حذّر نواب وخبراء في الشأن الأمني، من إطالة أمد العملية العسكرية الجارية منذ أربعة أيام في مدينة الفلوجة، وفيما لفتوا إلى أن التباطؤ في الحسم سينعكس سلبا على معنويات الجند وأرزاقهم وعتادهم، اكدوا أن هذا سيؤدي في المقابل الى تزايد الضحايا في صفوف المدنيين وتخريب البنى التحتية والأبنية في الفلوجة، ودعوا الى سرعة الحسم واستمرار المعركة بذات الوتيرة الحالية رغم أن الكمائن تستنزف الوقت من الجيش.
وتواصلت امس لليوم الرابع على التوالي العملية العسكرية في مدينة الفلوجة، واعلنت مصادر امنية ان قوات الجيش محتشدة على منافذ المدينة الأربعة وتواجه اشتباكات مع المسلحين الذي يسيطرون على المدينة منذ شهور، فيما واصلت العوائل في الفلوجة موجة نزوحها من المدينة.
ورجح الخبير الامني هاشم الهاشمي ان يتم حسم المعركة في الفلوجة قريبا، وقال في تصريح صحفي امس ان "المعركة يمكن ان تنتهي خلال ثلاثة ايام، فيما لو حافظ الجيش على زخم النيران، ومحافظة قوات الفرقة الذهبية والرد السريع على التقدم الى داخل الفلوجة"، مشيرا الى ان "الجيش اصبح تقريبا داخل الفلوجة، بعد السيطرة على منطقة الهياكل، والجامعة الجديدة، وهي مناطق قريبة من سكة القطار بمنطقة الحلابسة".
ويؤكد الهاشمي ان اطالة سقف المعركة في الفلوجة "سيزيد من معاناة السكان في الفلوجة، الذين خسروا الكثير من الاموال خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، وتعرضت منازلهم، خصوصا المسؤولين والمنتسبين في الجيش والشرطة، الى عمليات سرقة من المسلحين ومن عصابات إجرامية عادية، بالاضافة الى تدمير العديد منها جراء القصف بالهاونات والبراميل المتفجرة".
ويحذر الخبير الأمني من التباطؤ في إنهاء المعركة في الفلوجة، لتأثيره على "عدد الاعتدة التي يملكها الجيش"، وعلى الرغم من انه يقول ان "العتاد كثير.. لكن لا يكفي لوقت طويل"، فانه يلفت الى ان الجيش يعاني من مشكلة في "الارزاق"، ويحصل الجندي "على مايعادل ربع وجبة واحدة مقسمة على ثلاث وجبات، ويعانون من شحة في مياه الشرب".
ويقول النائب عن كتلة المواطن علي شبر في تصريح صحفي ان "الازمة في الانبار لن تحل بالعملية العسكرية فقط ودون اللجوء الى الحلول السياسية لتطويقها بشكل نهائي"، مرجحا استمرار المعركة ومشاغلة الجيش لشهور في حال الاعتماد الى "العمليات العسكرية دون السياسية".
ويرى شبر ان "المعركة في الفلوجة ستنهك الجيش"، عازيا ذلك الى ان الجماعات الارهابية والفصائل المسلحة تحترف "حرب العصابات" وهو ما يتطلب وقتا طويلا لحسم الاوضاع في المدينة، داعيا القوى السياسية الى "التنسيق مع بعضها لايجاد حلول سياسية للازمة في الفلوجة".
الى ذلك اعتبر النائب عن الأنبار كامل الدليمي ان "لا رابح في الحرب الدائرة حاليا في الانبار"، مشيرا الى ان "مهمة الجيش حماية الحدود من الغرباء، وعدم تركهم للوصول الى المدن، وكان على الجيش منع داعش من الدخول للمحافظة وبسبب ذلك يخوض حالياً معركة يذهب ضحيتها العزل".
وقال الدليمي في تصريح صحفي امس "نريد الحسم باي طريقة لعودة النازحين والفارين من الحرب الى منازلهم"، لافتا الى ان اطالة الحرب في الفلوجة "سيدمر المزيد من المدارس والمساجد ومنازل الاهالي ويهدم البنى التحتية"، مؤكدا ان "اهالي الفلوجة انتهت مدخراتهم، ولم يعودوا قادرين على العيش داخل محافظتهم".
وكشفت لجنة الهجرة والمهجرين النيابية لـ"المدى" اول من امس عن نزوح "الف عائلة" من الفلوجة باتجاه قضاء هيت، وخمسين عائلة الى ناحية راوة، غربي الأنبار، وتوجه مئات العوائل إلى قضاء سامراء خلال اليومين الماضيين. كاشفة عن تعرض النازحين الى المحافظات الاخرى لمضايقات من قبل القوات الامنية. وسط استمرار القصف العنيف بـ"البراميل المتفجرة"، والهاونات، والراجمات، ولاتزال القوات الأمنية على محيط المدينة.
https://telegram.me/buratha