عثر على جندي امريكي سابق كان قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2009 بتهمة قتل عائلة عراقية واغتصاب ابنتها عام 2006، ميتا في زنزانته ويبدو على ما يظهر انه انتحر.
وقال متحدث باسم مصلحة السجون الامريكية ان "ستيفن دايل غرين [28 عاما] توفي السبت الماضي في اريزونا [جنوب غرب امريكا]، وعثر عليه حراس السجن فاقدا للوعي أمس الثلاثاء في زنزانته".
واضاف المتحدث في بيان ان "مكتب التحقيقات الفيدرالي ابلغ بالأمر وان التحقيق الذي حصل اعتبر الحادث بمثابة انتحار".
وبحسب الروايات فان ستيف غرين وثلاثة جنود آخرون، من القوات الأمريكية في العراق، خططوا لارتكاب الجريمة أثناء شرب الخمر ولعب الورق عند نقطة تفتيش حيث كانوا موجودين.
ودخل الجنود إلى منزل فتاة عراقية تدعى [عبير قاسم الجنابي] قرب المحمودية الواقعة على مسافة 30 كم جنوب العاصمة بغداد، وبينما كان ثلاثة جنود امريكيين يتناوبون على اغتصاب الفتاة البالغة من العمر 14 عاما، اقتاد غرين والديها وشقيقتها التي تبلغ من العمر ست سنوات إلى غرفة مجاورة وقام بقتلهم وبعد ذلك عاد ليغتصب الفتاة ويقتلها.
وقام الجنود الامريكيون بالتنكر وتبديل ملابسهم قبل ارتكاب الجريمة لإبعاد الشبهات عنهم والايحاء بأن متمردين ارتكبوا الجريمة، وقاموا بعد ذلك بإحراق جثة الفتاة وملابسهم في محاولة لمحو آثار الجريمة، كما قاموا باحراق المنزل والجثث.
روعت هذه الجريمة العراقيين كما اعتبرت واحدة من عدة أحداث تورط فيها أعضاء في الجيش الأمريكي في العراق، حيث اتهم 5 جنود من الجيش الأمريكي تابعين للفرقة 101 المنقولة جوا، بقتل ثلاثة أفراد، ثم اغتصاب الفرد الرابع وهي الطفلة عبير الجنابي والتي تبلغ من العمر 14 عاما اغتصابا جماعيا وقتلها بعد الجريمة، كما قاموا بحرق الجثث وإحراق المنزل في محاولة منهم لإخفاء تورطهم فيها.
وكان الجيش الأمريكي قد اتهم بداية مسلحين عراقيين بارتكاب الجريمة، وعندما كشفت تفاصيل الجريمة بعد مرور شهور على وقوعها، اتهم القضاء الأمريكي كلا من باول كورتيز، جيمس باركر، جيسي سبيلمان، برايان هاوارد وستيف غرين [والذين تم تسريحهم من الجيش الامريكي قبل توجيه الاتهام لهم] بالتآمر والتخطيط وتنفيذ جريمة اغتصاب جماعي لطفلة عراقية [عبير قاسم الجنابي] والتي كانت تبلغ من العمر 14 عاما وقتلها، وذلك بعد قتل أسرتها وهم أمها فخرية طه محسن [34 عاما]، أبوها قاسم حمزة رحيم [45 عاما]، الشقيقة الصغرى هديل [5 سنوات].
وفي 2007 وجه القضاء العسكري عدة تهم إلى المتهمين منها القتل العمد والتآمر بغرض القتل وعرقلة سير العدالة والاعتداء الجنسي على طفلة.
فقد حكمت المحكمة على جيمس باركر بالسجن لمدة 90 عاما، وذلك بعد اعترافه في تشرين الثاني 2006 بارتكابه الجريمة تجنبا لحكم الإعدام. كما حكمت محكمة عسكرية في معسكر فورت كامبل بولاية كنتاكي على المجند بول كورتيز، بالسجن لمدة 100 عام لمشاركته في الجريمة، حيث اعترف الجرائم تجنبا لعقوبة الإعدام، كما حكم عليه بالطرد من الجيش، في حين لن يتمكن من طلب العفو قبل مرور عشرة أعوام في السجن.
وقضت محكمة في ولاية كنتاكي في آب 2007 على الجندي جيسي سبيلمان بالسجن لمدة 110 عاما بعد ادانته بالاشتراك في الجريمة، حيث صدر الحكم بعد اعتراف المتهم واتفاق بين الادعاء العام ومحامي سبيلمان يحدد فترة السجن التي سيقضيها بغض النظر عن توصية هيئة المحلفين، كما أنه سيكون مؤهلا للخروج "بعفو مشروط من السجن" بعد قضاء عشر سنوات.
كما حكمت المحكمة في آذار 2007 على براين هاورد بالسجن لفترة 27 شهرا بتهمة إعاقة سير العدالة، واعتباره مشاركا في الجريمة كونه استمع إلى حوارات المجرمين الآخرين حول الجريمة وقام بالتغطية عليهم والكذب بعد اكتشافها، إلا أنه لم يشارك في الاغتصاب أو القتل.
أما العريف السابق في الجيش الأمريكي ستيفن غرين فقد انطلقت محاكمته في 27 نيسان 2009 أمام محكمة فيدرالية في ولاية كنتاكي حيث دفع المتهم بكونه "غير مذنب". ويواجه المتهم 17 اتهاما بينها القتل والاغتصاب وتعطيل سير العدالة. وفي أثناء شرحه لمدى بشاعة تفاصيل الجريمة، قال المدعي الاتحادي برايان سكاريت: "..من يمكن أن يفعل هذه الأشياء.. لم يفعلها متمردون أو إرهابيون انما فعلها هذا الرجل ستيفن جرين."
وفي 7 ايار 2009 أدانت هيئة المحلفين في المحكمة بولاية كنتاكي ستيفن غرين باغتصاب الفتاة عبير الجنابي وقتلها وأسرتها، ليواجه حكم الإعدام على تلك الجرائم، لكن في 4 ايلول 2009 أصدرت محكمة أمريكية في مدينة بادوكا بولاية كنتاكي حكما بالسجن المؤبد خمس مرات في حق الجندي الأمريكي ستيف غرين. انتهى
https://telegram.me/buratha
