أعلنت وزارة النقل العراقية، الاثنين، قرب مباشرتها بإجراء ربط سككي مع إيران من خلال محافظة البصرة، فيما أكدت وزارة النقل الإيرانية تبرعها بمبلغ 35 مليون دولار لغرض إنشاء جسر على شط العرب يعد مكملا لمشروع الربط السككي.
وقال وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني عباس أخوندي عقده، اليوم، في البصرة إن "الاجتماع مع الوفد القادم من الجمهورية الإسلامية تضمن بحث كافة الجوانب المتعلقة بمشروع الربط السككي بين البلدين، وهو يمتد بطول 32 كم داخل الأراضي العراقية من منطقة الشلامجة وحتى منطقة المعقل"،
مبينا أن "الجمهورية الإسلامية تبرعت بتمويل مشروع إنشاء جسر ثابت على شط العرب يمر فوق جزيرة السندباد ويحتوي على خطين للسكك الحديد، فيما تعهد العراق بدفع تكاليف الجزء المتحرك من الجسر لضمان انسيابية الملاحة ومرور البواخر في شط العرب".
وأوضح الزبيدي أن "وزارة النقل أكملت كافة الاستعدادات المتعلقة بمشروع الربط السككي، بما فيها عمليات إزالة الألغام وتجهيز الصخور وقضبان الحديد، وقريبا سوف تتم المباشرة بإجراء الربط ليتصل العراق بالصين عبر الجمهورية الإسلامية"، مضيفا أن "لجنة ثنائية تقرر تشكيلها خلال الاجتماع، ويلقى على عاتقها متابعة المشروع".
وشدد وزير النقل العراقي على أن "أهمية مشروع الربط السككي لا تكمن فقط في تسهيل نقل المسافرين والبضائع بين البلدين، وانما الخط سوف يربط العراق بالكثير من الدول، وهو امتداد لطريق الحرير القديم"، معتبرا أن "ما يثير استغرابنا هو تأخر اجراء الربط السككي لمسافة 32 كم داخل الأراضي العراقية خلال الفترة السابقة بالرغم من أهمية المشروع".
من جانبه، قال أخوندي خلال المؤتمر إن "كلفة بناء الجسر تبلغ نحو 45 مليون دولار، منها 35 مليون دولار هي كلفة تشييد الجسر الثابت، و10 ملايين دولار تخص الجزء المتحرك"، موضحا أن "مشروع إنشاء الجسر من المقرر أن يستغرق 20 شهرا، وقد سلمنا الخرائط الأولية وبعض التفاصيل الفنية للمشروع الى الجانب العراقي".
وأشار الوزير الإيراني الى أن "الاتفاق تم على أن يقوم الجانب العراقي باكمال مد خط سكك الحديد تزامنا مع المباشرة بإنشاء الجسر"، مضيفا أن "الخط المشترك للسكك الحديد سوف يسهل نقل البضائع من الصين الى العراق، إضافة الى ذلك فإن الخط يربط العراق والخليج بأوروبا مرورا بالجمهورية الإسلامية".
بدوره، قال محافظ البصرة ماجد النصراوي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "مشروع الربط السككي سوف ينعكس بشكل ايجابي على الوضع الاقتصادي للمحافظة، حيث يوفر المشروع الكثير من فرص العمل، وينشط حركة التجارة بين البلدين"، لافتا الى أن "هناك 2000 مسافر يوميا ينتقلون بين البلدين لغرض السياحة الدينية والعلاجية، كما تمر عبر منفذ الشلامجة الحدودي 500 شاحنة يوميا تسببت بأضرار كبيرة لشبكة الطرق في البصرة، ولكن الخط السككي الجديد سوف يؤمن نقل المسافرين والبضائع بتكاليف أقل وأمان أكبر".
وكان وزير سكك الحديد الصيني ليو زيجون وقع، في (12 أيلول 2010)، مع وزير المواصلات الإيراني حميد بهبهاني في طهران اتفاقا لانشاء خط لسكك الحديد بكلفة ملياري دولار يربط العاصمة الصينية بكين بالشرق الأوسط عبر ايران، بحيث ان الخط يصل العاصمة الايرانية طهران بمدينة خسروي على الحدود مع العراق.
وقد اعتبرت حينها وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن "الربط النهائي للخط يمتد ضمن مسار (طريق الحرير) القديم الذي كان يربط الشرق الأقصى بالبحر المتوسط"، فيما ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية عند نشرها خبر المشروع الصيني الإيراني أن "الحكومة الإيرانية ترى ان الخط سيصل إيران بالعراق وكذلك سوريا وربما لبنان كجزء من ممر شرق اوسطي".
https://telegram.me/buratha