سوريا - لبنان - فلسطين

14لبنان/  آب دروس وعبر..

1608 2023-08-14

عدنان علامه ||

 

/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

 

اليوم ذكرى الإنتصار الإلهي السابع عشر على أقوى جيش في المنطقة. وهذا النصر هو ثمرة التوكل الكلي للقيادة والمجاهدين والشهداء الذين دافعوا عن تراب الوطن لله سبحانه وتعالى. فمن المنظور المادي كان هناك إستحالة للإنتصار.  ولكن من المنظور العقائدي والإيماني انتظرت القيادة الحكيمة الوعد الإلهي بالنصر المبين الذي تحقق في مثل هذا اليوم.

لم يتعظ العدو من الأثمان الباهظة التي دفعها في لبنان نتيجة إحتلاله. فلم ينفعه الجيش الذي انشأه من العملاء، فذاقوا طعم الهزيمة  المذلة في نيسان العام 1996؛ وقد دفعته المقاومة بفضل الإتكال الكلي على الله والقيادة الحكيمة التي أعدت للمواجهات بقدر إستطاعتها كما امر الله سبحانه وتعالى أن تفرض هروبًا وإنسحابًا مذلًا ومدويًا وحتى دون إبلاغ عملائها ومن دون قيد أو شرط. وقال بعض كبار قادتهم: "لقد إنسحبنا وذيلنا بين رجلينا".

واما في العام 2006 فلم يصغِ العدو إلى لغة المنطق والعقل لشروط التبادل عبر مفاوضات غير مباشرة؛ فتدخلت القيادة العسكزية الأمريكية وأمرت بشن عدوان واسع وشرس قطعت به طائرات العدو ومدفعيته أوصال الوطن وشرايين تواصله ؛ وفتحت أمريكا  مخازنها الإستراتيجية لإستعمال صواريخ ذات صاعق تأخيري ولها قوة تدمير عالية بحيث دمر  العدوان المباني السكنية المدنية بشكل هستيري.

وكنت شاهد عيان على الوحشية الصهيونية حيث أغارت الطائرات الصهيونية على سنتر فضل الله /شارع دكاش في حارة حريك الذى أبى أن يصبح ركاما من اول صاروخ، فأغارت عليه بعدة صواريخ، ولكن بقيت عدة طوابق منه متحدية  همجيته ووحشيته.

وبالبرغم من همجية العدو وتحديدا في ساحة الشورى بقيت شجرة الكينا صامدة بعنفوانها بالرغم من تحويل المبانى المحيطة بها إلى ركام. وكانت إطلالة المرحومة الحاجة أم كامل من أمام تلك الشجرة التي بقيت تنبض الحياة لتضيف عزة وشموخًا وصمودًا ولتؤكد للعدو بأن أهدافه في كسر الإحتضان الشعبي للمقاومة، واذلت الحاجة ام كامل العدو بكلمات  نابعة من القلب "دمروا بيتي بالجنوب، ودمروا بيتي في الضاحية، فدا إجر السيد".

التدخل والمدد الغيبي كان ملموسَا لدى المجاهدين في مختلف ساحات المواجهات في عيتا ومارون الراس وبنت جبيل والخيام وكانت رميات صواريخ الكورنيت مُسَدَدة لأن دبابات الميركافا كانت تتحول إلى فطع صغيرة وأهمها انفصال البرج عن الهيكل. وكانت  مجازر دبابات الميركافا المتطورة في أكثر من مكان قد أفقدت العدو عناصر القوة التي كان يتفاخر بها. فكان العدو يعتقد بأن هذه الدبابات تحمي جنوده ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وصواريخ الكورنيت تحولت الدبابات إلى توابيت لطواقم الميركافا.

فانتقل العدو إلى المواجهات المباشرة فدفع بنخبة جنوده إلى عيتا، بنت جبيل ومارون الراس وفرون والغندورية وغيرها  وعادوا بجثث قتلاهم وما تبقى من جنودهم  مثخنين بجراحهم.

فطلبت امريكا من قادة الكيان الغاصب مواصلة العدوان؛ فجاءهم الجواب الصادم "إننا لا نستطيع مواصلة العدوان؛ فتعالوا وحاربوا على الارض لتعرفوا ما نعانيه". فطلبت أمريكا وقف إطلاق النار. 

وبأختصار شديد فقد  إرتكب العدو في عدوان تموز 2006 ابشع المجازر ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وبسلاح أمريكي، ولكن أمريكا منعت إتخاذ إجراء أي تحقيق حتى لا يطالها ويطال الكيان المؤقت أية عقوبة  .

وفي المقابل لقد تحقق النصر الإلهي بفضل الله سبحانه وتعالى الذي انزل الرعب في قلوب الأعداء، وسدد رميات جنود الله وانزل السكينة والصبر في قلوب قيادة المقاومة والمجاهدين وَشعب المقاومة.

 إن إستعداد المقاومة لمواجهة الإحتلال لم يتوقف يومًا منذ إجتياح  1982 وحتى اليوم ؛ بل تم تجهيز المقاومة بما يصيب العدو مقتلًا نفسيََا وجسديًا؛ فكان الإفراج عن خبر  إمتلاك المقاومة  لسلاح ثار الله الذي يطلق صاروخي كورنيت بدلًا من صاروخ واحد. وقد  أعلن سماحة الأمين العام وفي أكثر من مناسبة إمتلاك المقاومة للصواريخ الدقيقة التي تصل إلى كافة مناطق فلسطين المحتلة.

فأية مغامرة  او مقامرة قد يقوم بها العدو  في أي وقت، لن يستطيع ان يتحكم بوقفها او تصاعد وتيرتها. وستكون المواجهات مختلفة وستكون المواجهات على أرض فلسطين المحتلة بإذن الله.

 

وإن غدًا لناظره قريب

 

*ة14 آب/أغسطس 2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك