((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً))
تتقدم المؤسسة في لندن بأحر التهاني وأسمى التبريكات الى العالم الاسلامي بعيد الله
الاكبر عيد الغدير الاغر
سائلين المولى سبحانه وتعالى ان يعيده على الجميع بالخير والبركة والثبات على المبدء
والعقيدة انه سميع مجيب
بسمه تعالى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد وآله الطاهرين والحمد لله الذي جعلنا
من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والآئمة عليهم السلام .
نهنئ الإخوة المؤمنين بحلول ذكرى عيد الغدير المسمّى في السماء بيوم العهد المعهود وفي الارض يوم
الميثاق المأخوذ والجمع المشهود، وهو عيد الله الأكبر وعيد آل محمد (ص) هو يوم البلاغ ويوم كمال
الدين وتمام النعمة . قال ابو الفتح الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل 1/163) " ومثل ماجرى في كمال
الاسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى (( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت
رسالته)) فلما وصل غدير خم أمر بالدوحات فقممن ونادوا بالصلاة جامعة ، ثم قال عليه الصلاة والسلام وهو
على الرحال: من كنت مولاه فعليٌ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله
وأدر الحق معه حيث دار . ألا هل بلّغت ثلاثا ".
وروى جلال الدين السيوطي في تفسيره (الدر المنثور 2/298) بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت
هذه الآية ((يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربك)) على رسول الله (ص) يوم غدير خم في علي بن ابي طالب
، وروى عنه أيضاً انه قال في (2/259) (لما نصب رسول الله (ص) عليّا يوم غدير خمّ فنادى له بالولاية هبط
جبرئيل بهذه الآية (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً)) . وروى الخطيب
البغدادي في (تاريخ بغداد 8/284) والحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل 1/200) وابن عساكر في (تاريخ
دمشق 42/284) وغيرهم بأسانيد متعددة عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب
الله له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خمّ . لمّا أخذ النبي (ص) بيد علي بن أبي طالب فقال: ألستُ ولي
المؤمنين، قالوا: بلى يارسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر ابن الخطاب بخ بخ يا أبن
ابي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله عز وجل ((اليوم اكملت لكم دينكم ...)) وروت ذلك مصادر
اخرى تبلغ ثلاثين كما احصاها الشيخ الأميني في كتابه (الغدير في الكتاب والسنة والادب) .
ذلك الكتاب الذي يعتبر بحق موسوعة الولاية الكبرى والذي أطراه المؤالف والمخالف وأتى بما يقطع العذر
من النصوص والأدلة والحجج ممّا رواه علماء الاسلام من مختلف المذاهب .
نهنئ المؤمنين بهذا اليوم الذي قام فيه الرسول الاعظم بوضع خطّة الاستمرار للرسالة الاسلامية بعد ان
أنهى مرحلة التأسيس لها، شأنه في ذلك شأن السابقين من الانبياء والمرسلين مامضى منهم أحد إلا
وعهد الله بمهمته الإلهية الى وصيٍ مرتضى ليقوم بالامر بعده وليطمئن بأن الشريعة باتت بيد أمينة
تحفظها من كل سوء يراد بها وتحميها من كل هجوم يُشنّ عليها من كافر محارب أو منافق مشاغب،
وتحرسها من عدو خارجي يهدد كيانها وداخلي يحاول تحريف مفاهيمها ومضمونها. فهذا اليوم: هو يوم
ضمانة البقاء للاسلام ويوم ارشاد الأمة الى صمّام الأمان وبوصلة المسيرة الاسلامية ومعيار الحق ،
يوم الارشاد الى امامة وخلافة مولى الموحّدين أمير المؤمنين علي بن ابي طالب لذا كان حقاً عيد الله الاكبر ،
فالجمعة والأضحى والفطر هي أعياد لكنها ترتبط بفروع الدين من الصلاة والحج والصيام،
وهذا اليوم يرتبط بأصل الدين وكيانه واستمراره، لذا روي عن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليه السلام
أنه سُئل هل للمسلمين عيد غير الجمعة والأضحى والفطر؟ قال عليه السلام: نعم أعظمها حرمة .
قال الراوي : أيُّ عيد هو؟ قال عليه السلام : اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين
عليه السلام وقال : من كنت مولاه فعليٌ مولاه وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة. قال الراوي: وماينبغي
لنا ان نفعل في ذلك اليوم. قال عليه السلام: الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد عليهم السلام والصلاة.
وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام أن يتخذ ذلك اليوم عيداً.
وورد عن الرضا علي بن موسى عليه السلام في فضل الانفاق لاحياء هذا اليوم (لدرهمٌ فيه بألف درهم لإخوانك العارفين . وأفضِل على اخوانك في هذا اليوم وسُرَّ فيه كلَّ مؤمن ومؤمنة) نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لإحيائة ، كي يشملنا دعا الصادق جعفر بن محمد عليه السلام حين قال (رحم الله من أحيى أمرنا) . وللثبات على الاخذ بوصية الرسول الأعظم بالولاية لأخيه وابن عمه المرتضى ونيل شفاعته انه ولي قدير .
مؤسسة الامام علي عليه السلام ومركز الارتباط بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (مد ظله) – لندن
14 ذي الحجة 1433هـ
17/5/1030L /
https://telegram.me/buratha