عدت صحيفة أميركية، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة "لن تتمكن من دق أسفين" بين الحكومة العراقية وقوات الحشد الشعبي، مبينة أن مثل تلك المحاولات قد "لا تكون واقعية" لأن تلك القوات مرتبطة بأطراف سياسية "متنفذه" في الحكومة، وفي حين توقعت أن تكون معركة الموصل "مختلفة والأعنف"، اعتبرت أن من "غير المعلوم" موقف البنتاغون من انتشار قوات الحشد الشعبي في تلك المدينة، لاسيما أنه "لن ينسق" مباشرة مع المستشارين الإيرانيين، وسيقتصر ذلك على الحكومة العراقية فقط.
وقالت صحيفة USA TODAY الأميركية، في تقرير لها اليوم إن "قوات الحشد لعبت دورا رئيساً في عمليات تكريت التي بدأت منذ بضعة اسابيع"، مشيرة إلى أن "الحكومة العراقية طلبت بعد تحقيق بعض النجاحات الأولية، الاسبوع الماضي، المساعدة من الجيش الأميركي، حيث وافقت وزارة الدفاع (البنتاغون) على تنفيذ غارات جوية ومهام استطلاع شريطة أن تتنحى قوات الحشد الشعبي جانباً".
وأضافت الصحيفة، أن "الطائرات الأميركية نفذت قرابة 40 غارة جوية على تنظيم داعش في تكريت على امتداد الاسبوع الماضي، استناداً إلى بيان للقيادة المركزية الأميركية"، مبينة أن "محاولات الولايات المتحدة وأملها استثمار النتيجة الناجحة للهجوم، لدق أسفين بين الحكومة العراقية وقوات المليشيات قد لا تكون واقعية" .
ونقلت الصحيفة عن المساعد السابق لخمسة سفراء أميركيين عملوا في العراق، علي خضيري، قوله إن "المسؤولين الأميركيين واهمون إذا اعتقدوا أن بإمكانهم اقناع الحكومة العراقية تنحية قوات المليشيات عن العمليات العسكرية المستمرة ضد تنظيم داعش"، معرباً عن اعتقاده أن هناك "كثيراً من التمني يجري بشأن ذلك الموضوع بين الأميركيين ."
واستناداً إلى خبراء معنيين بالشأن العراقي، وفقاً لصحيفةUSA TODAY، فان "قوات الحشد تلك مرتبطة بالأساس بأطراف سياسية متنفذه في الحكومة، حيث يتم تسليحها وتمويلها من أموال الدولة" .
وقال العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي، ريجارد ويلش الذي قضى سنوات في العراق، مشرفاً على جهود المصالحة، بحسب الصحيفة، إن "قوات الحشد أصبحت جزءاً من مؤسسات الدولة، إذ باتت تترسخ فيها أكثر وأكثر ."
وذكرت الصحيفة، أن "الحكومة العراقية تثمن الإسناد الأميركي لكنها قد توجه ثناءً أكبر للدور الحيوي الذي قامت به إيران والقوات البرية، من الحشد الشعبي، خصوصاً منذ استبعاد الرئيس الأميركي إرسال أي قوات برية مقاتلة إلى العراق" .
ونقلت الصحيفة، عن البروفيسور ستيرلنغ جينسن، من جامعة أبو ظبي للدفاع الوطني، إنه "لا يعتقد أن الحكومة العراقية في موقف يسمح لها الآن الاستغناء عن الدعم الإيراني مقابل الإسناد الجوي الأميركي"، عاداً أن "أساس القوة العسكرية على الأرض أهم كثيراً من الضربات الجوية".
وأضاف البروفيسور جينسن، أن "الحكومة العراقية لن تتمكن على المدى القريب، من شن هجوم بري بدون الدعم الإيراني أو المليشيات الشيعية ."
وبينت الصحيفة الأميركية، أن "إيران أرسلت مستشارين لمساعدة القوات العراقية والفصائل المسلحة وجهزتهم بالمدفعية والصواريخ خلال العمليات الأخيرة".
إلى ذلك قال الجنرال المتقاعد ميشيل باربيرو، وفقا للصحيفة، إن "الموصل ستشهد معركة مختلفة، كونها ستكون الأعنف"، معتبراً أن "تحرير مدينة أسهل من مسكها والحفاظ عليها" .
لكن صحيفة USA TODAY، رأت أن من "غير المعلوم كيف سيكون موقف البنتاغون من انتشار قوات الحشد في الموصل، حيث ذكر أن الجيش الأميركي لن ينسق بنحو مباشر مع المستشارين الإيرانيين، وسيقتصر ذلك على الحكومة العراقية فقط".
يذكر أن القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أعلن أمس الأول الثلاثاء،(الـ31 من آذار 2015)، عن تحرير وسط مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين،(170 كم شمال العاصمة بغداد)، من ارهابيي تنظيم (داعش)، وأكد رفع العلم العراقي فوق مبنى المحافظة، وفي حين بين أن القوات الأمنية مستمرة بعملية التطهير كون (داعش) فخخ المباني والبيوت، أكد أن تكريت "تحررت بدماء العراقيين وحدهم".
كما جدد العبادي، أمس الأربعاء، (الأول من نيسان 2015 الحالي)، التأكيد على أن "الانتصارات" التي تحققت في تكريت على (داعش) كانت بسواعد العراقيين وأياديهم، مشدداً على المضي قدماً في تحرير "كل شبر" من أرض العراق.
يذكر أيضاً أن القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر، باشروا منذ،(الأول من آذار 2015)، بعملية أمنية واسعة لتطهير محافظة صلاح الدين، من تنظيم (داعش) الارهابي ، الذي استولى على مناطق واسعة فها منذ (الـ11 من حزيران 2014 المنصرم)، بعد أن استولى قبلها على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، قبلها بيوم واحد.
https://telegram.me/buratha