صرّحت المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط، دوبرافكا شويتزا، اليوم الجمعة، بأن صرف 500 مليون يورو من المساعدات المخصصة للبنان يعتمد على إعادة هيكلة القطاع المصرفي والتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وذلك بعد أكثر من خمس سنوات من الأزمة الاقتصادية العميقة التي تمر بها البلاد، حيث تعهد الاتحاد الأوروبي، في مايو 2024 بتقديم مليار يورو لمساعدة لبنان في مكافحة الهجرة غير النظامية، إضافة إلى دعم القطاعات الخدمية الأساسية مثل التعليم والصحة.
كما أشارت شويتزا إلى، أن 500 مليون يورو تم الموافقة عليها في أغسطس 2024، وسيتم صرف الدفعة الثانية قريبا، لكنها شددت على أن هناك شروطا يجب تحقيقها.
وخلال مؤتمر صحافي عقب لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون، أوضحت شويتزا أن: "الشرط الأساسي لصرف المساعدات هو إعادة هيكلة القطاع المصرفي والتوصل إلى اتفاق جيد مع صندوق النقد الدولي". كما أكدت أنه بمجرد استيفاء هذه الشروط، "سنواصل صرف الأموال وفق الخطة المتفق عليها".
فيما اصل المجتمع الدولي الضغط على لبنان لإجراء إصلاحات مالية واقتصادية تتيح له الحصول على مليارات الدولارات لإنقاذ اقتصاده من الأزمة التي بدأت عام 2019 نتيجة سوء الإدارة والفساد، في يناير 2025، تمكن البرلمان اللبناني من انتخاب رئيس جديد بعد فراغ رئاسي استمر أكثر من عامين، أعرب صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع عن انفتاحه على اتفاق جديد مع لبنان بشأن قروض مالية، بعد مناقشات أجراها ممثلو الصندوق مع وزير المالية اللبناني الجديد ياسين جابر.
كذلك كشفت شويتزا أنها ناقشت مع عون ميثاقا جديدا للبحر الأبيض المتوسط، مما يعني: "بدء اتفاقيات شراكة استراتيجية ثنائية مع عدة دول، من بينها لبنان."
إضافة إلى القضايا الاقتصادية، بحثت شويتزا مع الرئيس اللبناني:
1-اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.
2-دعم الجيش اللبناني لتعزيز استقراره.
3-الوضع في سوريا، وتأثيره على لبنان.
كما ستجتمع المفوضة الأوروبية خلال زيارتها مع كل من رئيس الوزراء نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وفق بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي.
وجاء هذا الدعم ضمن جهود الاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة غير النظامية، حيث يستضيف لبنان نحو مليوني لاجئ سوري، بينهم أقل من 800 ألف مسجلون لدى الأمم المتحدة، مما يجعله أكبر دولة مستضيفة للاجئين نسبة لعدد السكان.
فيما اصبح مستقبل المساعدات الأوروبية للبنان مرهونا بتنفيذ الإصلاحات المالية والمصرفية، وسط تحديات سياسية واقتصادية متزايدة.
https://telegram.me/buratha
