قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان " الحشد الشعبي محور اساس في استراتيجيتنا الدفاعية وقد تبلورت في تكريت نظرية الوطن الواحد " . واوضح السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الاسبوعي اليوم الاربعاء ان " الحشد الشعبي اليوم يعد محوراً اساسياً في استراتيجيتنا الدفاعية للوطن ، وهناك محاولات مدسوسة من اجل تشويه صورة الحشد والتعاطي الإعلامي مع بعض الأخطاء والتجاوزات ان وجدت ، وبين سماحته ان " ما حدث في تكريت شيء كبير ومهم ، حيث تبلورت نظرية الوطن الواحد ولم يعد هناك فرق بين الدم الشيعي والسني او الأرض الشيعية والسنية ، وكل من أخطأ وتجاوز فإنه لا يمثل مؤسسة الجيش والشرطة والحشد الشعبي وابناء العشائر الاصيلة وقيمهم واخلاقهم وهم عناصر مدسوسة ومنحرفة ، كما ان بعض الذي حدث كان مدبراً ومخططاً له مسبقا وثقافة حرق بعض المنازل والمحال التجارية وخلق الفوضى ثقافة هدامة نعرف أصحابها جيدا والذاكرة العراقية مليئة بمثل هكذا ممارسات ، واحداث غزو الكويت وما نتج عنها والانتفاضة الشعبانية المباركة عام 91 وما حصل فيها ، وما جرى في بغداد ليلة سقوط الدكتاتورية ليست ببعيدة وفي كافة هذه الاحداث لم يكن قد ولد الحشد الشعبي بعد ، انهم يجيدون التخريب والتشويه وحرق المدن وسرقة الممتلكات الخاصة والعامة والفرهود " .
ومضى سماحته قائلا " وكذلك مساهمة بعض القنوات الاعلامية التي تدّعي الحياد بتسمية الحشد الشعبي بالمليشيا ، انما هو استكمال لعملية التشويه ومحاولة وضع الحشد الشعبي في خانة من يحمل السلاح خارج اطار الدولة في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة ان قائد الحشد هو القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء الشرعي " .
واشار السيد عمار الحكيم الى ان " حضارتنا تدمر اليوم على يد عصابات داعش الارهابية وهذه العصابات ليست كلها من القادمين من وراء الحدود ، وانما تمثل في الوقت الراهن جزءً من المنحرفين القتلة من العراقيين الذين لا يؤمنون بالعراق ولا بالإسلام المحمدي الأصيل ولا بأي قيمة حضارية او مدنية او إنسانية ، وانما هم عبيد نزواتهم وشهواتهم وافكارهم المنحرفة الإرهابية الخبيثة ، ومع كل هذا نرى ونسمع ومع الأسف الشديد من البعض محاولاته اعتبار الحشد الشعبي هو المشكلة ، ونقول لهم ان الحشد الشعبي هو الجزء المهم من الحل لوقف الإرهاب وسحقه والانتصار عليه ، وكل محاولات التشويه ستنكشف لابناء شعبنا وتفضح من يقف وراءها شرّ فضيحة " .
ولفت سماحته " في محور آخر وهو محور شهداء الحشد الشعبي وحقوقهم وتكريمهم من قبل الدولة فإننا نناشد مجلس النواب تجنب حالة ازدواجية المعايير والعمل بروح العراق الواحد بكل تضحياته وازمانه ، فليس من الصحيح والمنطقي ان يكون لدينا مؤسسة شهداء مختصة بشهداء النظام السابق فقط ، وماذا عن شهداء الاعتداءات الإرهابية ؟ وماذا عن شهداء الحشد الشعبي بكل اطيافه والقوى الأمنية الأخرى ؟ وهل أصبحنا في زمن تقسم فيه الشهادة على مؤسسات مختلفة ، ان مؤسسة الشهداء يجب ان تكون لكافة شهداء العراق في الماضي والحاضر والمستقبل ، فالعراق واحد والشهيد واحد والشهادة واحدة مهما كانت الأسباب ، وليس من الصحيح ان يتم حصر عمل مؤسسة الشهداء بالمرحلة السابقة ، وليس من المنطق ان نذهب الى تأسيس مؤسسات شهداء أخرى وزيادة البيروقراطية وتعقيد الأمور ، ومن يدعي ان هناك تفاصيل تختلف ، نقول له لتكن مؤسسة واحدة فيها تفاصيل ومقاسات ومقامات مختلفة ، فهل من المنطق ان لا يكون شهداء سبايكر ضمن عمل مؤسسة الشهداء ؟ او شهداء العمليات الإرهابية الذين سقطوا وهم يصوتون على الدستور الذي منح البرلمان ومؤسساته الشرعية او الذين سقطوا وهم يدافعون عن العراق الجديد ، واليوم شهداء الحشد الشعبي والقوات العسكرية الأمنية الأخرى يسقطون من اجل العراق ومستقبله فهل يعقل ان يكونوا بعيدين عن مؤسسة الشهداء ؟ ان مؤسسة الشهداء لكافة شهداء العراق وفي كل ازمانهم ومراحلهم ، ولأننا نؤمن بالعراق الواحد فعلينا ان نؤمن بالشهيد العراقي الواحد " .
واردف السيد عمار الحكيم " في المحور الثالث لملتقانا اليوم سأتحدث عن الاعلام والإعلاميين والبحث عن الحقيقة وبناء المصداقية ، وفي بداية الحديث فإني أتوجه الى السيد محافظ البصرة واطلب منه ان يتنازل عن حقه ويسقط الدعوى المقامة على الأخ الإعلامي ناصر الحجاج ، فنحن تيار لا نفضل مقاضاة الإعلاميين حتى وان اخطأوا بحقنا ؛ لأننا أصحاب مشروع ورسالة وعلينا ان نتحمل وندفع ضريبة هذا المشروع ، وأقول لكافة الاخوة الإعلاميين ولكل نشطاء الحركة المدنية والمجتمعية عليكم ان تكونوا قدوة في الفعل ورد الفعل وعليكم ان تختاروا الوسائل الصحيحة والحضارية للتعبير عن رفضكم او احتجاجكم او غضبكم ، فمن يكون اعلامياً ويدعي أنه ناشط مدني واجتماعي وسياسي ويستخدم العبارات النابية ويعتدي ويسيء الى صورة المسؤول في الاماكن العامة ويستخدم عبارات تحض على الكراهية ، فأي رسالة يرسلها للمجتمع ، علما بأني شخصيا ضد ان تكون للمسؤول صور في الشوارع والاداء والنجاح هو الذي يجب ان يتكلم ، ولكن كان الاجدر ان يتم اختيار وسائل أكثر حضارية ونضجاً ووعياً للتعبير عن الرأي ؛ لأن مسؤولية الاعلامي خلق الوعي وليس التشجيع على الفوضى ، ان الاعلام مسؤولية وليس وسيلة من وسائل الاشاعة والتسقيط والتشهير ، وبناء المصداقية الإعلامية هي مسؤولية كبيرة ، ولأننا نحترم الاعلام ونقدر المسؤولية التي يمثلها في المجتمع فإننا نتابع ما يقول ولدينا اجهزتنا التي ترصد وتحلل وتتابع ، ويؤسفنا أيضا ان تقوم وسيلة إعلامية كبيرة بترديد الاشاعات ونشر الصور المفبركة واطلاق النداءات قبل التأكد من محتوى المادة التي تنشرها ، فعندما يقوم مقدم برنامج سياسي خدمي بتوجيه نداء الى عمار الحكيم ويقول له اين مسؤوليتك امام رجالك ، فإن عمار الحكيم يستمع للنداء ويأمر بالمتابعة ويفتح تحقيقا ، ولكن عندما نجد ان النداء اطلق بناءً على صور مفبركة ومعلومات تسقيطية ، وان الصراعات السياسية مع الأسف كانت وراء الموضوع فإننا سنعيد تقييمنا لمصداقية ما تقدمه هذه القناة او تلك ؛ لأن رجالها لم يدققوا جيدا بالمادة التي يعرضونها ، وكأن هذه القناة تقول لنا ليس كل ما أقوله ادقق فيه وليس كل ما انشره يتمتع بالمصداقية ، نتمنى لإعلامنا المستقل ان يكون اكثر استقلالية ومصداقية " .
وزاد سماحته " في المحور الرابع فقد وصلتنا مظلومية من شركات التخليص الجمركي في ميناء ام قصر وفي الموانئ العراقية الأخرى ، وهم يتحدثون عن نية وزارة النقل توحيد عقد عمليات التخليص الجمركي بمؤسسة واحدة ، وان يعمل الاخرون تحت غطاء هذه المؤسسة ، نحن دائما نقف مع حق أبنائنا واخوتنا في أي مكان كانوا وتحت أي عنوان عملوا ، ونحن وان كنا لا نعرف الخفايا الفنية والقانونية لهذا القرار ولكن نطلب من السيد وزير النقل ان يجتمع مع هؤلاء الاخوة ويطلع على اشكالياتهم ويستمع لوجهة نظرهم ، وان التواصل مهم جدا بين المسؤول والمواطنين خصوصا عندما يتعلق الامر بقانون او اجراء يخص العلاقة بين الطرفين ، واني ادعو كافة المسؤولين الى اعتماد أسلوب التحاور والتداول بين الاداريين والمواطنين المستفيدين قبل القيام بأي خطوة إجرائية ، فقد تكون الخطوة صحيحة لكنها غير واضحة او مفهومة ، وقد تكون ناقصة وبالحوار والتداول تصبح كاملة ومفيدة " .
واسترسل السيد عمار الحكيم " أيضا وصلنا تظلم بخصوص قرار وزارة التربية وإيقاف العمل بنظام الاعفاء للمتفوقين والمتميزين ، وهنا نقول هل يستوي المتميز مع غيره ؟ التميز مفهوم إسلامي وانساني عام ، فما هي الحوافز التي نقدمها للطالب اذا قمنا بإلغاء نظام الاعفاء ؟ واذا كان السبب وجود خطأ هنا او تجاوز هناك فليس الحل بإلغاء الفكرة الصحيحة بسبب الاخطاء في تنفيذها ، ولا تبنى العملية التربوية وهي أساس بناء المجتمع المستقبلي بهذه الطريقة ، النجاح هو مكافأة الجميع الذين يجتازون الاختبارات ولكن الاعفاء هو مكافأة المتميزين على تميزهم والحصول على درجات عالية طوال العام الدراسي فلا يكونون بحاجة لدخول الامتحانات النهائية ، اننا بأمس الحاجة لدفع أبنائنا الى التميز ومنحهم المساحة الكافية للتنافس على تحقيقه ، والغاء الاعفاء انما هو تضييق لهذه المساحة وتحويل العملية التربوية الى عملية رتيبة يتساوى فيها الجميع ولا يكون هناك حافز للطالب على بذل المزيد من الجهد طوال السنة ؛ لأنه يدرك ان النهاية ستكون واحدة وان الجميع سيكونون في قاعة امتحان واحدة ، وسيكون همَّ الطالب هو النجاح وعبور المراحل فقط وليس التميز ، نهيب بالأخوة في وزارة التربية مراجعة هذا الاجراء وتصحيحه وان يحافظوا على مساحة التميز ؛ لأنها أساس خلق روح التفوق لدى الطالب " .
وقال سماحته " لقد آلمني كثيرا مشهد خريجي الدراسات العليا وهم يحرقون شهاداتهم العلمية وابحاثهم الدراسية ، ليس هين على الانسان ان يحرق ولو رمزيا اعز ما يملك من انتاج في هذه الحياة وهو الإنتاج العلمي ، فماذا يحصل ؟ والى أي مستوى وصل تردي الحال ؟ وهل أصبحنا عاجزين عن استيعاب بضع مئات من خريجي الدراسات العليا من الدكتوراه والماجستير لندفعهم الى حرق شهاداتهم العلمية علنا وعلى رؤوس الاشهاد وتمزيق ابحاثهم التخرجية ، انني ومن هذا المنبر أوجه ندائي الى الاخوة في الحكومة وأقول لهم هذه رسالة مقلقة وعليكم ان تجدوا الحلول لها وان التعبير عن الإحباط بهذا المستوى يدل على ان فرص الامل تضاءلت لدى بعض ابنائنا وهذه مسؤولية الجميع ؛ كي يثبتوا لهؤلاء الشباب ان الامل موجود والايمان بالمستقبل هو خيارنا الوحيد والأكيد " .
وقال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في كلمته بالملتقى الثقافي الاسبوعي اليوم الاربعاء "بمناسبة حلول رأس السنة الايزيدية نتقدم لشركائنا الاعزاء في الوطن والانسانية بأسمى التهاني والتبريكات ونتمنى لهم دوام السعادة والنجاح والهناء ، وعودة النازحين منهم الى مناطقهم ومدنهم وقراهم وانتهاء معاناة الحرائر المختطفات من الايزيديات الكريمات بتحريرهّن وعودتهن الى احضان اسرهن ، وان يعيشوا في وطنهم بعزة وكرامة " .
وتابع سماحته " في محور محلي آخر اسمحوا لي ان أتكلم عن بعض السلوكيات الثقافية والمجتمعية الخاطئة في مجتمعنا الكريم ، فنحن دائما نشكو من قلة الخدمات المقدمة من قبل الحكومة او ضعفها في بعض الاحيان ، وهذه الشكوى حقيقية في مضمونها وجوهرها فما زال حجم الخدمات المقدمة ضعيفاً ونوعيتها دون المستوى المطلوب ، ولكن اين مسؤوليتنا نحن كمجتمع تجاه هذه الخدمات ؟ الا نتحمل جزءً من المسؤولية ، أو ليس النظافة جزءً من مسؤوليتنا الاجتماعية الرئيسة كما هي من مسؤولية البلدية ؟ هل نحن نسهم في جعل واجهات بيوتنا ومحلاتنا جميلة ونظيفة ؟ وهل نحن ننظم عملية جمع النفايات ووضعها في الأماكن المخصصة لها عند الضرورة ؟ لا توجد بلدية نظيفة واخرى غير نظيفة ، ولكن يوجد مجتمع نظيف واخر اقل نظافة ، وعلينا ان نقوم بحملة توعية ؛ كي يكون مجتمعنا نظيفاً ، ومن هنا اهيب بكل القنوات التلفزيونية والاذاعية والصحف ومنظمات المجتمع المدني وعلى مختلف توجهاتها القيام بواجبها في توعية المجتمع بأهمية النظافة وايصاله الى درجة عالية من الوعي البيئي ، واننا بخطوات بسيطة نستطيع ان نجعل شوارعنا ومدننا انظف واجمل وان نساعد الحكومة على رفع مستوى الخدمات التي تقدمها بعد ان نتحول من ناقدين الى مشاركين وفاعلين ، النظافة من الايمان وهي ايضاً من اساسيات الراحة النفسية والمعنوية للمجتمعات فمن الصعب ان تجد مجتمعاً موتوراً وبيئته نظيفة ؛ لأن النظافة تدفع الانسان الى الهدوء والسكينة وترفع من مستوى الذوق العام ، تصوروا لو ان صاحب كل محل تجاري نظف ونظم واجهة محله ! كيف سيكون منظر الأسواق ونحن اليوم نعيش فوضى في المعروضات واستغلال الأرصفة والتجاوز على المساحات المخصصة للمارة ، بالإضافة الى النفايات التي ترميها المحلات امام واجهاتها ، علينا أيضا ان نطور ثقافتنا الاستهلاكية فنحن نستهلك اكثر مما نحتاج ولعّل ربع ما نستهلكه ينتهي الى سلة المهملات ، ان كمية الخبز والصمون التي ترمى كفضلات تمثل 20 % من مجموع استهلاك الطحين في البلاد ، وكذلك استهلاك السكر وباقي المواد الغذائية ، علينا ان نقتصد بالماء والكهرباء ؛ لأننا بهذه المعدلات غير المنضبطة في الاستهلاك لا نستطيع الانتظام بإنتاج الكهرباء والماء لفترة طويلة ، هذا هو الواقع فالمشكلة لم تعد في الإنتاج فقط وانما في سوء الاستهلاك ايضاً ، واليوم العراق يستهلك من الماء والكهرباء اكثر من معدلات الدول المجاورة على الرغم من عدم انتظام امدادات الكهرباء والماء فيه ، اذا نحن كمجتمع علينا ان نقوم بواجباتنا ونغير من انماطنا الاستهلاكية ، فالنظافة أساس الذوق والمجتمع الواعي ، وترشيد وضبط الاستهلاك أساس بناء الاقتصاد المتزن " .
هذا ولم يغفل رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الوضع الاقليمي خلال كلامه بالملتقى الثقافي الاسبوعي اليوم الاربعاء ، حيث قال سماحته " أخيرا في الوضع الإقليمي فإننا نراقب بحذر شديد تطور الاوضاع والمواقف على الساحة الإقليمية الملتهبة ، واليوم نرى الشرق الأوسط اصبح كرة نار تتدحرج نحو المجهول ، فالمعارك في كل الجبهات والبلدان ، وهناك دول جديدة مرشحة لدخول نادي عدم الاستقرار السياسي ، ولحد اللحظة لم تفعل اي مبادرة ناضجة لوقف الاحداث في اليمن ، وان الحل السلمي للمشاكل هو الحل الوحيد والأكيد الذي ينفع شعوب المنطقة ، كما اكد ذلك القرار الاخير لمجلس الامن الدولي فلا يمكن لمنطقة بأهمية الشرق الأوسط ان تفرض فيها حلول عسكرية ، وقد جربت دول كبيرة فرض الحلول العسكرية ولكنها اخفقت واستجابت لمنطق التفاهم والحوار في نهاية المطاف ، كما اكد ذلك القرار الاخير لمجلس الامن الدولي ، فمنطقتنا منطقة نفوذ مشترك ومصالح متداخلة وهي أيضا نقطة التقاء خطوط التجارة الدولية ولن يسمح لها ان تحترق او تدخل المجهول ، ونخشى ان يكون البعض قد تورط ومن دون حسابات دقيقة في الرمال اليمنية المتحركة ، ان الشرق الأوسط لا يستقر الا اذا اقتنعت كل دول المنطقة بحقيقة ان امنها واحد ومصيرها الجيوسياسي واحد واحترام مساحات النفوذ هو الحل الأمثل والوحيد " .
https://telegram.me/buratha