أكدت الدول الرئيسية في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش اليوم على ضرورة مواصلة وتوسيع الاجراءات والعمليات العسكرية ضد التنظيم لمواجهة انتشاره في المنطقة وخارجها لكنها حذرت من أن الحملة ستكون "طويلة الأمد".
واتفقت الوفود الـ 24 المشاركة على مستوى وزراء الخارجية في اجتماع باريس لتقييم الحملة على تنظيم داعش على الحاجة لتكثيف وتوسيع نطاق العمليات ضد مسلحي التنظيم لكنها شددت أيضا على "الأهمية البالغة" لإجراء اصلاحات سياسية في العراق لحشد العراقيين في النضال ضد التنظيم.
وترأس اجتماع باريس وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونائب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن.
وذكر التحالف الدولي في البيان الختامي ان استراتيجيته الحالية تقوم على عنصرين رئيسيين أولهما الالتزام بحملة طويلة الأجل للتمكن من هزيمة داعش في نهاية المطاف وثانيهما تقديم المزيد من العتاد والاسلحة للقوات العراقية في جبهة القتال مع التنظيم.
وأعرب أعضاء التحالف الدولي عن دعمهم الكامل للحكومة العراقية في القيام باصلاحات سياسية فضلا عن ضرورة اتخاذ "تدابير ملموسة لمعالجة المظالم المشروعة للمواطنين العراقيين".
وقال فابيوس في تصريح صحفي عقب الاجتماع ان "اللقاء سمح لنا بإعادة تأكيد وحدتنا وتصميمنا المشترك لمحاربة ارهابيي داعش المتدينون المزيفون وهم مجرمون حقيقيون" موضحا أن التحالف الدولي أحرز تقدما في حربه على التنظيم "لكن كانت هناك نكسات وعلينا أن نقر أن هذه المعركة طويلة الأمد".
وأضاف أن "الجهود الجديدة ستركز على منطقة الانبار فضلا عن دعم القوات العراقية بشن غارات جوية ومدها بالمزيد من المعدات والتدريب لمساعدتها على استعادة وسائل العمل اللازمة للانتصار على التنظيم".
غير أن وزير الخارجية الفرنسي أوضح أن جزءا من استراتيجية القضاء على داعش تتطلب من العراق تعزيز وحدته والمصالحة الوطنية مشددا على أن "الاستراتيجية العسكرية لا يمكن فصلها عن تنفيذ سياسة المصالحة الوطنية في العراق".
وأشار الى أن الاجتماع "كان مناسبة للحكومة العراقية لتأكيد التزامها بالتنفيذ الكامل لبرنامج الاصلاح الذي سبق وأن اعلنت عنه والذي يشمل تطوير حرس وطني غير طائفي وضم كل الجماعات المسلحة تحت سلطة الدولة" بالاضافة الى تعزيز سيادة القانون واحترام حقوق الجميع وتبني سياسة شاملة وتمثيل عادل لجميع مكونات المجتمع العراقي في نظام اتحادي".
من جهته تعهد نائب وزير الخارجية الامريكي بلينكن بان تقدم حكومته صواريخ مضادة للدبابات للعراق "ربما الاسبوع المقبل" لمواجهة الهجمات الانتحارية التي يشنها التنظيم.
وعلى الرغم من ان اجتماع باريس ركز على المسألة العراقية الا أن المشاركين ناقشوا الحرب في سوريا حيث خلص أعضاء التحالف الى "عدم قدرة ورغبة نظام بشار الأسد في محاربة التنظيم" ودعوا إلى إنشاء "هيئة حكم انتقالي مع سلطات تنفيذية كاملة" على أساس مبادئ محادثات جنيف 2012.
وأكدوا "الحاجة الملحة لايجاد حل سياسي" في سوريا مطالبين بهزيمة تنظيم داعش على أساس "مستدام" من خلال وقف تدفق المقاتلين الأجانب الى سوريا والعراق وقطع موارد تمويله ومكافحة الفكر المتطرف ومعالجة الأزمات الانسانية.
في هذا السياق اشاد الرئيس الفرنسي بنتائج الاجتماع مشددا في بيان صادر عن مكتبه بعد لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة قيام الحكومة العراقية باجراء "الاصلاحيات الضرورية لتحقيق مصالحة وطنية في العراق".
https://telegram.me/buratha