أكد أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة كويا، سريست نبي، اليوم الاثنين ( 15 كانون الأول 2025 )، أن الهجوم الأخير في مدينة تدمر السورية كان متوقعًا منذ البداية، محمّلًا المسؤولية بـ"المراهنة غير المحسوبة" على مزاعم التغيير لدى "الجولاني" والجيش الذي شكّله على عجل.
وأوضح نبي في تصريح له، أن "تشكيل قوة عسكرية خلال ساعات بعد سقوط نظام سابق، مقابل حل جيش قائم والاستعانة بمجاميع متطرفة، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الفوضى"،
مشددا على أن "هذا التشكيل ليس جيش دولة حقيقيًا، بل تجميع لمجاميع متطرفة لا تؤمن بالتعايش وتتحرك ضمن أيديولوجيا واحدة بلا مشروع وطني شامل، ما يجعل أي تحالف معها غير موثوق".
وأضاف أن "ادعاءات الجولاني بشأن قبول الشروط الأمريكية والتعاون مع التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب تكشف زيف تلك المزاعم"، معتبرا أن "الحادثة ستدفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في موقفها من الحكومة السورية الحالية، خصوصا بعد كشف هشاشة الرهانات على التغيير".
وأشار نبي إلى أن "هذه التطورات قد تعزز داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس الأصوات الداعية للتعاون فقط مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، لافتا إلى أن "الاختبار الحقيقي أظهر أن الاعتماد على قوى الجولاني يترك الجنود الأمريكيين في خطر دائم".
وختم: "المراهنة على إعادة تدوير الإرهابيين وتلميعهم كمن يحاول تقديمهم بوصفهم محررين، كما حدث في سوريا، ستقود إلى نتائج أشد قسوة وإرهابا"، مضيفا أن "توقع خلاف ذلك سذاجة"، ومشبها الأمر بـ"تربية أفعى في خزانة الملابس وانتظار موسيقى بدل الفحيح"، في إشارة إلى استحالة تغيير طبيعة الفكر السياسي التكفيري عبر الرهان على تبديل جلده.
الهجوم الأخير على تدمر جاء بعد سلسلة من التوترات في مناطق سيطرة الجماعات الارهابية في سوريا، حيث كشفت الأحداث عن هشاشة القوات التي شكّلها الجولاني وغياب أي مشروع وطني حقيقي، وهو ما أثار مخاوف المحللين من تصاعد موجات العنف والإرهاب في مناطق النزاع.
https://telegram.me/buratha

