اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ،اليوم السبت، على ان المشروع العسكري والامني يجب ان يمضي بقوة والى جانبه مشروع سياسي لتطمين وتعميق اللحمة الوطنية، داعيا المجاهدين من ابناء الحشد الشعبي الى" الثبات والاصرار لاننا نقاتل من اجل احقاق الحق واشاعة العدل وانصاف المظلوم"، مؤكدا ان" الدفاع عن الحشد الشعبي ضرورة وطنية كبيرة لانه مرتكز حقيقي من مرتكزات البناء".
وقال السيد عمار الحكيم في كلمة القاها خلال مهرجان الشهادة والنصر لتكريم شهداء الحشد الشعبي في قاعة الحكيم بجامعة بغداد اليوم ان" الامة التي تقدم وتعطي والتي تضحي بابنائها من اجل العقيدة لا تهزم ولا تنكسر ولا تضعف، وانما سيكون لها العزة والكرامة"، مبينا ان" سرايا الجهاد والبناء هم الذين وقفوا وواجهوا وضحوا في عهد الدكتاتورية وفي مواجهة الظالمين، وكانت لهم اسهامات مهمة في بناء العملية السياسية في العقد المنصرم وما ان انطلقت فتوى الجهاد حتى كانوا من المبادرين ومن الرواد في ساحات الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى".
ودعا المجاهدين من ابناء الحشد الشعبي الى" الثبات والاصرار والوقوف وقفة بطولية سيحسم المعارك، وان لا تزحزكم العواصف مهما كانت لان حركتنا حركة رسالية وجهادنا في سبيل الله ونحن لا نقاتل للقتال ولا للثار والشماته وانما نقاتل من اجل احقاق الحق واشاعة العدل وانصاف المظلوم والدفاع عن الناس وحماية الاعراض ومادامت الوسائل شريفة فيجب ان تكون الوسائل المفضية الى هذه الغاية شريفة، فالغاية عندنا لا تبرر الوسيلة وانما الوسائل يجب ان تكون من جنس الغايات".
واضاف" علينا ان نثبت والباقي على الله وليس لدينا خيار اخر سوى الثبات بوجه عصابات داعش الارهابية، فان لم نجاهد فاننا سنرى الذل والهوان والاستعباد والبلاء ليعم هذه البلاد، فاما ان نموت قاهرين واما ان نموت مقهورين مغدورين فعلينا ان نذهب الى ساحة الوغى، انه لايوجد خيار لدينا لانهاء الارهاب الداعشي سوى القتال، وان نموت قاهرين وليس مقهورين فعلينا الثبات بساحات القتال لانه لايوجد خيار غير ذلك".
كما دعا السيد عمار الحكيم ايضا الى" تاديب الاعداء وشراستهم، فالنصر والفلاح معهم اذا كان ذكر الله والثبات هو سيد الموقف ، والطاعة في التزام والانضباط والالتزام بالاوامر العسكرية الصارمة يمكن ان يتحقق النصر، ولا تختلفوا بينكم ستفشلون وسيكون الضعف والهوان، لذا نحتاج الى الانضباط والصبر ولا نريد معركة اعلام وشعارات واحزاب".
واستطرد قائلا" كم هو عميق مانادت به المرجعية الدينية حينما قالت تحركوا تحت راية العراق، واتحدوا تحت هذا العلم ولا تخرجوا للرياء والتظاهر امام الناس، والهدف لا يكون الله وانما شيء اخر، فالدفاع عن الحشد الشعبي ضرورة وطنية كبيرة لانه مرتكز حقيقي من مرتكزات البناء فجزى الله المرجعية الدينية والجمهورية الاسلامية ايران الذين قدموا استشارات جدية وساعدوا في ترتيب هذا الحشد خير جزاء، وجزا الله كل جهد طيب في داخل العراق وخارجه ساهم في نجاح هذه المهمة بشكل صحيح وجزى الله المخلصين في هذا البلد بكل عنواينهم كان لهم دورا في الدفاع عن الحشد الشعبي في اروقة سياسية او دبلوماسية في مجال شعبي وامام الراي العام او اروقة القار في الحكومة العراقية وجزى رئيس الوزراء حيدر العبادي خير جزاء على مايقدمه من جهد ويبذله".
وتابع قائلا" ولان هذا الحشد مقدس بقداسة الفتوى فنحن لنا خطابين خطاب لانفسنا، ونقول ان نفعل المستحيل كي لا يرتكب اي خطأ تحت غطاء الحشد الشعبي وباسمه، وخطابنا للاخرين اي قوة قتالية في هذا العالم لم ترتكب اخطاء فالجيوش ترتكب لكن لا احد يدينها بل الى المسيء فلما في الحشد الشعبي، استثناء عن كل قواعد العالم ما ان يحصل من خطا هنا وهناك واحيانا ماينسب اليه فهو بريء"، مشيرا الى انه" والى اليوم هناك قيادات في العراق تتحدث عن ان الحشد الشعبي مليشيات"، مبينا ان" اقرار قانون الحرس الوطني خطوة مهمة لاعطاء الحالة الشرعية والقانونية الواضحة؛ لكن الحشد يتحرك باموال في قانون الموازنة العامة في الدولة العراقية والبرلمان، ومن اقر هذا المال للحشد فهو يقر الحشد وهو به غطاء قانوني ويتحرك باوامر القائد العام".
وطالب السيد عمار الحكيم بـ" عدم الاساءة الى الحشد الشعبي، ومن يسيء ويصر على اتهامه ووصفه انه مليشيا علينا ان نشكك في نواياه ودوافعه فكل هذه التضحيات التي يقدمها الحشد ومازال في نظرهم مليشا"، داعيا الى" دعم الحشد الشعبي بالسلاح والعتاد والمساواة بينهم وبين القوات الامنية الاخرى فهناك صفقات للاسلحة نسمعها اين دور وحصة الحشد الشعبي في هذه التسليحات التي ترد العراق فيجب ان لا يشكوا الحشد من قلة السلاح ولابد ان تتكامل الادوار بين الحشد والقوات الامنية الاخرى".
وشدد على" ضرورة اشراك ابناء المناطق التي تحرر يمثل اساسا مهما، فيجب ان لا نغفل عنها، فالمسائلة لا ترتبط فقط بعمليات التحرير"، متسائلا" فماذا بعد التحرير، هل نبقى ان ننشر عشرات الالاف من الحشد الشعبي في تلك المناطق؟"، مؤكدا ان" هذا استنزاف للحشد وحرف عن مهامه القتالية الواضحة، فعلينا ان نعتمد على ابناء المناطق ونشركهم في المعارك ونحملهم مسؤولية حماية مناطقهم".
وعن عوائل شهداء الحشد الشعبي والمجاهدين لفت قائلا" وكذلك عوائل الشهداء وعوائل المجاهدين فلا يمكن لمجاهد ان يحارب ولا يعرف كيف حال عائلته فمسؤوليتنا كمجتمع ودولة ان نقف ونرفع الغبار عن عوائل الشهداء وعوائل المجاهدين والجرحى الذين يحتاجون العلاج خارج العراق"، مبينا ان" النازحين علينا رعايتهم والاهتمام بهم في مناطق النزوح والعمل الجاد بالاسراع في عودتهم الى مناطقهم حال تحرير اراضيهم ونشركهم في هذه العملية والمصالح المترتبة على اعادتهم اعظم بكثير من المخاطر المتصورة ان يكون اختراق هنا او هناك ".
واختتم السيد عمار الحكيم كلمته قائلا ان" المشروع العسكري والامني يجب ان يمضي بقوة والى جانبه مشروع سياسي لتطمين شعبنا ولملمة اوضاعنا ولتعميق اللحمة الوطنية فينا حتى ننطلق موحدين كشعب وندافع عن انتصاراتنا ومكتساباتنا ويجب ان لا نغفل عن هذا الحل لان ما بعد داعش يضعنا امام مفاجأت لا تقل عن ظروفنا الفعلية ونحن نواجه داعش فعلينا ان نستشرق المستقبل بشكل صحيح، فمبادرة السلم الاهلي وبناء الدولة تمثل احدى المداخل الوطنية المهمة في هذا السياق"
https://telegram.me/buratha