سوريا - لبنان - فلسطين

الوزير بويز، يخشى أن تتجاوز الأزمة الرئاسة، لتدق أبواب إعادة النظر بالنظام اللبناني ككل.

1485 2023-07-21

ناجي امهز ||

 

كما يبهرك الكثير بفنونهم ان كانت شعرا او موسيقى ورسم، يبهرك الوزير بويز بفن السياسة، التي اصبحت مليكة تجري في شرايين عروقه، فالكلمات تنساق من فمه لترسم مشهدا سياسيا لا تتوقعه، رغم اعتقادنا الكامل اننا نملك حلولا لفك احجيتها، لكن عندما تسمع الوزير بويز وترابط الموضوع بسردية تاريخية وتسلسل دقيق للاحداث وصولا للحظة التي انت فيها سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعي، تدرك انك ما زلت على شاطئ المعرفة وتحتاج الى وقتا طويلا لتنهل من بعض هذا البحر السياسي.

الوزير بويز ذواق للكلمة، ولا يكل او يمل من بحثه عن المعرفة اينما كانت، وشعاره في الحياة المعرفة هي الاساس، لا يمكن ان تكون متواضعا ووطنيا تخدم وطنك ان لم تمتلك المعرفة، وما تبقى لا قيمة له، عندما تريد ان تعمل بالسياسة من اجل بناء دولة، عليك ان تبقى مستقل وعلى مسافة متساوية من الجميع فالسياسي الوطني لا يوجد بينه وبين ابناء وطنه عداوة شخصية انما توجد خصومة وطنية والخصومة لا تلغي ان يعمل كل منا على طريقته لبناء الوطن، لذلك بيتنا مستقل ويبقى مستقل لأن عدم الارتهان وحرية القرارات هي الاساس في بناء القيم والوطن، بل يجب على القوى الفاعلة السياسية والاجتماعية وكما في كل الدول الراقية والكبرى التي تحافظ على المستقلين، لانهم الخميرة الصالحة في زمن الازمات.

هاتف الوزير بويز لا يهدأ، شخصيات رسمية وغير رسمية، محلية ودولية، من اجل موقف او استشراق الواقع السياسي، او اطلالة اعلامية، والجميع يعرفون او اقله يشعروا ان هذا الرجل لديه التصور الكامل لما يحدث وما سيحدث والى اين ستذهب الامور.

هذا الحديث قديم مع الوزير بويز قبل شهري واشرت اليه في احد مقالاتي المنشور في تاريخ 3 – 5 – 2023 ولكن بما ان الوزير بويز رجل دولة فأن من طبيعته الكتمان الشديد والمجالس لديه بالامانات، وحتى عندما يتحدث ويسأل هل يمكن النشر، يقول عن اسمي لا أقبل، لكن لكم الحرية بنقل الكلام.

انا اليوم طلبت من معاليه ان يكون هذا الكلام عن لسانه شخصيا ومباشرا وخاصة انه بحديثه عن اللجنة الخماسية والارباك الدولي قبل اشهر تبين كم هو دقيق، لذلك اريد ان اضع الراي العام اللبناني بما تحدث الوزير بويز عنه في تلك الجلسة المطولة.

عندما سالته عن الرئاسة قال: اعتقد اذا كانت الاجواء جيدة جدا، قد تكون في “تشرين” على اقرب تقدير والا سنذهب الى فراغ طويل، بسبب تواجد لبنان عند تقاطع دولي واقليمي تعصف فيه الرياح، وللاسف اليوم لبنان في مهب الرياح، رياح داخلية ورياح خارجية، في الداخل القوى السياسيه لا يوجد في صفوفها من يملك القدرة على الحسم وهي تقريبا وجميعها متعادلة ومتساوية، ولا امل لديها بانتاج رئيس الا من خلال الحوار بين بعضها البعض للبحث عن مخرج لهذه الازمة التي يتخبط بها الجميع دون مؤشرات على بروز الحلول لاسباب عديدة، احد هذه الاسباب ان الغالبية لا تريد التحاور لانها اعتادت ان ياتي الحوار موجها اليها من قوى خارجية، ولكن هذه القوى الخارجية اليوم اولوياتها اكبر بكثير من لبنان، بسبب ازماتها المتعددة الممتدة من القارة الامريكية حتى اسيا، وخاصة ان هذه الدول تعيش اجواء الصراع الاوروبي الاوكراني الروسي، والامريكي الصيني من جهة ومن جهة اخرى الامريكي الروسي، ناهيك عن الصراع الشرقي الغربي (بين ايران وبعض الدول الغربية ومن بينهم امريكا) وهذه الصراعات حولت حتى القوة الدولية الى قوى مشرذمة، وبما انه لا يوجد دولة لوحدها قادرة على انتاج حل للازمة اللبنانية، لذلك من الطبيعي ان تعجز كل هذه الدول عن التدخل لايجاد حلول للوضع اللبناني، اضافة انه لا يوجد دولة في ظل هذا الانسداد والصراع مستعدة ان تتنازل لدولة ثانية من اجل ايجاد حل للازمة اللبنانية، لذلك دوليا يبقى موضوع الرئاسة معلق الى حين اكتمال المشهد في المنطقة وربما في العالم، ولكن يبقى السؤال هل يستطيع لبنان ان يتحمل هذه الفترة والشعب منهك اضافة ان اجواء الانقسام والمناكفات السياسية، وما يعانيه من ازمات لا حصر ولا عدد لها، وهذا الامر يضعنا امام فرضية ثابتة بانه لا يمكن للقوى الداخلية ان تعول على حلول خارجية، وان كان البعض ينتظر بصيص امل من حلول قد تنتج عن اجتماع اللجنة الخماسية التي لبنان فيها هو اولوية، اقول لهم يبدو ان ما اعرفه منذ انشاء اللجنة الخماسية، اننا نعلق امالا، قد يكون مبالغا فيها، لان هناك من يقول ان مقترحات اللجنة الخماسية قد لا تأتي على حجم جميع الافرقاء في الداخل او ترضي الجميع بظل تعارض مصالح الاطراف التي اصبح لكل طرف حساباته الاقليمية والدولية، ويكفي فريق لبناني ان يعترض على اقتراحات اللجنة الخماسية وسيعود الجميع الى دائرة المراوحة، ومع توقف الحلول الخارجية وتعنت المواقف الداخلية التي يبدو انها ستكون طويلة، سيصبح الامر اكثر خطورة بمعنى اوضح ان الازمة اللبنانية ستتجاوز ازمة رئاسة الجمهورية، لتدق

ابواب اعادة النظر بالنظام اللبناني ككل وفي التركيبة اللبنانية ككل وهذا الامر سيدخلنا في الدهاليز المظلمة التي قد تضيع صيغة لبنان التي قال عنها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني من أن «لبنان أكثر من وطن إنه رسالة»، وخاصة أننا نسمع كلاما أن هناك من لم يعد قادر على القبول بالواقع كما هو، حتى لو وصل به الأمر إلى الفيدرالية.

وهنا سألته هل الفيدرالية هي الحل.

اجاب: اللامركزية الإدارية الموسعة لحظها الطائف، ويجب تطبيقها لأنها تنظم الكثير من الأمور، وتقريبا اليوم نحن نعيش الفيدرالية المقنعة بظل التوزع الديمغرافي، ولكن تكريس الفيدرالية وتطبيقها، تحت علم واحد ورئيس واحد وسياسية خارجية واحدة، يعني أن الفيدرالية لن تحل الأزمة لأن أساس مشكلتنا ليس في الهوية اللبنانية، هي في انتخاب رئيس وسياسة الخارجية (منها التوجه شرقا أو غربا) وأخشى ما أخشاه أن تكون الدعوة إلى الفيدرالية هي بداية إلى التقسيم التام، وحتما هذا ما سيحدث تدريجيا بحال بدأنا جديا بالحديث عن الفيدرالية، كون غالبية هذه الطبقة السياسية العاجزة عن إنجاز التعيينات العسكرية، وحاكم مركزي أو من ينوب عنه ومكانه بسبب الانقسامات حتما ستصل إلى هذه المرحلة الحرجة، وخاصة أن بعض الدول الكبرى لن تعارض مثل هذا التفكك إن كان يساهم بإبقاء النازحين ويوطن الفلسطينيين، ويساهم بحل مشكلة لأشرق الاوسط على حساب وحدة لبنان، من هنا اتحدث امام الجميع بانه يجب الاعتماد على انفسنا بايجاد الحلول، ولا يمكن للقوى السياسية الحالية ان تجد حلا لهذه الازمة بسبب التعقيدات الداخلية والتقاطعات الدولية، من هنا يجب ان يكون الدور هو للمستقلين، وهذا ما حصل 1958 عندما اوقفت كل من امريكا ومصر تدخلهما بالشأن اللبناني مما سمح بانتخاب الرئيس فؤاد الشهاب المستقل الذي يشهد له الجميع بانه وضع اسس بنيان الدولة التي صمدت حتى اليوم.

والأزمة التي أنتجتها الطبقة السياسية تحت مصطلح من هو الأكثر شعبية، فرضت ان يكون الرئيس مستقل وقادر، وخاصة ان الرئيس لن ينتخبه الشعب، مما يعني بان المستقل سيكون نتيجة معادلة لا غالب ولا مغلوب وه مقدمة الحل، وبالختام ماذا قدمت الشعبية إلا المزيد من الأزمات، حيث كل فئة تستقوي وتقيس قراراتها بمقياس شعبيتها، وهذا الأمر أكد أنه يضر في أماكن كثيرة ومفاصل أساسية في بنيان الدولة، فالرئيس يجب أن يكون مستقلا وخاصة في زمن التجاذبات الداخلية والإقليمية والدولية، ويجب أن يكون على مسافة متساوية من الجميع داخليا ودوليا، داخليا كي يكون قادرا على محاورة الجميع وجمعهم لما فيه الخير العام، وأن يكون الحكم بينهم، ودوليا حيث يطلب من الدول دعم لبنان دون أن يكون لدولة ما مأخذ عليه بسبب انتمائه السياسي إلى دولة ثانية.

بالختام هناك ازمة كبيرة والجميع امام جدار مسدود ولا أقول إلا حفظ الله لبنان وشعبه الطيب.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك