د. إسماعيل النجار ||
أميركا تمرر مشروع توسيع صلاحيات اليونيفيل في مجلس الأمن بقرار رقم 2695 تحت الفصل السابع،
وموسكو وبكين ضربوا بعرض الحائط تحالفاتهم مع دُوَل مِحوَر المقاومَة ورمموا جسور مصالحهم كأولوية مع أميركا وإسرائيل،
إذاً هيَ مصالح الدُوَل الكُبرىَ، أي (المنافقين).
حيث لا مكان للصغار في دنياهم إلا تحت أقدامهم، إنها روسيا القيصر "أبو علي بوتين" كما يسمونهُ بعض الأغبياء، وأنها الصين التي نمدحها ونؤيدها ونتمنىَ لها الإنتصار والتفَوُق على أمريكا،
على كل حال عند الإمتحان يُكرَم المرء أو يُهان، فعند أول مفترق طُرُق بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل "هُزمنا" دبلوماسياً بتصويت مجلس الأمن على توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل العاملة في لبنان وإنتقالها من التجسس على المقاومة للعمل الميداني ضدها لصالح إسرائيل عبر المداهمات ومصادرة الأسلحة والمراقبة وأكثر من ذلك،
الإمارات (العربية) المتحدة لعبت دوراً محورياً ومارست ضغوطاً كبيرة على بعض الأفرقاء لكي يُصوتوا لصالح تمرير القرار وهكذا حصل في ظل امتناع دولتين لهم مصالح كبرى هما روسيا والصين وتصويت الباقين من ال15 عضو،
القرار أسست له واشنطن بقرار مماثل كان الأقسى والأصعب العام الفائت تحت رقم 2650،
تآمر فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وسفير لبنان السابق في فرنسا بطرس عساكر، ومندوبة لبنان في مجلس الأمن أمل مدللي، ومرروا ذاك القرار الذي يسمح لليونيفيل بتوسعة نشاطها وصلاحياتها فكانت نتيجتهُ حوادث دموية متفرقة وصدامات مع الأهالي ومنها حادثة العاقبية الخطيرة في الجنوب التي أودَت بحياة جندي إيرلندي العام الماضي،
قائد اليونيفيل في جنوب لبنان الذي تتبادل قواتهُ مع إسرائيل المعلومات حول المقاومة ويقومون بالتجسس والتصوير اليومي لصالح الكيان قال أننا لن نستخدم صلاحياتنا في مناطق عملنا وسنبقى على تنسيق تام مع الجيش اللبناني لأن حادثة العاقبية وحادثة مقتل 4 جنود إسبان لا زالت ماثلة أمامهم،
لذلك لن تتجرَّأ اليونيفيل على تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة أمامهم من سكان القرى الجنوبية جنوب الليطاني حتى لا يحصل صدامات فيها قد تتسبب بمقتل أي جندي أو الإستيلاء على المعدات أو تحطيم الآليات العسكرية،
إذاً سيبقى القرار الأممي حبراً على ورق، وسيبقى أهل الجنوب الشرفاء متيقظين وصاحون لما يخطط لهم، ولبنان المقاومة لن يتغيَر وسيبقى كما هو وطن المقاومة والتحرير رغم أنف الطغاة.
بيروت في...
2/9/2023
https://telegram.me/buratha