الأخبار

السيد عمار الحكيم لصحيفة الوفاق الطهرانية: نداء المرجعية الدينية ودعم ايران للعراق ساهم بوقف المد الداعشي

2597 11:35:24 2015-01-12

 

نصارح أشقاءنا العرب، البعض يقول هناك تمدد ايراني وهناك حضور ايراني واسع ونحن نسألهم لماذا ايران حاضرة؟ ايران دولة جارة وعمق استراتيجي ومن الطبيعي ان تحضر، أجيبونا لماذا انتم غائبون؟ العشائر السنية الآن تبدي استعدادها للتسلح ومواجهة داعش اشكر الشعب الايراني المسلم الذي جاء بهذه الكثافة للمشاركة في أربعينية الإمام الحسين(ع) جزء أساسي من تركيبة داعش هو بقايا البعثيين الصداميين نظراً للإنتصارات الكبيرة الاخيرة نتمنى ان يكون محو داعش في فترة زمنية قياسية التحالف الوطني كان له الدور الأساس في تحقيق الانسجام الداخلي

أجرت صحيفة الوفاق الأيرانية التي تصدر في طهران لقاءا مع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي العراقي الاعلى أثناء وجوده في طهران مشاكا في مؤتمر الوحدة الأسلامية الذي أنعقد في طهران في الآونة الأخيرة..وفيما يلي نص اللقاء الذي نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم 12/1/2015

الوفاق/خاص/مختار حداد/ احمد كريمي-

شهد العراق تطورات هامة خلال الأشهر الأخيرة ومنها إحتلال داعش لمناطق عراقية ولكن سرعان ما قام الجيش وبمساعدة الحشد الشعبي ودعم المرجعية بمواجهة الارهاب التكفيري، حيث حقق العراقيون خلال الفترة الأخيرة انتصارات كبيرة تبشر بتحرير ما تبقى من المناطق المحتلة قريباً، كما حقق السياسيون العراقيون إنسجاماً سياسياً واضحاً من خلال تشكيل الحكومة، ولعب في هذا الاطار التحالف الوطني العراقي كأكبر كتلة برلمانية دوراً بارزاً في هذا المجال.

التطورات السياسية والميدانية الحالية في العراق كانت محاور لقاء خاص أجرته الوفاق مع سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي العراقي الاعلى وفيما يلي نص المقابلة:

* (س) كيف تقيمون دور التحالف الوطني في البرلمان والحكومة؟

(ج) بداية شكراً لصحيفتكم الغراء على فرصة التواصل، في الحقيقة، النظام السياسي في العراق نظام برلماني وفي الأنظمة البرلمانية تتعاون الكتل السياسية مع بعضها لإنجاز العمل، فالحكومة لا تُنتخب من قبل الناس، الناس تنتخب أعضاء البرلمان والبرلمان ينتخب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وايضاً ينتخب السادة الوزراء، لذلك تصبح عملية التنسيق والتشاور والتواصل بين هذه القوى مسألة في غاية الأهمية؛ على‌ مستوى التحالف الوطني هناك قوى مهمة ولأول مرة التحالف يحظى بالغالبية في مجلس النواب، (نصف العدد زائد 17) والانتخابات الأخيرة ونعمل الآن جاهدين لبناء مؤسسة قوية، مأسسة التحالف وتشكيله بشكل مؤسسي قوي وفاعل ومؤثر وإختيار رئيس له الى غير ذلك من التفاصيل الأخرى ولكن هناك تشاوراً وتفاهماً مابين قوى التحالف الوطني ومابين التحالف الوطني والقوى السياسية الأخرى، من التحالف الكردستاني أو إتحاد القوى أو غيرها من الكتل النيابية في البرلمان.

وهذه الإتصالات والمشاورات بين القوى السياسية تساعد على‌ تمرير القوانين التي تخدم الناس في مجلس النواب وايضا هي نفس القوى المشاركة في الحكومة فهذه التفاهمات تساعد على تمرير القرارات في مجلس الوزراء ايضاً وتوفير الخدمة المناسبة والملائمة لأبناء شعبنا.

* (س) كيف يلعب التحالف دوراً في الوحدة والتضامن السياسي في العراق؟

(ج) لاشك أن التحالف بوصفه معبّراً عن الغالبية من أبناء الشعب العراقي في المسار السياسي، كان له الدور الأساس في تحقيق الانسجام الداخلي من ناحية وتحقيق الانسجام الوطني من ناحية أخرى، ولولا التحالف لكان الواقع السياسي يشهد المزيد من التشظي والاشكاليات، وكلما أردنا تحقيق عملية سياسية منتظمة فلابد ان نبدأ من الكتلة الأكبر وننظم أمورها ونقوي علاقاتها مع الآخرين فتنتظم الكتل النيابية الأخرى وبهذا نصل الى حالة من الاستقرار السياسي.

* (س) ما هو تقييمكم للوضع العام والميداني في العراق خاصة بعد الانتصارات الاخيرة على داعش ودعم ايران للعراق في مكافحة الارهاب؟

(ج) لاشك ان داعش كانت تمثل خطرا كبيرا على الواقع السياسي في العراق ولاسيما بعد الانهيارات التي حصلت في الموصل وصلاح الدين وعدم تهيؤ الجيش لمواجهة عدو يمارس التكتيكات وجاء بعقيدة منحرفة ويقاتل بطريقة شرسة ويستخدم وسائل دموية في تعامله مع الناس وقتل الأبرياء على نطاق واسع ولكن بعد نداء المرجعية الدينية والدعم الكبير الذي قدمته الجمهورية الاسلامية الايرانية في وقت مبكر، حيث جاء المستشارون والخبراء العسكريون من الجمهورية الاسلامية وقدموا إستشارات جدية ومهمة للحكومة العراقية، هذه العملية ساهمت في توفر عدد كبير من الشباب المؤمن العقائدي المستعد للتضحية والفداء والشهادة دفاعاً عن القيم والمقدسات والعتبات والوطن وهذا ماساهم بالوقوف بوجه داعش بشكل كبير، ايقاف المد الداعشي أولا وثم الانقضاض عليه واستعادة الأراضي المغتصبة ولاحظنا الانتصارات الكبرى التي تحققت من آمرلي الى جرف الصخر الى بيجي الى السعدية وجلولاء الى جبال حمرين والعظيم وهكذا. مالاحظناه مؤخراً في عزيز بلد ويثرب والضلوعية وطريق سامراء، هذه المناطق شاسعة ومهمة وخطيرة وكان للارهاب مواطئ قدم قديمة ومتجذرة في هذه المناطق ولكن إستطاعت القوات المسلحة بمساعدة الحشد الشعبي والشباب المؤمن ان يحرر هذه المناطق.

اخواننا الكرد والبيشمركة في اقليم كردستان ايضاً كان لهم عمليات مهمة وواسعة واستطاعوا ان يحرروا جزءاً من الارض، والعشائر السنية العربية الكريمة الآن تبدي إستعداداً كبيراً وتطالب الحكومة العراقية بتدريبها وتسليحها لتدخل الى هذه المعركة النبيلة الوطنية في مواجهة داعش.

* (س) يعني هل تشارك العشائر السنية الآن في المعركة خاصة أن هذه المناطق معظم أهاليها من أهل السنة؟

(س) كما تعرفون أن داعش يفتك ويبطش بشكل عنيف في المناطق التي تواجد فيها ولايقتصر في بطشه على من يقف بوجهه، بل اذا وقف البعض بوجهه يفتك بكل أقربائهم ومن له صلة وقرابة بهم، هذا جعل نوعاً من القلق يدخل البعض في معركة ويتعرض أهله وذووه الى الكثير من الاشكاليات ولاسيما في حالة الهلع والخوف والرعب الذي أوجده داعش في بداية المطاف.

اليوم الذي إنكسرت فيه هيبة داعش والانتصارات الكبيرة تحصل، نحن نشهد استعداداً أكبر للعشائر الكريمة لان تشارك في هذه العملية ويكون لها دور أساسي في تحرير مناطقهم ونحن مع ان يكون لإخواننا السنة الكرام دور أساسي في تحرير مدنهم ومناطقهم فهم أولى بها ونحن داعمون ومساندون لهم وفي خدمتهم.

* (س) لماذا جاء احتلال داعش لمناطق في العراق بشكل مفاجئ؟

(ج) فيما يخص السبب في هذه الانهيارات، جزء منها يرتبط بداعش وهذا القتال الشرس الذي يمارسونه، وهم ناس عقائديون ولكن عقيدتهم منحرفة، والجانب الآخر هو التدريب العالي لداعش والتكتيكات الغريبة التي يستخدمونها، عبوات، هاونات، قناصات، هذه هي الأساليب الثلاثة التي يستخدمونها، فالجيش يقاتل أشباحاً لايجدهم، هم يلغمون الارض بالقنابل ويحسنون إستخدام الهاونات ويقصفون المناطق بشكل مركز ويستخدمون القناص ويقتلون الأفراد بشكل دقيق جدا.

هذه التكتيكات الغريبة وحرب الشوارع التي اعتمدوها مع الشدة والصلابة، مع الحالة الدموية والابادة التي كانوا يستخدموها في كل منطقة أوجدت حالة من الرعب؛ ومن الناحية الأخرى فإن الجيش العراقي الذي تشكل على يد الامريكان في ظروف قاهرة وسريعة وبطريقة غير مناسبة ولم يحظ بالتدريب الكافي وهو منوع الاعراق والطوائف والانتماءات وماشابه ودب فيه الفساد وفي بعض ضباطه الذين هم من جذور النظام السابق وأخذوا مواقع حساسة ومتميزة وهؤلاء تعاملوا بطريقة غير ملائمة بسبب الفساد المالي والاداري داخل مؤسسة الجيش والتي كانت ضعيفة والتي لم يكن لنا مؤسسة رديفة لها كما في الجمهورية الاسلامية، فهناك الجيش والحرس الثوري أو ماشابه ذلك من تعدد في الأجهزة، هذا ليس موجوداً في العراق، فعدو قاهر يفتك ويبطش ويقاتل بضراوة مع مؤسسة عسكرية متهرئة وفيها مشاكل كبيرة وفيها ضعف.

إضافة الى ذلك، ان التعامل الذي تم مع المناطق السنية في الظروف السابقة لم يكن تعاملاً ايجابياً بما يكفي وهناك شكاوى واعتراضات من الناس جراء هذه المسألة، فحاولت داعش في البداية ان تصور نفسها انها منقذ للسنة من الإساءات التي يقوم بها الجيش الذي ينتمي الى الحكومة، حيث يعتقدون انها حكومة شيعية، ولعل هذه القضية تدخل ضمن المخطط الذي يسعى لخلق الفجوة بين الجمهور السني وبين الحكومة العراقية.

على كل، التعاطف الشعبي الذي كسبه داعش في البداية على انه المنقذ وكانوا يحسنون التعامل ويتصرفون بشكل جيد مع الناس في تلك المناطق ولكن سرعان ما كشروا عن أنيابهم وظهروا على حقيقتهم وبدأوا يفتكون ويبطشون بالناس في تلك المناطق ما دعا مئات الآلاف من الناس الى ان يتركوا مناطقهم وينزحوا الى مواقع أخرى وأصبحت هذه المناطق وهي مناطق الإخوة السنة الكرام مناطق منكوبة؛ مئات الآلاف غادروا وهناك من قتل على يد داعش وهناك من هدمت داره وهناك من يعيش تحت وطأة القيود والتهديدات الكبيرة التي يضعها داعش؛ هذه كلها كانت تمثل أسباباً إزاء هذه الانهيارات.

* (س) بعض الخبراء يقولون أن تحرير هذه المناطق ممكن أن يأخذ وقتاً طويلاً، علماً أن العراق يحقق انتصارات كبيرة وسريعة ماهو رأيكم ؟

(ج) كما نعرف ان بعض الدول تتعامل في مواجهة داعش تعاملاً سياسياً وقد يخدمها ان يطول أمد بقاء داعش، فتتعامل بروية وبهدوء وقد تستغل هذه المسألة لتعزيز نفوذها في العراق أو لخلق واقع معين، لكن نحن كعراقيين نعتقد انه يجب ان نسرع في تطهير الارض العراقية من دنس الداعشيين والارهابيين ولذلك نبدي جدية وسرعة في هذه المواقف ولاحظنا الانتصارات الكبيرة والمناطق الواسعة التي تحررت في فترة زمنية قصيرة، نتمنى ان يكون إنتزاع داعش في فترة زمنية قياسية.

* (س) وهل من دور للبعث البائد في التعاون مع داعش؟

(ج) كما نعرف ان جزءاً أساسياً من تركيبة داعش هي بقايا البعثيين الصداميين الذين كانوا ضمن الأجهزة القمعية إبان النظام السابق يشكلون اليوم العمود الفقري في داعش وهناك تركيبات أخرى ايضاً.

* (س) شارك سماحتكم في جبهات القتال ضد داعش الى جانب المجاهدين، كيف كانت هذه التجربة بالنسبة لكم؟

في الحقيقة كلما تحصل عمليات، لي الشرف ان أرتدي الزي العسكري وأكون مع اخواني المجاهدين في ساحات القتال وفي الخطوط الأمامية في الجبهات، في الحقيقة يجد الانسان أموراً تدرك ولاتوصف؛ المشاعر الطيبة، الحماس، الاستعداد للتضحية والفداء، ثقافة الشهادة من أجل العقيدة ومن أجل المقدسات ومن أجل الوطن، وهذه الروحية وهذه الثقافة هي مكسب عظيم للشعب العراقي مع قطع النظر عن داعش وما يتحقق من إنتصارات في هزيمة داعش؛ لكن ثقافة الشهادة هذه مسألة مهمة، أي شعب يكون شبابه مستعد للتضحية وللفداء وللشهادة وللعطاء من أجل الاسلام ومن أجل العقيدة ومن أجل الوطن، هذا الشعب لا يُهزم، هذه التجربة التي تمنح لأعداد كبيرة من شبابنا يقفون ويواجهون عدواً شرساً ويتغلبون عليه تعطيهم الكثير من الثقة بالله والثقة بالنفس والقوة والعزة، لذلك نجد المعنويات العالية وبدأوا يتعرفون على تكتيكات داعش وطريقة تعاملها مع الناس وطريقة قتالها فأصبح هؤلاء اليوم مخضرمين ومهيأين للدفاع وهذا مكسب عظيم للوطن.

لي الفخر والشرف ان أكون مع هؤلاء الإخوة المجاهدين والأعزاء؛ انا أذهب لأقوي عزائمهم ولكن في الحقيقة انا أتقوى بهم وبمعنوياتهم وروحياتهم العالية.

* (س) هل يمكن القول أن مسيرات الأربعين المليونية قد تحولت الى نداء عالمي في مواجهة الظلم على غرار ما يحدث في يوم القدس لمواجهة الصهيونية؟

(ج) كما تعرفون ان هذه المسيرة تتعرض الى الكثير من التعتيم الإعلامي وإلا فهي تستحق ان تدخل في موسوعة غنيس للارقام القياسية، ليس لسبب واحد وانما لأسباب عدة، فهي أطول مسيرة في التاريخ، 500 كيلومتر وهي أكبر مسيرة في التاريخ من حيث عدد المشاركين، فلايوجد مسيرة فيها 20 مليوناً بشكل مستمر، وهي أعرق مسيرة في التاريخ، 1400 سنة في كل عام هؤلاء الناس يخرجون ويذهبون ويمارسون وهي أكبر عمل تطوعي في العالم، حينما يقوم الناس بشكل مجاني وطوعي بخدمة 20 مليون انسان، طعامهم وأكلهم وشربهم ونومهم وخدماتهم وكلما يحتاجونه وكله مجاناً وتطوعاً ولايوجد شيء في العالم هكذا خدمة من هذا النوع.

دائما الدول تتنافس ان تستضيف الدورات الاولمبية وما شابه الى بلدانها لانها تأتي بالسائحين والزوار لتكسب منهم المزيد من الأموال وتربح وتستفيد؛ اما ان يأتي 20 مليوناً والناس لا تأخذ مالاً وتدفع لهم بسخاء بل تلتمسهم ان يأكلوا ويشربوا وترجو منهم ذلك، هذه حالة تطوعية فريدة، وهي أهم مسيرة في العالم من حيث أهدافها النبيلة؛ كما أشرتم إحقاق الحق، الدفاع عن المظلوم، إصلاح الواقع، الانتصار للمبادئ، هذه مسيرة مبدئية، الناس يخرجون في مسيرة إعتراض لان رواتبهم قليلة، إحتجاج على قضية معينة، أحياناً يخرجون يحتجون في كرة قدم أو مباراة لماذا هذا الفريق فاز أو ذاك الفريق خسر؛ اما ان تكون مسيرة بعشرين مليوناً لهذه المبادئ والقيم الانسانية فهذا شيء عظيم.

اعتقد من الخطأ ان نتعامل مع هذه المسيرة على انها مسيرة شيعية، أتباع أهل البيت (ع) لهم الفخر انهم مبادرون ولهم السبق في هذه المسيرة ولكن بما ان أهداف هذه المسيرة أهداف عظيمة وكبيرة اسلامية وانسانية فيجب ان تكون هذه المسيرة أيضاً إطارها العام، إطار اسلامي بل انساني ونشهد في يوم من الأيام ملايين من المسيحيين ومن الديانات المختلفة ومن مسلمين من المذاهب الأخرى يشاركون المسيرة لان الهدف هو هدف انساني كبير وهو هدف للجميع وليس لاتباع أهل البيت (ع) وحدهم.

* (س) قبل فترة عاد الدبلوماسيون السعوديون الى بغداد، هل هذا يعني أن رؤية العرب تغيرت؟

(ج) لاشك ان إستحكام الحكومة العراقية وثباتها وقوتها والجذور الديمقراطية وتعدد الانتخابات بعد مرور أكثر من عقد من الزمان، ثبّت أمراً واقعاً لم يكن بهذا الوضوح في ما سبق، القوات الامريكية والمحتلون كما يعبر عنهم خرجوا من العراق والعراق يدار بأيادٍ عراقية وبسيادة كاملة وتجري انتخابات والشعب يخرج بنسب عالية جداً ويصوت لحكومة شرعية وديموقراطية وحكومة عراقية وليس من دور للأجانب فيها.

لايوجد ما يبرر الامتناع وان بعض الدول لاحظت إبتعادها ما أعطى فرصة للآخرين الذين جاءوا وهذا ما نصارح به أشقاءنا العرب، البعض يقول هناك تمدد ايراني وهناك حضور ايراني واسع ونحن نسألهم لماذا ايران حاضرة؟ ايران دولة جارة وعمق استراتيجي ومن الطبيعي ان تحضر، أجيبونا لماذا انتم غائبون؟ لتحضروا وتتواجدوا وتتبادلوا المصالح والعراق يتمنى ان تكون له علاقات طيبة ومنفتحة مع الجميع فنتمنى لدول عربية شقيقة ان تكون قد وصلت الى لحظة القرار في ان تنفتح على‌ العراق وتتعامل معه بواقعه الجديد.

* (س) خلال زيارتكم الاخيرة التقيتم بسماحة قائد الثورة وكبار المسؤولين في ايران، ماذا تم بحثه خلال هذه اللقاءات؟

(ج) بالفعل كان أهم اللقاءات مع قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، كان لقاءً معمقاً ومطولاً، وايضاً عقدنا لقاءات بكبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية وتشرفنا ايضاً بلقاء المراجع العظام بمدينة قم المقدسة، الهدف الأساس هو شرح الواقع العراقي وتبادل الآراء في هذا الموضوع والاطلاع على تصورات وآراء السادة المسؤولين في الجمهورية الاسلامية تجاه ما يجري في المنطقة وتعميق العلاقات بين البلدين، فكما ذكرت العلاقة بين العراق وايران ليست علاقة بين بلدين، انما هي علاقة ذات أبعاد استراتيجية لطبيعة هذا الجوار وأبعاده التأريخية والمشتركات الثقافية الكبيرة والحدود الطويلة التي تمتد الى الف ومئة وخمسين كيلومتراً، فإذن هناك تاريخ وهناك مصالح وهناك ثقافة مشتركة بل وهناك نسيج مجتمعي مشترك على طول هذه الحدود بحيث تجد العشائر نصفها في ايران ونصفها في العراق نفس العشيرة وهذا يؤكد ان هذين البلدين مترابطان ومتكاملان مع بعضهما.

هذا يتطلب ان تكون هناك زيارات متواصلة من العراقيين الى الجمهورية الاسلامية، ومن المسؤولين الايرانيين يشرفون الى العراق ومن خلال هذه الاتصالات والزيارات واللقاءات والمشاورات تتعمق هذه العلاقة أكثر فأكثر.

* (س) والكلمة الاخيرة...

(ج) في الحقيقة أشكر الشعب الايراني المسلم الذي جاء بهذه الكثافة، برغم وجود الارهاب الداعشي ومحدودية الخدمات والظروف الصعبة التي يمر بها العراق؛ جاءوا الى العراق بهذه الكثافة وشاركوا مع العراقيين في إحياء شعائر الامام الحسين (عليه السلام) ونعتذر لهم ان كنا قصرنا كعراقيين في شيء ولكن حاولنا ان نوفر الظروف المناسبة؛ اعتقد يجب ان نحمي هذه العلاقة وأن لاتنحصر هذه العلاقة بعلاقة بين الحكومتين؛ يجب ان تتحول الى العلاقة بين الدولتين، وبين الشعبين؛ لذلك أدعو رجال الأعمال الايرانيين؛ وكذلك القطاع الخاص في ايران الى ان يتواصلوا مع القطاع الخاص في العراق ويتبادلوا المصالح التجارية وكذلك في الشؤون الأخرى الثقافية والمجتمعية، نحتاج الى مزيد من التواصل والاحتكاك بين البلدين بما يحقق انعاش هذا التاريخ والجذور الحضارية الكبيرة التي جمعت بين البلدين.

28/5/150112

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك