تتوالى الأيام ، وتتقادم الليالي ، وفاطمة الزهراء عليها السلام قمر يشع ، ولا يبلى بهاؤه .. إنها كلمة طيبة ترددها شفاه المؤمنين، ومنهاج يقتدي به الصالحون .. إنها شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
صحيح إن فاطمة رحلت عن هذه الدنيا إلى عالم الآخرة قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام ، إلا أنها لم تسكن في زاوية من زوايا التاريخ ، ولم ينحصر ذكرها في أسطر مكتوية في صفحات مطويات ، بل هي حاضرة في ضمائر المؤمنين في كل عصر ومصر ، كما هي حاضرة في ضمائر الأحرار والحرائر من أبناء آدم وبنات حواء . ذلك لأنها نموذج الحق ، وقمة الإيمان ، ورمز تحدي الظلم ومواجهة الطغيان ..
نتقدم ...بآيات العــَزاء والأسى إلى مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى علماءنا الأعلام ومراجعنا الكرام لا سيما الإمام المفدى آية الله العظمى السيد السيستاني "دام ظله الوارف" وإلى كافة المؤمنين والمؤمنات في شتى بقاع الأرض، وشيعة أهل البيت عليهم السلام، أعزهم الله بعزه، ونصرهم بنصره وأيدهم بجنده، وقمع عنهم عدوهم، ورد كيده الى نحره؛ لحلول ذكرى الفاجعة الفاطمية الأليمة والمصيبة العـَظيمة ذكرى شهادة السيدة الصديقة الشهيدة المظلومة المغصوب حقها والمظلوم بعلها والمكسور ضلعها فاطمة الزهراء بنت رسول الله عليهما الصلاة و السلام .
الواثبين لظلم آل محمدٍ .. و محمدٌ مُلقىً بلا تكفينِ
و القائلين لفاطمٍ آذيتنا .. في طول نوحٍ دائمٍ و حنينِ
و القاطعين أراكةً كي ما تقيل .. بظل أوراقٍ لها و غصونِ
و مجمعي حطبٍ على البيت الذي .. لم يجتمع لولاه شمل الدينِ
و الداخلين على البتولةِ بيتها .. و المسقطين لها أعز جنينِ
وين الولي حيدر علي .. ينظر لأم حسين
يشوف العدا عليها هجمت .. وينك يا حامي الدين
المحسن بـگـى يصد العدا .. و ظل بأساه يعين
لكن صبَر و دمه انفجَر .. و شاف الظلم و البين
المحسن وگـع بفيض الدما .. شاف الأسى بجرحين
جرح البتولة الطاهره .. تبـچـي له الكونين
عظم الله اجرك يا صاحب العصر والزمان " اللهم العجل "
عظم الله اجوركم يا آل بيت الرسول
عظم الله اجوركم يا موالين
نتقدم ببالغ الحُزن الجسيم ... لأواسي بها عترة القسيم
في ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين من الأولين الآخرين
بضعة الرسول " فاطمة الزهراء " عليها افضل الصلاة والسلام ..
السلام عليكِ يا زهراء .. السلام عليكِ يا بنت رسول الله ..
السلام عليكِ يا زوجة ولي الله .. السلام عليكِ يا أم الأئمة الأطهار ..
عليكِ منا سلام الله أبداً ما بقيتُ و بقي الليل و النهار ..
قال سُليمٌ: قلتُ: يا سلمان
هل دخلوا ولم يك استئذان
فقال: أي وعزَّة الجبار
ليس على الزهراءِ من خمار
لكنها لاذت وراء الباب
رعاية للستر والحجابِ
فمذ رأوها عَصَروها عصرة
كادت بروحي أن تموت حسرة
تصيح: يا فضةُ أسنديني
فقد وربي قتلوا جنيني
فأسقطت بنت الهدى واحزنا
جنينها ذاك المسمَّى مُحسنا
25/5/1403014 تحرير علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha