ناجي أمهز ||
صعدت إلى السماء وسألتني الملائكة من أين أتيت،
قلت لها أنا من قوم النبي العربي.
قالت الملائكة هل كنت تصلي
قلت لها بقوة نعم
قالت هل كنت تزكي
قلت لها بكل قوة نعم نعم.
قالت الملائكة هل حججت.
هتفت لها نعم نعم نعم
قالت الملائكة أمرنا بإدخالك إلى النار.
وصرخت لماذا إلى النار.
قالت الملائكة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
وأنت صلاتك لم تنهك عن أي من هذه الأمور، بل كنت شريكا بدماء كل هؤلاء الأبرياء الذين سقطوا بغزة.
وأما زكاتك فأنت لمن تبرعت بها، ولم يصل من تبرعاتك كوب ماء لطفل عطشان من أهالي غزة، أنت تبرعت بأموالك رياء لمن يقول عنك إن تزكي.
أما قيامك بفريضة الحج، يعني كان بإمكانك القيام بالجهاد والدفاع عن جيرانك.
اقله أن ترفض التطبيع الذي تقوم به دولتك.
لقد أمرنا بك إلى جهنم.
وجاء من بعدي شخص، لم يسئل عن اسمه أو دينه ومذهبه، بل استقبلته الملائكة بالتهليل والترحاب، وابتسمت الملائكة بوجهه وقالت له بلغته الكوبية، شكرا لموقفك مع أطفال غزة، يسرنا أن نستقبلك بالجنة.
صرخت بالملائكة أنا عربي وتدخلوني النار، وهذا كوبي وتدخولنه الجنة وهو غير مسلم.
قالت الملائكة أنت عار على الإنسانية والأديان السماوية، لأنك لم تتفاعل لا مع دينك ولا مع الحق، ولا حتى أن يكون لك موقف يرضي الله.
هنا لا يفيد أن تردد سجل أنا عربي.
وبقربك سفارة أو مكتب إسرائيلي يقتل البشر ويدمر الحجر ويقتلع الشجر.
وأكملت الملائكة، ماذا شعرت عندما عرضت عليك آخر لحظات عاشها أطفال غزة ونساء غزة وعجائز غزة، كيف كانوا يقتلون بدم بارد بينما أنت كنت تتناول افخم واشهى انواع الاطعمة وانت تشاهد هذا القتل على الفضائيات التي انتم تمولنها لتساهم بقتل اطفال غزة...
اقله كان يجب عليك ان ترفض هذا الظلم.
على كل حال اليوم لا شيء يفيدك إلا عملك، وعملك يقول إنك شريكا للاسرائيليين، وكل طفل قتل في فلسطين أنت شريكا بقتله.
ومن يقتل كل هذه الأرواح أو يسكت على قتل كل هذه الأرواح أو يقف مع الجانب الذي ارتكب كل هذه الجرائم.
يجب أن يذهب إلى الجحيم الابدي.
طقطق العربي برأسه وقال، نعم نحن نشعر كمْ كنا ضعفاء محتقرين ونحن نسمع عن شعب لبنان المقاوم وهو يقاتل العدو الاسرائيل وتصفق الدنيا له، بينما نحن اينما ذهبنا نشعر اننا منبوذين مكروهين، بسبب ان دولنا لها علاقات مع العدو الاسرائيلي، اصلا ولا مرة قبلنا بأن نكون مع هؤلاء لكن الخوف من ظلم الحاكم اسكتنا، عشنا بالذل والعار وبعد موتنا ندخل النار.
ولكن سؤال أين غالبية زعمائنا العرب.
قالت الملائكة هؤلاء لا يصعدون إلى الحساب بل هؤلاء تم تحويلهم مباشرة إلى جهنم، لأنهم أصلا لم يعترفوا يوما بوجود الله، وللأسف أنتم اتبعتم هذه الفئة وصمتم عنها رغم فسادها وفسوقها وظلمها، بل وهتفتم باسمها ودافعتم عنها.
وفي هذه الأثناء مر أمامي عامل التنظيفات الذي كان يعمل في قصري، واستقبلته الملائكة بالكثير من الاحترام والتبجيل، وقالت له تفضل إلى مكانك في الجنة، وهنا ركضت نحوه اتوسله أن يدخلني معه، فأنا يكفيني الذل والخوف وأنني كنت جبان في الدنيا، لا أريد أن أعيش الجحيم أيضا في الآخرة، فقلت له ماذا فعلت حتى دخلت الجنة، قال العامل، بكيت فقط على أطفال غزة، بكيت بصدق، لأنني عشت معكم واعرف كم غالبيتكم ظالم متعجرف، ودموعي هذه أنقذتني، كي لا تكون نهايتي مثل نهايتك، فأنتم بغالبيتكم لا تعرفون الشفقة ولا الرحمة، لذلك شعرت بما يشعر فيه أهل غزة وخاصة انهم يعرفون انكم تخليتم عنهم منذ امد طويل عنهم كما تخليتم عن عزتكم وتقاليد عروبتكم.
وهنا صرخت لماذا كنا نفتخر بعروبتنا ان لم نطبق عروبتنا ونقاتل عدو يقتلنا،
وفي الآخرة دفعنا ثمن العروبة مضاعفا، لأننا لم نقم بما تمليه علينا تعاليم القرآن الذي انزل عربيا.
سجل أنا عربي عشت في نار الذل والخنوع والعبودية، واليوم ادخل نار الله لأنني لم أعرف يوما أن أرفع راسي وأقول لا لكل ظالم.
https://telegram.me/buratha