سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان على صفيح ساخن

1537 2023-08-14

قاسم الغراوي ||

 

كاتب وصحفي

 

تمتاز لبنان بموقعين أولا اطلالتها على البحر مما يمنحها أجواء رائعة تجذب السياح إليها وقد خسرت ذلك للاسف بعد ان أصبحت بيئة طاردة.

اما الموقع الآخر فقد كتب عليها أن تكون في تماس الحدود مع الكيان الصهيوني الغاصب وان تحتضن    ال.م.ق.ا.ومة التي هي الوجه المشرق للبنان والأمة التي ترفض الخنوع والتطبيع.

ومما يؤسف له أن بعض حكام  العرب تخلت عن لبنان ووقفت بالضد وساعدت على عدم استقرارها وتحاول افلاسها في الوقت الذي تنشط فيه الدوائر الامبريالية الغربية والصهيونية في محاولة لتدميرها وخلق فتنة لإنهاكها وتمزيقها بعد ان وجدت من يتآمر عليها من الداخل .

لبنان اصبح مكشوفا، والفتنة تطل براسها على الأبواب، والارتزاق السياسي بلغ الذروة، وسط خرائط دولية وغرف عمليات نشطة، وإعلام مموّل من الخارج، بهدف التحريض والتحشيد على أسوأ فتنة طائفية لحرق البلد وأهله .

اللعبة الدولية تتمترس وراء سواتر إنسانية وإعلامية ومنظمات مجتمع مدني  واجتماعية وسياسية وطائفية وحزبية، وهي تريد الخراب لهذا البلد، واما الحرب الأهلية فالجميع جربها ، فهي دمار ونار وكوارث وجنائز وتدمير  وطن وقتل شعب .

اذا كان لبنان قد تجاوز الفتنة الاولى بخسائر بشرية وتدمير البنى التحتية فان الفتنة هذه المرّة أخطر وأكبر وبلا تسويات .

البعض يعبي للخراب ويحشد لتدمير البلد بخطاباته وغابت الروح الوطنية وتقارب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين .

ونحن نقول ان من  يبدأ الحرب ،  ستأكله أولاً .

مثال أوكرانيا التي استخدمتها امريكا ودول اوربا كبش فداء لمواجهة روسيا  لم تعد دولة ذات سيادة، بل أصبحت مقبرة للموت، وملعباً للمصالح الدولية، على حساب دولة ستدفع الكثير من أجل لعبة غبية قادتها دول وعبئت بها وستدفع الثمن غاليا.

لا أحد يحب الحرب اما ذكرياتها فهي مرّة، واللعب بالنار ليس نزهة،  والسكوت عن الفتنة ليس صحيحا ، والتحريض الطائفي خطير ، والتوظيف الإعلامي للفتنة أخطر ، ويجب  حماية الشراكة الوطنية والتماسك المجتمعي ضرورة يحتاجها الشعب اللبناني.

يريد البعض اللعب بخطوط إمداد ال م. ق ا ومة ، وتدميرها ولايرغب بوجودها للاسف ، ونعتقد لاتوجد  مصلحة في ذلك إلا للكيان للصهيوني الذي يتربص بلبنان  والعميل الذي باع ضميره ، واما الم .ق.ا.ومة فهي خط وطني أحمر، ولا قيمة للبنان أو بقاء بلا وجودها وهي فوق الطائفية ، والجميع يعرف  ذلك ، وهي ضرورة لسيادة لبنان وقوة لها ، ورعب للكيان الصهيوني.

بلد مثل لبنان كان وما زال وسيبقى مبنياً على الشراكة الوطنية، والمطلوب تسوية الأمور السياسية وتغليب مصلحة الوطن وعلى قادة الكتل والفعاليات السياسية والاجتماعية والفكرية السعي لمنع تاجيج الفتنة والتوجه لاستعادة سلطات الدولة، والتمسك بالوحدة الوطنية ، لأن البديل سيكون خراباً ودماراً وناراً لن يربح منها الشعب اللبناني.

لازالت المؤامرات تحاك ضد البلدان الرافضة للتطبيع ؛ العراق وسوريا ولبنان واليمن ولن تستقر مالم تتكاتف هذه الدول برؤية موحدة وموقف واحد  وستنتصر ارادة شعوبها  ولو بعد حين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك