سوريا - لبنان - فلسطين

قسماً سنعبر..!


د. علي حكمت شعيب ||


المناورة التي قامت بها المقاومة في جنوب لبنان شكلت:

خطوة جريئة صبّت في إطار عملية كي الوعي للمجتمع الصهيوني التي يعمل فيها محور المقاومة على مراكمة الضربات المؤلمة لهذا الوعي بشكل تدريجي ناعم عبر العمل الهادف والمركز على تفتيت قوة الردع لدى الكيان المؤقت وذلك كسراً لإرادة قادته على الصمود في الحرب المقبلة وإضعافاً لثقة مستوطنيه بجيشه وضرباً لأسس بقائه واستعجالاً لسبل زواله.

فأهميتها تنبع من قوة دلالتها التي أشارت إليها رايتها:     

              "قسماً سنعبر"

فعلى الرغم من استخدامها لموارد بشرية وأسلحة معدودة ومساحة من الأرض ضيقة محدودة لكنها حملت رسائل بليغة مقصودة أبرزها:

١-انتقال المقاومة من الانفعال ورد الفعل أمام العدو لتحرير أرضها إلى الفعل والهجوم لاستعادة الأرض من العدو مما سيضعه في موقع الدفاع ويفقده زمام المبادرة ويضرب معنويات قادته وجنوده. فهي ستطبق في الحرب القادمة مبدأ:    

              "أغزوهم قبل أن يغزوكم"

وفي ذلك انتقاص كبير لهيبة هذا العدو المتغطرس الذي كان يفاخر باقتحام لبنان بفرقة موسيقية.

فمن يقم بمناورة يكن قد اتخذ القرار ووضع الخطة وأعد العدة وهو يتفحص جهوزيته للتنفيذ.

٢-إن إدخال سلاح المسيرات القاذفة وقد يليها تلك الانتحارية مع سلاح لإسقاط مسيرات العدو والتشويش عليها يدلّ على أن المقاومة على درجة عالية من التيقظ والمراقبة والتتبع لكل التغيرات الطارئة على الحرب الحديثة مستخلصة العبر من تجاربها في مواجهة الحرب التكفيرية على سوريا ومما يجري حولها من حروب لا سيما الحرب الأوكرانية الأطلسية على روسيا وفي ذلك مساهمة في إرباك العدو وإحباط عمل منظوماته الدفاعية وقببه الحديدية.

٣-إن اختيار مجاهدين مقاومين أشداء لديهم بسطة في الجسم ومهارات قتالية بدنية عالية لعرضها أثناء المناورة يؤشر على التصميم والعزم الراسخ للالتحام بالعدو في عقر داره وقتاله من قرب في مستوطناته ومعسكراته التي يتحصن فيها.

إن هذا التحول من الدفاع إلى الهجوم الذي ستعتمده المقاومة في الحرب المقبلة يعد قفزة نوعية في عملها وصدمة معنوية كبرى لعدوها الذي صنفها تهديداً وجودياً له وهو لا ينفك مكابراً متطاولاً على إيران النووية في الوقت الذي تأكد فيه تخبطه وعجزه عن حماية نفسه أمام كل هذه التهديدات الوجودية التي تحيط به من الداخل والخارج جراء ما يشكّله محور المقاومة.

     

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك