قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ان "مرحلة مصيرية تواجهنا فائقة الخطورة والحساسية تتطلب منا مزيدا من المرونة"، مشيرا الى ان "هذا يتطلب حجما كبيرا من تحمل النتائج الموجعة من خلال تنازلنا لبعضنا، واستيعاب كل الطاقات الداخلية حتى تلك التي تتعارض او تعارض المنظومة السياسية القائمة".
وذكر الجبوري، خلال كلمته في لقائه ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية، اليوم ان "امتنا العربية بأمس الحاجة الى التواصل والحوار للخروج من ازمتنا التي تتفاق يوما بعد اخر، وتتعقد بحضور مشهد خطر يتمثل بالإرهاب، والتراجع الاقتصادي، وتخلخل الاقتصاد السياسي والامني، في بعض بلداننا العربية العزيزة على قلوبنا مع ضعف الامكانيات المادية في مواجهة هذه الازمات ما يستدعي احضار حالة التضامن المثلى والتكاتف والتعاون من خلال ادامة التشاور والتحاور والتفاهم، وتبادل الخبرات والآراء والافكار وتبني التوجهات الموحدة حيال القضايا لمصيرية وفتح الاشرعة على كل خيارات الحلول وفي مقدمتها التصالح البيني والتصالح الداخلي".
واضاف "تواجهنا مرحلة مصيرية فائقة الخطورة والحساسية تتطلب منا مزيدا من المرونة والتروي مع قدر كاف من الجدية والعملية لتلافي التدهور وايقاف التهاوي ومحاصرة الازمة بجملة حلول جمعية تنطلق من رحم الهم العربي بعيدا عن أي تأثير خارجي وخفض الصوت داخل البيت الموحد دون نشر الغسيل على مسمع العالم".
واوضح الجبوري ان "هذا يتطلب حجما كبيرا من تحمل النتائج الموجعة من خلال تنازلنا لبعضنا واقتراب سقوف مطالبنا الداخلية بين بعضنا، واستيعاب كل الطاقات الداخلية حتى تلك التي تتعارض او تعارض المنظومة السياسية القائمة، ما دامت ضمن اطار المصلحة الوطنية لهذا البلد او ذلك دون استثناء احد او تهميشه، الا اذا خرج عن الخط المتفق عليه وفق اللوائح الدستورية والقانونية المعمول بها بكل بلد من بلداننا".
واشار الى ان "ذلك يستدعي ان نقول بصراحة اننا بحاجة الى اعادة تركيب لمنهجيتنا في التعامل مع الازمات وضرورة فتح خطوط للحوار، مع الكيانات المعارضة لأجل تحشيد طاقاتنا ضد الاحقاد الكبرى وفي مقدمتها الجماعات الارهابية التي تستهدف جذور الدولة واساس النظام وهو الخط الاحمر الوحيد الذي يجب ان نرسمه بلون داكن للحفاظ على كيان دولنا وشعوبنا".
وبين الجبوري، "في الوقت الذي يسعدنا استقرار اغلب دولنا العربية وعيش شعوبها بسلام فانه يحزننا ان تتعرض بعض بلداننا الى خطر يهدد وجودها من خلال الاشكالات التي تحصل هنا وهناك، كما يحدث في بعض بلداننا الشقيقية مثل ليبيا واليمن وسوريا من انفلات يقلقنا جميعا ويضع البيت العربي في دائرة المسؤولية في تقديم فعل ايجابي، لهذه البلدان العزيزة كفيل بإنهاء حالة الصراع وازهاق الارواح وتهديم البنى التحتية وتهديد للسلم الاهلي بشكل عام".
واستدرك ان "هذا يشكل خطر على اصل وجود هذه البلدان ان استمر وتفاقم، ولابد من ايقاف هذا الانفلات ودعم هذه البلدان بشكل يحقق امنها واستقرارها وسيادتها على ارضها، كما يسعدنا في ذات الوقت بداية تعافي بلدان اخرى كالشقيقة مصر من خلال توجهها نحو الاستقرار بشكل يضمن عودتها سريعا الى المحيط العربي لتحتل موقعها الفعلي والفاعل وبدورنا نثمن دور الدولي المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخرا في شرم الشيخ املين ان يكون فاتحة خير لمصر وبداية مرحلة جديدة للاستقرار والتنمية".
وتابع رئيس مجلس النواب "اننا متفائلون بتسلم الملك سلمان ابن عبد العزيز، منصبه ملكا للسعودية وواثقون من قدرته على قيادة بلاده وتعزيز دورها المحوري في البيت العربي كفاعل رئيسي بدعم قضايا الامة، كما يهمنا استقرار ونماء بلدان الخليج العربي الشقيقة بأجمعها والاردن الى جانبها بحكم الجيرة الجغرافية التي تربطنا بها وتجعل علاقة امننا واستقرارنا جدلية متلازمة"، لافتا الى ان "القضية الفلسطينية تقف في مقدمة همنا العربي في تحرير كامل ارضنا العربية واقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريفة والعمل على حقن دماء الفلسطينيين وتعزيز الوحدة في الضفة وقطاع غزة على شكل يعزز قوة البيت الفلسطيني".
وفيما يتعلق بالعراق، اشار الجبوري "اننا اليوم اقوى على مواجهة الاخطار بعد ان امتزجت دماء العراقيين في مواجهة خطر داعش الارهابي، من خلال تخندق قواتنا الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر والبيشمركة في ثكنة واحدة لمواجهة هذا العدو وها هي الانتصارات تتحقق يوما بعد اخر وخلال فترة وجيزة سنزف البشرى بتحرير كامل ارضنا من الارهاب الذي يهددنا ويستهدفنا".
ودعا الجبوري الجامعة العربية الى "لعب دور اكبر بحسم قضايا البيت العربي ورسم خارطة طريق جديدة لمواجهة ما يحصل في بعض البلدان الشقيقة وعدم انتظار العالم للمبادرة بحل مشاكلنا وهذا يتم من خلال عقد قمة استثنائية بهذا الصدد تتحمل على عاتقها ايجاد السبل الكفيلة بوضع حد لنزيف الدماء وفق ما يتفق عليه الاشقاء من اجراءات تكفل ذلك وتضمنه"، داعيا البلدان التي لم تفتح سفارتها في بغداد الى "المبادرة الى ذلك كخطوة ايجابية تنسجم مع حجم التطور الفعلي في الحالة الامنية في العراق".
ولفت رئيس مجلس النواب الى ان "ثمة تنسيق غائب بين البرلمانات العربية يحتاج الى تفعيل التشاور حول اقرار تشريعات عربية جديدة تنسجم ومتطلبات المرحلة وتقدم حلولا لمشاكلنا العربية".
https://telegram.me/buratha