أعلنت العتبتان الحسينية والعباسية في محافظة كربلاء، اليوم الاثنين، عن استقبالهما لأكثر من 30 الف نازح من المحافظات التي تشهد معارك ضد "الإرهاب"، وأكدتا حاجة النازحين الى مساعدات مالية لتلبية احتياجاتهم الخاصة، وفيما عدتا عملية التهجير "جرائم انسانية وتطهير عرقي"، طالبتا بـ"توثيقها وتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة والمحاكم الدولية.
وقال مسؤول لجنة ادارة ملف النازحين في العتبة العباسية نافع الموسوي، إن "العتبة العباسية استقبلت أكثر من ثمانية آلاف نازح من محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين حتى الآن"، مبيناً أنه "تم إسكانهم في مدينة الزائرين التابعة للعتبة العباسية و15 حسينية وجامعاً تابعة لأهالي كربلاء".
وأضاف الموسوي، أن "جميع النازحين تعرضوا الى معاناة جسدية ونفسية كبيرة وكثير منهم خرجوا من مدنهم حفاة وبلا هويات شخصية بسبب مداهمة الارهابيين لهم وهروبهم من القتل"، مشيراً إلى أن "امرأة نازحة لم تتمكن من جلب طفلها الرضيع من منزلها وكانت قد خرجت وهي تظن ان ابنتها الكبرى اخرجت الطفل معها".
وأكد الموسوي، انه "تم توفير الطعام والخدمات الطبية للنازحين وتلبية احتياجاتهم الأخرى من ملابس وحليب اطفال"، مستدركاً القول "لكنهم بحاجة الى مساعدات مالية لأنهم لا يملكون أيّ اموال لتلبية احتياجاتهم الخاصة".
من جانبه قال رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة الحسينية جمال الشهرستاني إن "العتبة الحسينية استقبلت حتى الآن خمسة آلاف عائلة تضم أكثر من 25 الف نازح من المحافظات التي تشهد معارك ضد الإرهاب".
واوضح الشهرستاني أن "كثيراً من الأسر النازحة استشهد معيلها في المواجهات مع الارهابيين بمناطقهم ونزحوا النساء والاطفال فقط"، لافتاً إلى أن "جميع النازحين أسكنتهم العتبة في مدينتي الزائرين وثلاثة مخيمات كبيرة تابعة لها اضافة الى عدد من حسينيات وجوامع اهالي كربلاء على طريقي النجف وبغداد وناحية الحر غربي مركز المدينة".
وأشار الشهرستاني إلى أن "العتبة الحسينية وفرت الطعام والاحتياجات الضرورية للنازحين فضلاً عن توفير الحليب لأكثر من 669 طفلاً دون سن الثانية"، مؤكداً أن "النازحين بحاجة الى الدعم الحكومي والسياسي".
وانتقد الشهرستاني "عدم زيارة أيّ ممثل عن البرلمان او الحكومة المركزية الى الاماكن التي يتواجد فيها النازحون في كربلاء وعدم تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم"، عاداً "عملية التهجير التي شهدتها محافظات نينوى وكركوك جرائم انسانية وتطهيراً عرقياً ضد طائفة معينة".
وطالب رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة الحسينية جمال الشهرستاني، الحكومة والبرلمان بـ"توثيق هذه الجرائم وتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة والمحاكم الدولية لضمان حق من هُجروا وقُتلوا".
وكانت العتبتان الحسينية والعباسية في كربلاء، قد أعلنت يوم السبت (19 من شهر تموز 2014)، استعدادهما لاستقبال المسيحيين وابناء الديانات الأخرى النازحين بسبب سيطرة (داعش) الارهابي على مناطقهم، واوضحتا انه سيتم اسكانهم وتوفير متطلباتهم أسوة بإخوانهم المسلمين النازحين الى كربلاء، وأكدتا انه لا فرق بالتعامل مع النازحين العراقيين ولن يتم النظر الى ديانتهم او قوميتهم.
https://telegram.me/buratha