اكدت كتلة التحالف الكردستاني، على ضرورة حل الازمة في اليمن سلميا والابتعاد عن التأجيج، مشيرة الى ضرورة رفض اللجوء إلى السلاح كوسيلة لحسم صراع داخلي لأنه يؤدي الى المزيد من الاقتتال.
وقالت رئيسة الكتلة الاء طالباني، اليوم الاربعاء، في بيان "اننا عانينا في العراق من مآسي التطاحن الطائفي بعد تفجيرات الإمامين العسكريين في شباط 2006، ونواجه اليوم هجمة ظلامية تكفيرية خطيرة انتهكت حرمة الإنسان وسيادة الدولة العراقية، وفي كل الظروف القاسية كان الموقف الصحيح هو تحري نقاط التلاقي مع كل العراقيين شريطة الانصياع للدستور والقانون ورفض السلاح وسيلة لحل الخلافات، وحشد الطاقات لدحر الظلاميين".
واضافت ان "الاحداث برهنت في العراق على صحة الموقف الوطني السليم بشأن حل الخلافات الداخلية، كما برهنت الأحداث على صحة الموقف العراقي من المشكلة السورية، فكان العراق متفرداً بالدعوة إلى حل سياسي للصراع الدائر في سوريا ورفض الاقتتال والمطالبة بكف الأطراف العربية وغيرها عن إذكاء الأزمة السورية، والعمل على حشد كل القوى السورية لصياغة حلم سياسي سلمي بدل الاقتتال".
واشارت طالباني "اليوم ونحن نواجه ازمة مستفحلة في اليمن الشقيق، نرى من الضروري الانطلاق من الوعي بالمصلحة الوطنية العراقية أولاً، وعندما نعي المصلحة الوطنية العراقية يمكن لنا ان ننطلق بشكل صحيح في اتخاذ موقف إقليمي صحيح إزاء مشاكل الأشقاء سواء في اليمن او غيرها، وعليه ينبغي على كل الأطراف السياسية الوعي بضرورة رفض اللجوء إلى السلاح وسيلة لحسم صراع داخلي لأن السلاح يؤدي الى المزيد من الاقتتال القابل للتوسع ليشمل ارجاء المنطقة".
واوضحت ان "مشاركة الأطراف العربية بدعم الجهود السلمية لحل خلافات اليمنيين يؤسس لترسيخ الشرعية اليمنية على اسس السلم الأهلي وليس موازين اصطفاف القوى المدعومة من خارج اليمن، مما يعني حلاً مؤقتا لن يحول دون اندلاع الأزمة ثانية، وهي الأزمة الكامنة منذ التدخل العسكري المصري والسعودي في اليمن بعد قيام الجمهورية اليمنية".
ولفتت الى ان "البلاد العربية تشهد خلطة غريبة من التوتر والتصعيد، بعض من معالمها استقواء داعش على انتهاك كل القيم الإنسانية وتكفير كل من لا يقبل بولايتها، وصولاً إلى ما جرى في تونس من جريمة موقوتة مع انتصار الديمقراطية فيها".
وبينت طالباني انه "لا بد للمرء من التساؤل: لماذا كل هذا الحشد العسكري السريع في اليمن، واين مثل هذا الحشد إزاء الغزو الداعشي للعراق؟؟! علماً ان ما يجري في اليمن هو صراع داخلي، فيما داعش حشدت كل الظلاميين من ارجاء العالم لانتهاك سيادة العراق وقتل مواطنيه من كل المكونات!؟
واوضحت إن "الحكمة والوعي يستدعيان عدم اللجوء إلى "الحسم" لـ"العصف" بتصارع الإرادات السياسية الداخلية في اليمن أو غيرها"، منوهة الى انه "اذا كان ما يقال بشأن الحوثيين والدعم الإيراني لهم، فأن هناك دلائل كثيرة اكدتها مصادر رسمية عالمية رصينة عن الدعم والتعاطف التركيين لداعش في هجمتها في سوريا والعراق، لكن احداً لم يطالب بتدخل عسكري عربي أو اممي ضد تركيا".
ونوهت الى ان "المطلوب عدم تأجيج الأزمة المستعرة في المنطقة بحملة دعائية من الأقاويل التي تفتقر لأسانيد حقيقية، فالتصعيد والتحريض ضد اطراف إقليمية قد يقود إلى مواجهات لا تحمد عقباها، ويكون المتضرر الوحيد فيها أكثر مما هو حالياً شعوب العراق واليمن وسوريا بل والمنطقة كلها والعالم أيضاً".
وتابعت "هذا هو الموقف الذي طرحناه في اللقاء التشاوري الذي حضره قادة الأحزاب والكتل السياسية الذي دعا له رئيس مجلس النوب سليم الجبوري، وحضره جمع غفير من القادة السياسيين، فنحن في الاتحاد الوطني الكردستاني مع الحلول السلمية لأية ازمة عبر الحوار، بقصد حشد كل الطاقات الوطنية لتحقيق الاستقرار والبناء وليس التحارب".
https://telegram.me/buratha