موثوقة جدًا من عدة مصادر عن تحركات القادة الشهداء؛ وحصول العدو على معلومات يقينية من مصدر ميداني يؤكد وجود القادة في منازلهم؛ بدأت التحضيرات للإغتيالات على أعلى المستويات في غرفة قيادة العمليات وبحضور وزيري الدفاع والامن الداخلي وكافة رؤساء أجهزة المخابرات. وتم إتخاذ القرار بعلمليات الإغتيال وليس خطفهم، مع إن الأمر كان متاحًا لهم. والإغتيال سوف ينفذ وفق بروتوكول "العمليات الجراحية الموضعية" ؛ وكان العائق الوحيد ان كل قائد كان برفقة عائلته، الأمر الذي استدعى تدخل مجرم الحرب نتنياهو الذي وافق على التأكد من إغتيال) القادة في العملية.
2-1 خلال رد ثأر الأحرار حصل العدو عن معلومات إضافية عن تحركات قائد العمليات الصاروخية ونائبه والشعيد أياد الحسني بإشراف وزير الدفاع وكبار قادة العدو في غرفة قيادة العمليات.
واستطاع العدو إغتيال الشهيد أحمد أبو دقة، وصرح وزير الدفاع، يوآف غالانت، فور إغتيال الشهيد بالتالي:"لقد أثبتنا مرة أخرى أن أي شخص مسؤول عن إطلاق الصواريخ بإتجاه ~إسرائيل~ ، سيدفع ثمنا باهظا".
وشدد غالانت على أن اغتيال أحمد أبو دقة، نائب قائد الوحدة الصاروخية في الجهاد الإسلامي، ضربة قاصمة لحركة الجهاد الإسلامي، خاصة وأنه لعب دورًا مركزيا بعمليات إطلاق الرشقات الصاروخية على الداخل.
3-1 تفاجأ العدو بكثافة صليات المقاومة التي أدت إلى تعطيل عمل منظومة دفاع القبة الحديدية لعدم قدرة الرادار على تحليل معلومات تفوق قدرة المنظومة في التصدي لها. مما اجبر وزير الدفاع بتكليف المتحدث بإسم الجبش للتقليل من أثار الفشل الكلي للقبة؛ وقد علّقت على ما ادلى به المتحدث بالتغريدة التالية:-
"يبدو أن صواريخ المقاومة قد أثرت على توازن المتحدث بإسم جيش العدو؛أراد أن يتفاخر بإنجار القبة الحديدية؛ فاعترف بفشلها عندما صرح بإطلاق 469 قذيفة صاروخية من قطاع غزة حتى الساعة 9:30 مساءً وجرى إعتراض 153 منها" . أي إن نسبة فعالية وكفاءة القبة الحديدية على ذمة العدو هي 32.62 % فقط.
4-1 إستعمل العدو في عمليات الإغتيال قذائف أمريكية موجهة بالليزر ذات قدرة تدميرية عالية تحول المكان الذي تستهدفه إلى رماد. وقد عمد العدو إلى إستعمال هذا النوع من القنابل، بعد فشل صواريخ HILL FIRE في إلحاق الأذى بالمكاتب التي استهدفها خلال عدوان نبسان 1996 في الضاحية الجنوبية. لكنه نجح في إستهداف سيارة إسعاف المنصوري. وبناء لمعلومات دقيقة جدًا فقد سخر قادة جهاز الشاباك يومها من قادة الجبش بقولهم: "إن عملية عناقيد غضبكم أصابت طباخًا في حزب الله!!!" .
5-1 استجدى مجرم الحرب نتنياهو بالرئيسين الأمريكي والمصري لتثبيت وقف إطلاق النار حسب شرطه الهدوء مقابل الهدوء، ولكن الجهاد الإسلامي رفضت شروط نتنياهو وفرضت شروطها من موقع القوة والإقتدار والإحتضان الشعبي. فوقع نتنياهو على إتفاق وقف إطلاق النار بشرط الهدوء مقابل عدم إستهداف الكوادر وسماها نتنياهو الأفراد بضمانة الرئيس السيسي.
2- وفي الجانب الفلسطيني وتحديدًا سرايا القدس :
1-2 استوعبت حركة الجهاد الإسلامي جرائم الحرب التي ارتكبها نتنياهو بحق قادة سرايا القدس وعائلاتهم وكان لا بد أن يدفع نتنياهو والكيان الغاصب الثمن غاليًا. فتم التنسيق مع محور المقاومة والفصائل الفلسطينية المقاومة بتوجيه ضربة تأديبية لمنع نتنياهو وقادة العدو العسكريين والأمنيين من إستباحة الدم الفلسطيني. وتم تاخير الرد ليوم واحد الأمر الدى أدخل الرعب في قلوب المستوطنين.
2-2 تم تعطيل فعالية القبة الحديدية بتكتيكات جديدة من حيث كثافة الصليات التي اربكت حاسوب جهاز الرادار التابع لها؛ فعجز عن أختيار أهداف تزيد عن عدد الصواريخ في المنظومة. ومن جهة أخرى تم الرمي بزوايا مختلفة بين 30 و60 درجة كما تم إستعمال نقنية جديدة في صواريخ المقاومة بحيث أصبحت سرعة صواريخها تفوق سرعة صواريخ القبة الحديدية؛ لذا كنا نشاهد تفجر معظم صواريخ القبة الحديدية تنفجر في الجو عندما تصل إلى أقصى مداها.
3-2 أجبرت صواريح سرايا القدس على إجلاء أكثر من 10,000 مستوطن من مستعمرات ومستوطنات غلاف غزة. ووصلت الصواريخ إلى القدس وتل أبيب
4-2 أكدت حركة الجهاد على وحدة الكلمة ووحدة الساحات. فكانت تصدر كافة البيانات بإسم غرفة العمليات المشتركة.
وبناء عليه فإن صواريخ سرايا القدس قد حطمت الدرع وكسرت الرمح الصهيوني، وجعلت كافة المستعمرات والمدن في فلسذين المحتلة تحت رحمة صواريخها.
وقد تعودنا من العدو الصهيوني الغدر؛ وإذا أقدم العدو على أية حماقة مستقبلًا ستفتح عليه أبواب جهنم من كافة الساحات من محور المقاومة دون سابق إنذار.
وإن غدًا لناظره قريب
20 أيار/مايو 2023
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha