يقترب الرئيس الأمريكي أوباما من الإعلان عن تحالف دولي يضم دول غربية وعربية لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"تمهيدا للمؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق الذي سيعقد الاثنين 15 سبتمبر/أيلول في باريس
وتتوقع إنياس لوفالوا، وهي مختصة في الشؤون الدولية أن يؤكد أوباما من جديد رفضه لإرسال قوات عسكرية أمريكية على الأرض، باستثناء الخبراء العسكريين المتواجدين في العراق وكردستان والاستمرار في توجيه ضربات جوية ضد "داعش"، وتكثيفها، فضلا عن مواصلة الدعم العسكري المقدم للقوات العراقية.
وأضافت لوفالوا "الشيء الأهم بالنسبة لباراك أوباما هو أن يلقى الدعم اللازم من قبل القادة العرب، خاصة من قبل زعماء دول الخليج الذين اكتشفوا متأخرين الخطر الذي يمثله تنظيم "داعش".
بدوره يقوم الرئيس الفرنسي الجمعة المقبل بزيارة خاطفة إلى العراق يلتقي خلالها برئيس البلاد فؤاد معصوم ورئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي.
مكتب الرئيس الفرنسي في "الإليزيه" أكد أن هدف الزيارة إلى بغداد هو"تأكيد دعم فرنسا لقادة العراق في مكافحة إرهابيي "داعش" وحماية المدنيين العراقيين وإعادة فرض دولة القانون على كافة التراب الوطني العراقي".
وأضاف: "بموافقة من السلطات العراقية، أكد فرانسوا هولاند أن مؤتمرا دوليا حول السلام والأمن في العراق، سيعقد في باريس بحضور شركاء دوليين وإقليميين يتشاركون نفس الأهداف"، مشيرا "أنه سيتم افتتاح أعمال هذا المؤتمر من قبل الرئيس فرانسوا هولاند والرئيس العراقي فؤاد معصوم".
وكان الرئيس الفرنسي دعا في أغسطس/آب الماضي، إلى عقد مؤتمر دولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" على خلفية الهجمات التي قام بها التنظيم الذي استولى على مناطق واسعة في العراق و سوريا ليعلن بعد ذلك ما سماه "الخلافة الإسلامية".
وبرر فرانسوا هولاند تنظيم المؤتمر الدولي بضرورة "توحيد الجهود" من أجل القضاء على الإرهاب. وقال في هذا الشأن: "ما يهددنا هو الإرهاب الدولي. لذا يجب علينا توفير كل الإمكانيات، التي تتماشى مع القانون الدولي وبمساعدة الدول المعنية، من أجل القضاء عليه وتفكيك الجماعات الإرهابية ".
وكانت الخطوة الأولى التي قامت بها باريس في هذا الاتجاه هو تقديم أسلحة ومعدات عسكرية لقوات البشمركة الكردية لكي تتصدى لهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال العراق واسترجاع مناطق حساسة وقعت في يد "الدولة الإسلامية" مثل سد الموصل، إضافة إلى حماية المدنيين، خاصة المواطنين المسيحيين والإيزديين الذين وقع عدد كبير منهم ضحايا جهاديي الدولة الإسلامية. وقد تم تعزيز هذه العملية العسكرية على الأرض بهجمات عسكرية جوية أمريكية استهدفت قوافل من مقاتلي الدولة الإسلامية.
وبينما ينتظر متتبعو الشؤون الدولية معرفة طبيعة النتائج التي سيفضي إليها مؤتمر باريس، رفعت الدبلوماسية الأمريكية من درجة تحركها فوصل صباح اليوم الأربعاء إلى بغداد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في زيارة لم يعلن عنها مسبقا.
كيري الذي يقوم بجولة شرق أوسطية تشمل دول الخليج التقى برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وأكد له دعم واشنطن للعراق وللإدارة الجديدة عقب ثلاث سنوات من انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. وتهدف أيضا زيارة كيري إلى بناء تحالف عسكري، مالي وسياسي كبير لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.
وتأتي زيارة كيري قبل ساعات قليلة من خطاب بارك أوباما الذي سيكشف فيه الخطوط العريضة للتحالف الدولي الذي يريد بناءه من أجل مواجهة "الدولة الإسلامية".
5/5/140911
https://telegram.me/buratha
