د.سوزان زين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِير } سورة الحج / الآية 39
إنه الزمن الذي قال فيه إمامنا القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله): الكيان الإسرائيلي يحتضر.
إنّه الزمن الذي وعدنا فيه سيدي سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله: نحن الجيل الذي سوف يصلي بالقدس.
إنه يوم من أيام الله المشهودة التي أدخلت الفرح في قلوبنا وقلوب مئات الملايين من المسلمين والعرب وأحرار العالم الذين يرفضون الطغيان والعربدة الصهيونية إزاء المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، وإزاء اعتداءات وانتهاكات جسيمة على الأبرياء من الفلسطينيين العزل في القدس ومخيمات الضفة الغربية أمام أنظار ما يسمى المجتمع الدولي الذي التزم حالة الصمت والإنكار…اليوم هو يوم تاريخي بكل المقاييس، الهروب الجماعي بكل الاتجاهات للصهاينة، يكشف حجم الوهن الصهيوني الداخلي، وأكذوبة الوطن القومي لليهود.
إن المقاومة الفلسطينية حتما لم تقدم على هذا العمل المقاوم الجديد اليوم دون دراسة وتخطيط يتجاوز أرقى برامج ومقررات التخطيط والإدارة في أبرز الأكاديميات العسكرية العالمية، وهو أمر يؤكد اجتهادها وبراعتها الدؤوبة والمستمرة في التخطيط والتكتيك والمفاجأة، ما يعزز الآمال القريبة بنصرة الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في تحرير المقدسات والأرض والإنسان من رجس هذا الكيان الغاصب.
إن ما قامت به كتائب الشهيد عزالدين القسام خاصة والمقاومة الفلسطينية عامة في هذا اليوم في عملية طوفان الأقصى باغتت به العدو الصهيوني من البر والبحر والجو، هو عمل عجزت عنه الجيوش العربية والإسلامية خلال عقود ، وهو عمل قائم على إمكانيات بسيطة وفي منطقة محاصرة محدودة، جرى التأمر على مقاومتها، وتجويع أهلها وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، إلا أنه الإيمان بالله سبحانه وتعالى واليقين في وعده وقدرته سبحانه على تغيير الموازين والإيمان بعدالة القضية، والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس، وهذا ما يؤكد على أنه لا مستحيل إن توافرت شروط الإعداد مع الإيمان واليقين بنصر الله. إنه رغم الدعم العالمي الذي يقدم للكيان الصهيوني من خلال تزويده بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات والأجهزة والأنظمة العسكرية والحربية والتحالفات الاستراتيجية التي تعقدها معه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وأمام بعض الأنظمة الحارسة لهذا الكيان إلا أنه يعيش إرباكا ونكسة استراتيجية تثبت بأنه كيان وهن وهش من الداخل.
إن ما جرى اليوم في إطلاق عملية طوفان الأقصى من عمليات نوعية ومفتوحة تحيي في الأمة الإسلامية والعربية الكرامة وتذكرها بأمجادها، وتدعوها للعمل والتخطيط واليقين بنصر الله وبعدالة قضيتها، وهو ما يحملها واجب النصرة بكل الإمكانيات للشعب الفلسطيني ومقاومته لحماية المقدسات والأرض والعرض والإنسان في مواجهة الغطرسة الصهيونية المستمرة.
عاشت فلسطين حرة أبية عاشت المقاومة الفلسطينية درعًا حصينًا للأقصى وفلسطين..
https://telegram.me/buratha