ذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، إن إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دوليًّا في حربها على قطاع غزة، تزيد أعداد القتلى المدنيين بشكل فظيع، لا سيما من الأطفال.
وأوضح التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان، أن إسرائيل تتعمّد استخدام مثل هذه الأسلحة التي تحتوي على عدد هائل من الشظايا في الأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين.
ودونت المنظمة الدولية شهادات لأطباء أجانب عملوا أخيرا في قطاع غزة، قالوا فيها إن أسلحة إسرائيلية الصنع تسببت في إصابات مروّعة للمدنيين ولا سيما الأطفال، حيث أشار الأطباء، إلى أن معظم الوفيات التي تعاملوا معها، مات أصحابها بسبب استخدام صواريخ وقنابل معبأة بالصفائح المعدنية الحادة جدًّا، والتي تؤدي إلى حدوث بتر في معظم أنحاء الجسد.
من بين هؤلاء الشهود الأجانب، طبيبة أمريكية عملت في المشفى الأوروبي قالت، إن أكثر من نحو نصف الإصابات التي عالجتها تعود إلى أطفال.
في ذات السياق، يقول الخبير العسكري العميد رائد موسى، إن استخدام إسرائيل للأسلحة عالية التفجير والتي تحتوي على قطع معدنية تهدف إلى قتل أكبر عدد من الأشخاص، دليل واضح على أن الهدف الإسرائيلي الأساسي من الحرب هو قتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين.
وتابع موسى، لموقع إرم نيوز، أن هذه الأسلحة تحتوي على نسبة متفجرات عالية جدًّا برأس متفجر مضغوط إلى جانب صفائح معدنية حادة جدًّا تتشظى إلى مئات الشظايا القاتلة في مكان الاستهداف، موقعة عشرات القتلى والجرحى في محيط قطره 100 متر.
وأضاف، تندرج هذه الأسلحة تحت قائمة الأسلحة المحرمة دوليًّا لا سيما وأنها محملة بأطنان من المواد المتفجرة ومئات الشظايا التي تفتك بالفلسطينيين، إذ تلقيها إسرائيل بأماكن تعرف مسبقًا الكثافة السكانية الهائلة فيها.
كما توقع الخبير العسكري حدوث كوارث بيئية خطيرة في السنوات القادمة في قطاع غزة ولا سيما على مستوى الإنتاج الزراعي، بعد أن اختلطت التربة بآلاف الأطنان من المتفجرات والمواد الكيميائية السامة التي تفقد التربة خصوبتها؛ وبالتالي انخفاض مستوى الإنتاج الزراعي بشكل كبير.
كذلك، قال طبيب الأطفال المختص عبد الحي أبو ندى، إن الأعداد الهائلة لإصابات الأطفال وعمليات البتر في الأطراف جاءت بسبب إلقاء صواريخ وقنابل تحتوي على قِطع معدنية صغيرة الحجم تقوم بتفتيت الأعضاء الحيوية؛ ما يؤدي في معظم الأحيان إلى الوفاة.
وأضاف أبو ندى، "رأيت مئات الحالات وأنا على رأس عملي من ما يسمى (الإصابات الشظية) والتي كانت في منتهى الصغر، إلى درجة يمكن عدم ملاحظتها أثناء الفحص إلا أنها تكون قد تسببت في أذى بالغ".
وأوضح أن أجساد الأطفال صغيرة الحجم أصلا؛ لذلك غالبية الأطفال الذين تعرضوا إلى قصف إسرائيلي مباشر سواء بالقذائف أو الصواريخ جرى بتر جزء من أطرافهم.
كما أكد أبو ندى، أن للإصابات غير المباشرة أيضًا نصيب كبير في قتل وإصابة الأطفال حيث تنهار الأبنية والمنازل على الأطفال؛ ما يؤدي إلى بتر في أطرافهم.
وأشار إلى أن الصحة النفسية السيئة التي يتم ملاحظتها على الأطفال لحظة الإصابة وبدء مرحلة التشافي تؤثر بشكل كبير على حياتهم، إذ يعيش الأطفال في حالة دائمة من الخوف والقلق نتيجة القصف المستمر؛ ما يؤدي إلى حدوث اضطرابات نفسية شديدة لهم.
https://telegram.me/buratha