وقال المواطن عباس راضي من منطقة التميمية"، إن "منطقتنا التي تقع في مركز المدينة شهدت ليلة أمس حدوث نزاع عشائري داخلي تضمن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة استمرت ثلاث ساعات دون أن تتدخل القوات الأمنية لفض النزاع الذي امتد الى أحياء مجاورة لمقر قيادة الشرطة في المحافظة"، مبيناً أن "النزاعات العشائرية المسلحة تفاقمت في البصرة بشكل ملحوظ، وأصبحت تثير قلق المواطنين".
بدوره، قال مواطن آخر يدعى رحيم عبد القادر إن "النزاعات العشائرية تعكس صورة عن ضعف الحكومة وتوحي بأن القوات الأمنية غير قادرة على تطبيق القانون، خاصة عندما تحدث في مراكز المدن، أو عندما تؤدي الى إغلاق طرق خارجية"، مضيفاً أن "قوات الجيش ينبغي أن تتدخل بقوة وسرعة لتفض النزاعات العشائرية ساعة حدوثها تطبيقاً للقانون وحفاظاً على هيبة الدولة وأرواح المواطنين".
من جانبه، قال وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد علي الخفاجي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أي استخدام للقوة المسلحة في ظل الأوضاع الحالية يصب في خدمة الإرهاب وأعداء العراق، وخاصة القاعدة وداعش"، موضحاً أن "البصرة يتسم وضعها الأمني بالاستقرار والهدوء ويجب أن تكون بمنأى عن النزاعات العشائرية لانها تسيء الى الوضع الأمني".
وأشار الخفاجي الى أن "النزاعات العشائرية تحدث في جنوب العراق منذ مئات السنين ويمكن حلها من خلال العلاقات الاجتماعية والأعراف العشائرية"، معتبراً أن "النزاعات العشائرية القائمة في البصرة من المؤمل حلها بعد أيام".
ومن أحدث النزاعات العشائرية المسلحة التي شهدتها المحافظة في الآونة الأخيرة نزاع بين عشيرتي بني مالك وآل بوبخيت جرت أحداثه في غضون الأسابيع القليلة الماضية في قضاء القرنة، نحو 60 كم شمال مدينة البصرة، وتضمن النزاع إشتباكات مسلحة عنيفة بين أفراد من العشيرتين استخدمت فيها مدافع الهاون وقاذفات صاروخية محمولة على الأكتاف، وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل شخصين من الطرفين وإصابة آخرين بجراح، كما تسببت بقطع الطريق الواصل بين البصرة وميسان، ثم توقفت الاشتباكات في الاسبوع الماضي بعد توصل الطرفين الى هدنة بوساطة حكومية، كما شهدت ناحية الهارثة، نحو 30 كم شمال مدينة البصرة، وقوع نزاع عشائري مسلح خلال الاسبوع المنصرم بين العشرات من أفراد عشيرة الكرامشة، وقد تدخل قوة عسكرية وتمكنت من فض النزاع.
يذكر أن محافظة البصرة شهدت بعد عام 2003 الكثير من النزاعات العشائرية المسلحة التي استخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفرت تلك النزاعات عن مقتل وإصابة العشرات، وأغلبها جرت أحداثها في مناطق ريفية تقع شمال المحافظة، وهو ما دفع بقيادة فرقة المشاة الرابعة عشر في عام 2007 الى إنشاء (مضيف) تقليدي من القصب داخل أحد معسكراتها من أجل التعامل مع أطراف النزاعات العشائرية، فيما أعلنت الحكومة المحلية مطلع العام الحالي 2014 عن تشكيل لجنة عليا برئاسة المحافظ لحل النزاعات العشائرية المعقدة.
ومن أسوء النزاعات التي حدثت خلال العام المنصرم نزاع مسلح نشب بين عشيرتين في ناحية الدير، نحو 60 كم شمال البصرة، حيث أدى النزاع الى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة في شدتها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha