للمرة الأولى منذ بدء التسجيلات قبل 41 عاماً، لم يتجمد الجليد البحري في القطب الشمالي في نهاية أكتوبر/تشرين الأول كما جرت العادة.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، يؤكد علماء المناخ أن هذا التجميد السنوي المتأخر في بحر لابتيف قد يكون له أثارا غير مباشرة في المنطقة القطبية الشمالية.
وذكرت الصحيفة أن هذا التأخير في التجميد قد يكون ناجما عن موجات حادة من الحر والدفء شهدها الشمال الروسي وتغلغلت في مياه المحيط الأطلسي في المنطقة القطبية.
ولفتت الصحيفة إلى أن درجات الحرارة في المحيط ارتفعت مؤخرا أي في صيف 2020 إلى أكثر من 5 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي، في أعقاب موجة الحر قياسية والانخفاض غير المعتاد للجليد البحري في الشتاء الماضي.
هذا وتستغرق الحرارة المحبوسة وقتا طويلا لتزول من الغلاف الجوي، حتى خلال هذا الوقت من العام الذي تظهر فيه الشمس فوق الأفق لمدة تزيد قليلاً عن ساعة أو ساعتين كل يوم.
وقال زاكاري لاب، باحث في جامعة ولاية كولورادو، إن "تأخير التجمد حتى الآن هذا الخريف أمر غير مسبوق في منطقة القطب الشمالي السيبيرية". ويضيف أن ذلك يتماشى مع التأثير الذي يتسبب به الإنسان على التغير المناخي.
وفي رسالة إلكترونية أرسلها إلى صحيفة الغارديان، ذكر لاب أنه من دون خفض منتظم في غازات الاحتباس الحراري فإن احتمال أن نعيش صيفنا الأول بشكل خال من الجليد كبيرة جدا بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين.
وبحسب دراسة سابقة، أنه بسبب الانبعاثات الصناعية والزراعية زادت موجة الحر في سيبيريا خلال هذا العام 600 مرة.
ولا تعد درجة حرارة الهواء الأكثر دفئًا، العامل الوحيد الذي يبطئ تكوين الجليد، حيث يدفع تغير المناخ أيضًا مزيدًا من التيارات الأطلسية المعتدلة إلى القطب الشمالي ويفكك التقسيم الطبقي المعتاد بين المياه العميقة الدافئة والسطح البارد، وهذا يجعل أيضا من الصعب تكوين الجليد.
https://telegram.me/buratha