ووجه سماحته خطابه الى الكتل السياسية التي وضعت جماهير الشعب العراقي ثقتها بها حينما تعلقت إرادتها واختيارها بأن تتصدى هذه الكتل للأخذ بزمام القيادة والإدارة لشؤونها العامة... فقال ان نجاحكم في أداء مسؤولياتكم تجاه شعبكم الذي وضع الثقة فيكم هو مدى حرصكم على مصالح وطنكم وشعبكم، وابتعادكم عن الحرص على مصالح حزبكم أو تياركم السياسي أو قوميتكم أو طائفتكم .. والمعيار في مصداقيتكم في هذا الولاء والحب للوطن والشعب المظلوم هو أنكم لو وقفتم بين اختيارين، اختيار لعنصر من خارج الدائرة الضيقة لكيانكم السياسي، ويتمثل فيه توفر عناصر النجاح في إدارته، من الكفاءة العلمية والإدارية والنزاهة والشجاعة في اتخاذ القرار المناسب، والحزم والهمة العالية.. واختيار لعنصر آخر يحمل درجة من الكفاءة أقل من الأول ولكنه متبن لمنهجكم السياسي، فآثرتم الثاني على الأول فحينئذ سيكون الفشل والمردودات السلبية ليس فقط اتجاه اختياركم وكيانكم بل سيفوت على العراقيين فرصة اكبر للتقدم والازدهار والخلاص من المعاناة التي يمرون بها. واضاف سماحته على كل كيان سياسي من الكيانات المشاركة في العملية السياسية ان تجنب نفسها نظرة الكمال إلى منهجها ومتبنياتها واختياراتها، وان تكون موضوعية في التقييم، وان تجعل نصب عينيها أن الإيثار، والحرص على مصالح بلدهم وشعبهم، وجعلها فوق المصالح الضيقة، هو في النتيجة رضىً لله تعالى ولشعبهم، ونجاحا باهرا يحققونه في مسيرتهم، ويرفعون به رصيدهم وسط شعبهم.
واوصى سماحته رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي الذي تمنى له كل النجاح والتوفيق في مهمته، بتشكيل وزارة كفوءة وقوية قادرة على انتشال البلاد مما تمر به من أزمات ومعاناة، أن يكون حازما وصارما في اختيار من تتوفر فيه المعايير المطلوبة التي بيناها سابقا لأداء المهام الملقاة على عاتق حكومته على أحسن وجه، وأن لا تأخذه في الله وفي حقوق شعبه ووطنه لومة لائم، وأسأل الله تعالى ان يوفقهم ويوفقنا ويوفق الجميع لانتشال هذا البلد والشعب المظلوم مما هو فيه من معاناة وأزمات.
وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha