شككت الحكومة الايرانية، اليوم الخميس، بمصداقية التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة ضد تنظيم (داعش) الارهابي، وفيما بيّنت ان هناك بعض الدول في التحالف ممولين ومساندين "للارهاب"، دعت هذه الدول الى تحاشي "التصنع وايقاف استغلالهم السياسي ومعاييرهم المزدوجة" واثبات صدق نواياهم في هذا التحالف.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في طهران، إن "هناك شكوكاً في جدية التحالف الذي ظهر للوجود بعد قمة الناتو في حربه ضد الارهابيين".
وأضافت أفخم ان "اعضاء معينين في ما يسمى بالتحالف الدولي هم من بين الممولين والمساندين للارهابيين في العراق وسوريا والقسم الآخر من الدول فشلوا بالتعامل وفق مسؤولياتهم الدولية ازاء العراق وسوريا بهدف خلق تغييرات سياسية في هذين البلدين".
وانتقدت افخم "المعايير المزدوجة للغرب تجاه الارهاب والتطرف"، مبينة أن "هذا التوجه لم يؤد الى نتيجة سوى نشر الارهاب والتطرف وكذلك ظهور فروع جديدة للارهاب في اجزاء مختلفة من العالم".
ولفتت افخم الى ضرورة ان " تتحاشى الدول الغربية هذا التصنع وان يوقفوا استغلالهم السياسي وسياسات معاييرهم المزدوجة وان يحاولوا ان يثبتوا صدق نواياهم في تحشيدهم لتحالف جماعي واسع ضد الارهاب والتطرف اذا فعلاً كانوا متخوفين من زيادة انتشار الارهاب".
وكانت الإدارة الأميركية أكدت، امس الأربعاء، أن العراق يواجه "تهديداً وجودياً" من (داعش) الارهابي، يتطلب من حكومته الجديدة توحيد البلد ومن قادته السياسيين أن يديروا شؤونه بنحو جماعي، وفي حين بيّنت أنها تسعى لاستثمار نفوذها حول العالم لبناء تحالف دولي ضد ذلك التنظيم، تعهدت باستمرار القيام بدورها كدولة "لا يمكن الاستغناء عنها" في العالم، لـ"إهانة داعش وتدميره".
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية تقوم بجهود مكثفة لبناء تحالف دولي مضاد لتنظيم داعش، إذ يقوم وزير خارجيتها، جون كيري، حالياً بجولة شملت العديد من دول المنطقة، بما فيها العراق، تمهيداً لعقد مؤتمر موسع في مدينة جدة السعودية، بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر، لبحث سبل التصدي للإرهاب.
كما تعهد وزير الخارجية الأميركي عشية هذه الجولة، ببناء ائتلاف واسع يضم أكثر من أربعين بلداً، ويستمر لسنوات، بهدف القضاء على تنظيم (داعش).
ومن المقرر أن يترأس الرئيس أوباما في (الـ24 من أيلول 2014 الحالي)، اجتماع قمة في مجلس الأمن الدولي، سيخصص للتهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب في الشرق الاوسط.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن الأسبوع الماضي أنه سيقدم "خطته للتحرك" ضد تنظيم (داعش)، لكنه شدد على أنه لن يرسل قوات أميركية على الأرض، وأنه لا ينوي إعادة شن هجمات "تماثل الحرب في العراق".
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)