شهد سباق نصف ماراثون بغداد الدولي، الذي نظمه اتحاد ألعاب القوى بمشاركة 24 دولة عربية واجنبية، إلى جانب منافسات المتسابقين الشديدة، قصصا إنسانية واجتماعية، وتعتبر قصة العداءة السودانية هنويا آدم الأبرز بعد ان جمعها الماراثون بشقيقها الذي لم تراه منذ 25 عاما.
تقول هنويا ادم انها ولدت في السودان بعد هجرة شقيقها الأكبر بسنتين، ولم تراه منذ الولادة، إلا أن أهلها كانوا يطلعونها دائما على صورة لشقيقها صالح عندما كان شابا"، مبينة أنها "بدات تحلم برؤيته والتحدث إليه وأحيانا ترسم في مخيلتها صورة له سيما وهو أكبر الأشقاء وهاجردون ان يتزوج".
واضافت آدم أنها "كان من الممكن أن تشارك في النسخة الاولى من الماراثون الذي نظم العام الماضي في بغداد، بيد أن المدرب رشح رياضية أخرى واستبعدت من الوفد"،
مشيرة إلى أنها "لم تيأس وانتظرت أن تحين فرصة أخرى، وبالفعل تمت دعوتها للمشاركة في ماراثون بغداد "المحبة والسلام"، الذي أختتم الاسبوع الماضي على شارع أبي نؤاس بمشاركة 24 دولة".
وتابعت العداءة السودانية أن "لقاء شقيقها كان أشبه بالمستحيل، في ظل عدم توفر أي معلومات عنه بعد انقطاع الإتصال بينه وبين عائلته في السودان منذ سنوات طويلة"،
لافتة إلى أن "الصدفة وحدها وضعت حدا للتفكير، حيث اتضح ان مدربتها في المنتخب لها عم يعيش في العراق منذ أكثر من 30 عاما، ومن الممكن أن يدلها على مكان شقيقها".
وكشفت آدم ان "أحد أصدقاء والدها وعن طريق الصدفة له ولد عاد من العراق، فبدا الحديث مع والد هنويا بان هناك شخص صديق ابنه يشبهه تماما"، موضحة أن "والدها طلب صورة صديق ابن صديقه وعندما رآه أخبره بان هذا هو ابنه الأكبر صالح".
وبينت أدم أن "عن طريق الاتصال بعم مدربتها وصديق والدها وجمع المعلومات وهو الأمر ذاته الذي تحرى عنه شقيقها صالح الذي راح هو الآخر يبحث ويسأل حتى عرف بموعد وصول الطائرة إلى مطار بغداد".
وأكدت آدم أن "لحظة وصولها إلى مقر الإقامة بفندق المنصور ببغداد، وعند بوابة التفتيش كان شقيقها قد وصل بنفس الزمان والمكان ووقف خاضعا للتفتيش لتنظر إليه وتتعرف عليه مباشرة دون تردد".
وأشارت آدم إلى أن "اللقاء كان بمثابة فرح ممزوج بحزن ودموع تنهمر بعد فراق نحو 25 سنة، وأن مواجهة شقيقها الأكبر كان لها حلما تخشى أن لايتحقق".
بدوره أعرب صالح آدم شقيق العداءة هنويا عن "فرحه الغامر بلقاء شقيقته التي لم يراها بعد ان ولدت بعد هجرته إلى بغداد"، مشيرا إلى أنه "جاء إلى بغداد من اجل الدراسة عام 1989 لكنه لم يوفق فاتجه للعمل".
وأضاف آدم أنه "عمل في البصرة وتزوج من إمرأة عراقية وأنجب منها خمسة أولاد وبنت واحدة، وأنه لم يعد إلى السودان منذ مجيئه أول مرة"، لافتا إلى أنه "حضر في يوم الماراثون لمتابعة شقيقته وتشجيعها والاحتفاء بها".
وكان على هنويا ان تغادر مع الوفد السوداني بعد يومين من انتهاء الماراثون، إلا أن شقيقها صالح غير موعد التذكرة واصطحبها إلى بيته للتعرف على عائلته والمكوث بضعة أيام في بيته المتواضع.
وشاركت هنويا آدم في ماراثون بغداد الدولي الذي شاركت فيه 24 دولة، وتمكن من إحراز المركز السابع في سباق ثمانية كيلو متر، وهي مقيمة في الأردن كونها محترفة في نادي يرموك البقعة الأردني.
https://telegram.me/buratha