قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ، ان " كان للمظلومية شارة فأنها بالتأكيد ستكون شارة الشهيد الكردي الفيلي ، الذين تعرضوا الى الاقتلاع من الجذور العراقية وابعادهم الى ما وراء الحدود".
وقال السيد عمار الحكيم كلمة يوم الشهيد الكردي الفيلي في المؤتمر السنوي الثاني لأحياء تراث شهداء الكورد الفيلية " اننا اليوم نجتمع من اجل استذكار محنة عظيمة المت بجماعة إنسانية وقومية اصيلة ومنكوبة من مكونات الشعب العراقي وهي مكون الكورد الفيليين الذين تم اقتلاعهم من جذورهم العراقية وابعادهم الى ما وراء الحدود، وقد اقتلعوا بهذه الخطوة جزء مهماً من القلب العراقي النابض بالحياة".
واشار سماحته الى ان " يُنفى الانسان من وطنه وتمسح هويته وتسلب منه حقوقه الإنسانية والوطنية والقانونية لا لشيء الا لأنه كوردي فيلي انما هي جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية قبل ان تكون جريمة بحق مكون اصيل من مكونات الشعب العراقي ".
وتابع ان " هناك الالاف من العوائل الكوردية الفيلية المهجرة والمرحلة من كل زاوية من زوايا هذا الوطن الجريح وقد دفعها الفاشيين الطغاة خلف الحدود حيث المصير المجهول بعد ان صادروا دورهم واراضيهم ومعاملهم وحساباتهم المصرفية واموالهم المنقولة وممتلكاتهم بل والضغط عليهم لفض العلاقات الاسرية والزيجات مع غير الفيليين بقرارات حكومية جائرة ولا زالت كلمات الدكتاتور في جريدة الثورة في 16 شباط 1981 ترن في الضمائر حين قال { اجتثوا من ارض العراق لكي لا يدنسوا هواء العراق و لا يدنسوا الدم العراقي عندما تمتزج دمائهم بدماء العراقيين بالتزاوج }، لافتا الى ان " هنالك عشرات الالاف من المغيبين الذين صفوا جسديا لا لذنب اقترفوه الا انهم يحملون شارة العزة والكرامة والمجد وهي شارة أني كوردي فيلي".
وبين سماحته انه " لا يوجد شبر في هذا الوطن الا وللشهيد الكردي الفيلي أثر فيه فهو فارس الجبال وهو مقاتل الاهوار وهو ابن أربيل والسليمانية وميسان والكوت وبغداد وديالى ، و هو ابن دجلة والفرات وشط العرب ، وهو ابن النجف وكربلاء والكاظمية ، وهو ابن الحضارات العظيمة التي خطت وجودها في هذا الوطن"، مشيرا الى ان "الحقد الاعمى الذي وجهه الطغاة الى صدر شعبنا الكردي الفيلي كان بقدر المجد الذي حصدوه ،فلا توجد ثورة عز ومجد وحرية الا وللكرد الفيلية صولة وجولة فيها".
واوضح انه " لا يوجد حزب او تيار سياسي عراقي يعمل من اجل هذا الشعب وهذا الوطن الا وكان للكرد الفيليين حضور وبصمة فيه ، و هؤلاء هم الكورد الفيليون يشرقون على هذا الوطن في كل صباح فيزرعون فيه الامل وقلوبهم دامية يكابدون الفراق والاحزان والحقوق المغتصبة و هؤلاء هم أبناء شعبنا الكردي الفيلي الذين تحولت قضيتهم الى قضية وطن بأكمله وقضية طاغية ذهب الى مزابل التاريخ غير مأسوف عليه، لكل الشهداء طائفة، ولكل الشهداء قومية، ولكل الشهداء قضية، الا الشهيد الكردي الفيلي فانه يمثل القضية والطائفة والقومية، وهو تجسيد للمظلومية".
واشار رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى ان " هذا الشهيد الذي ظلمه الطغاة بالأمس فهل يظلم اليوم في حكم رفاق الجهاد والنضال "، قائلا ان :" عديدة هي الأحزاب الكبيرة اليوم التي ساهمت العقول الكوردية الفيلية النيرة في تقويتها وتدعيمها في المجتمع ، وها هم القادة الكبار الذين تقدموا الى الأمام بهمة ودعم السواعد الكوردية الفيلية الفتية ،وكثيرة هي جراحنا النازفة، الا ان جرح قضية الكورد الفيلية هو جرحنا الذي لم يندمل بعد".
واضاف ان " لقد رحلت الدكتاتورية ولكنّ حقوق الكورد الفيلية مازالت ناقصة ومظلوميتهم مازالت مستمرة واننا لم نجازي شهدائهم حق الجزاء ولم يتم منح عوائلهم وذويهم كامل حقوقهم التي يستحقونها ".
واستطرد ان " هذا الشهيد الذي ظلمه الطغاة بالأمس، فهل يظلم اليوم في حكم رفاق الجهاد والنضال ، عديدة هي الأحزاب الكبيرة اليوم التي ساهمت العقول الكوردية الفيلية النيرة في تقويتها وتدعيمها في المجتمع ،وها هم القادة الكبار الذين تقدموا الى الأمام بهمة ودعم السواعد الكوردية الفيلية الفتية ، وكثيرة هي جراحنا النازفة الا ان جرح قضية الكورد الفيلية هو جرحنا الذي لم يندمل بعد ".
وقال سماحته " لقد رحلت الدكتاتورية ولكنّ حقوق الكورد الفيلية مازالت ناقصة ومظلوميتهم مازالت مستمرة واننا لم نجازي شهدائهم حق الجزاء ولم يتم منح عوائلهم وذويهم كامل حقوقهم التي يستحقونها ".
واكد ان " الكورد الفيلية الذين ساهموا مساهمة فعالة في بناء الدولة العراقية الحديثة قد تعرضوا لظلم وعدوان قل نظيره في التأريخ الإنساني، حيث مورست عليهم عملية منظمة ومنهجية لطمس الهوية والاقتلاع من الجذور ومن دون أي مبرر او جرم اقترفوه الا لأنهم كورد يتمذهبون بمذهب اهل البيت وبالدين المحمدي الأصيل ،وان السبب الأساسي لاستهدافهم من قبل الدكتاتورية هو انهم يمثلون حلقة وصل أساسية في بناء النسيج المجتمعي العراقي من حيث انتسابهم القومي وانتسابهم المذهبي ومن حيث تواجدهم الجغرافي الممتد من الشمال الى الجنوب وعمقهم في الجوار ".
ولفت الى ان " الأسباب الديمغرافية والجغرافية والسياسية التي أدت الى اضطهاد شعبنا الكوردي الفيلي بهذا الشكل الاجرامي هي نفسها الأسباب التي تدعونا اليوم كشعب ودولة وكتل سياسية وطنية الى التعاضد من اجل دعم شعبنا الكوردي الفيلي وترسيخ حقوقه الوطنية وإعادة ممتلكاته المنهوبة والمسلوبة وتمكينه من لغته وثقافته وتحقيق تمثيله الذي يليق به داخل الدولة العراقية " .
وطالب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي " بتأسيس مركز وطني متخصص للحفاظ على آثار الشهداء ومأساة المبعدين وذاكرة المرحّلين الشفوية وتوثيقها، و طالب بالكشف عن مصير الشهداء ورفاتهم وتكريم عوائلهم، وندعو مجلس النواب والحكومة الموقرين لمطالبة المجتمع الدولي توسيع نطاق بروتوكول 1967 الملحق بأتفاقية الامم المتحدة الخاصة باللاجئين لعام 1951 ليشمل كافة المهجرين قسراً ومنهم الكرد الفيليين".
واشار الى ان " بعد ان طال بنا الانتظار لتحقيق المطالب المشروعة للكورد الفيليين، ومن اجل أن يستعيد الشعب الفيلي مجده ودوره التاريخي في العراق الجديد، وانطلاقاً من مشروعنا في بناء الدولة العصرية العادلة، ومالنا من تاريخ طويل وحافل مع الاخوة الفيليين الافاضل، أطلقنا مبادرتنا بدعوة الشباب الفيلي الواعد للنهوض من ركام المأساة والمعاناة والعض على الجراح والالتئام في تجمع سياسي اجتماعي ثقافي اطلقنا عليه { تجمع وطن} برعاية كريمة من اخينا المجاهد المثابر سماحة حجة الاسلام العلامة الشيخ مسلم الربيعي الفيلي {دام عزه}، ليحقق آمال الفيليين وشبابهم، ولان قضية الكورد الفيليين هي قضية وطن، ولأن الشهيد الفيلي هو قضية وطن كما رفع مؤتمركم ذلك شعاراً له".
وبين ان " من اجل ان يكون هذا التجمع حامل مشروع الوطن وحلمه في بناء الدولة العصرية العادلة واحقاق الحقوق وتمكين الشعب الفيلي على جميع الاصعدة ليأخذ دوره الريادي في صناعة مجد هذا الوطن الحبيب".
واضاف اننا " وكلنا ثقة بالشباب الفيلي الواعد وقدرته على حمل هموم وتطلعات اهلنا الفيليين ورسالة العراق العزيز . ونحمّل هذا التجمع الواعد مسؤولية تاريخية في ان يضع جميع المطالب التي ناشدنا بها طوال السنوات الماضية نصب عينيه ولا يدّخر جهداً في السعي الدؤوب لاعادة حقوق الفيليين وتمكينهم من اداء دورهم الوطني "، مؤكدا اننا وضعنا كافة امكانات تيار شهيد المحراب في خدمة هذا التجمع آملين من كل القوى الوطنية الخيرة أن تتعاون لاحقاق حقوق هذا المكون الاصيل".
وتابع ان " في الوقت نفسه انتهز هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وقلوب كل العراقيين لنتقدم بمبادرة انشاء {مجلس السياسات العامة للكورد الفيلية } وان يكون في عضويته ممثلين من مختلف الأحزاب السياسية العراقية والشرائح الاجتماعية وممثلين من مؤسسات الدولة ذات العلاقة من الكورد الفيلية، وان تكون مهمة المجلس تنسيق السياسات والمواقف ومتابعة الحقوق ودعم الخطوات التي تدافع عن حقوق شعبنا الكردي الفيلي .
وذكر اننا " نتشرف ان نعبر عن استعدادنا لاستضافة هذا المجلس ورعايته ودعمه بالإمكانيات المتاحة، وهو جزء بسيط من الوفاء لشهدائنا الكرد الفيلية والشعب الفيلي عموماً وهو تعبير عن الاستمرار في نهج الامام السيد محسن الحكيم {قده} الذي تبنى قضية الكرد الفيلية واعتمد عليهم وتقرب منهم وبادلوه الاصطفاف تحت رايته و ومرجعيته وقدموا ارواحهم في الدفاع عنها وحمايتها من الاستهداف الدكتاتوري البغيض".
وقال سماحته ان " في هذه المناسبة العزيزة والكبيرة اسمحوا لي ان اوضح بعض القضايا الوطنية والإقليمية المهمة ، فلا يخفى عليكم ان المنطقة دخلت في نفق ملتهب والعراق يسير في هذا النفق منذ مدة ليست بالقصيرة ، وهذا الوضع المتأزم يتطلب منا قرائة متأنية وعميقة للواقع ومعرفة حدود الخارطة السياسية الوطنية والإقليمية".
واستدرك ان " الحرب على الإرهاب اخذت تميل الى صالح قواتنا الأمنية المشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية وابطالنا في الحشد الشعبي والعشائر الاصيلة والبيشمركة، ولكنها مازالت معركة طويلة وصعبة وتحتاج الى حسابات دقيقة وخاصة، ومعركة تكريت دليل واضح عن قدرة العراق والعراقيين على التفوق والنجاح إذا ما قرروا خوض معاركهم بأنفسهم وإذا ما آمنوا بقدراتهم الذاتية، فعلينا ان نحافظ على الزخم ونرسل الرسائل الصحيحة للمجتمع الدولي وللجوار الإقليمي ولأبناء شعبنا العراقي"، مؤكدا ان " وهي فرصة نجدد فيها دعوتنا الواضحة للانضباط والالتزام بالقانون والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة في المناطق المحررة وندين بشدة اية خطوات غير منضبطة تسيء الى قواتنا المسلحة بكل عناوينها الكريمة وتفوت حلاوة الانتصار على شعبنا الوفي وتضيع التضحيات والدماء الطاهرة التي اريقت دفاعاً عن ارض الوطن".
واضاف "اننا في العراق لسنا في مواجهة العاصفة بل نحن في قلب العاصفة ، وعليه يجب ان نتأكد من دقة الرسائل التي نرسلها، فلا مساومة على استقلال قرارنا العراقي وحرية خياراتنا، ولن نقبل بالدعم المشروط وفرض سياسات محورية او عدائية علينا من أي طرف كان، وعلينا ان نختار سياسة متوازنة داخليا وخارجيا فنحن في مرحلة صراع مرير من اجل تحرير مدننا واراضينا المغتصبة ولن تنفعنا سياسة المحاور".
وبين اننا " نحتاج الى تفعيل النضج السياسي لدى كافة مكونات الشعب العراقي وقواه النخبوية كي ننئى بالعراق من تبعات هذه الحرائق التي بدأت تشتعل في كل مكان، وان نعي جيدا ان ما يراد للعراق وللمنطقة أخطر بكثير مما يتصوره البعض او يتوقعه، وعلينا ان لا ننغمس في حرب إعلامية لا نعرف من يديرها ويحركها، ولتكن قضية الوطن هي القضية المركزية في تحركنا واولوياتنا".
وفي الجانب الاقليمي قال سماحته فأننا " نتابع بحذر شديد المرحلة الحرجة التي وصلت اليها المواجهات في اليمن لتضيف عاصفة جديدة الى العواصف التي تضرب المنطقة، وتقييمنا ان هناك أخطاء كبيرة ارتكبت ومن الخطأ ان تعالج الأمور بهذه الطريقة المتشنجة والعاصفة ، فان اعلان الحرب هو أسهل القرارات ولكن من سيمتلك قرار ايقافها ".
واكد ان " الذي يحدث الان هو أخطر ما تعرضت له المنطقة منذ امد طويل وخصوصا ان بعض الموتورين يحاولون تحويل بعض الاحداث السياسية العابرة الى معركة طائفية مفتوحة وبعض المهووسين بالقومية يحاولون جعلها معركة قومية مفتوحة، ويجب ان لا نسمح بتحولها الى معركة طائفية او قومية وانما هي معركة سياسية ويجب ان تبقى عند هذا الحد"، لافتا الى ان "الذي يحدث يؤكد على صحة النظرية التي نؤمن بها وطنيا وإقليميا ودوليا وهي نظرية التوازن، وان أحد اهم أسباب انتشار الحرائق بهذا الشكل العشوائي هو اختلال التوازن في المنطقة".
واضاف اننا" نؤمن ان للدول الإقليمية الكبيرة مساحات من النفوذ السياسي والجيوسياسي وان احترام هذه المساحات والحفاظ عليها هو جزء من مبدأ التوازن ، وان تجاوز الخطوط الحمراء لا يخدم أحداً وانما يولد ردات فعل غير منضبطة وعبور الخطوط الحمراء من الجانب الاخر وهو بدوره يؤدي الى فوضى عارمة"، لافتا الى اننا " لازلنا نأمل من العقلاء في المنطقة والعالم ان يفعلوا أدوات تأثيرهم من اجل اقناع جميع الأطراف للجلوس الى طاولة الحوار ، ويبقى المواطن اليمني هو الأهم من كل الاحداث التي تدور ويجب ان تكون حمايته وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية له من الطعام والدواء وسائر المستلزمات الحياتية من الأولويات الإقليمية والدولية ".
وختم ان " ننحني اليوم امام قامات الشهداء من الكورد الفيليين وكل شهداء العراق الذين نمت جذورهم في أعماق تربة هذا الوطن وسالت دمائهم الزكية على ارضه من جبال كردستان العزيزة الى اهوار الجنوب الحبيبة ، تحية لكل المظلومين والمحرومين على سعة خارطة الوطن ... وسيبقى الشهيد الفيلي في ذاكرتنا وسيبقى الكورد الفيلية مكوناً اصيلاً في هذا الوطن الى جانب المكونات الاخرى التي تشكل باقة الورد العراقية ،سلام لشهدائنا الابرار ولمجاهدينا الابطال ولمرجعيتنا الرشيدة ولشعبنا الوفي".
https://telegram.me/buratha