كشف مصدر امني عراقي رفيع المستوى، أمس الثلاثاء، عن تشكيل مجموعة خاصة مهمتها تنفيذ عمليات دقيقة داخل المناطق التي يستولي عليها داعش، وفيما لفت الى تنفيذ المجموعة 14 عملية داخل مناطق التنظيم، اكد ان المجموعة التي تضم نساء نفذت عمليات داخل الموصل بـ"السلاح الابيض واجتازت مشاكل وتحديات في عملها".
ويقول المصدر في حديث الى (المدى برس) ، إن "قيادة القوات المسلحة اتخذت عدة تدابير احترازية وأمنية ضد (داعش) منذ الأيام الاولى التي شهدت سقوط محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك تحت سيطرة هذه التنظيمات الإرهابية"، مبيناً ان "الصدمة الاولى كانت مروعة".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن إسمه، أن "هناك خطط عديدة لمواجهة خطر ارهاب الدواعش ومن بين هذه الخطط تم استدعاء اكفأ ضباط التدريب وضباط القوات الخاصة والضفادع البشرية ورجال الانزال الجوي لمهمة خاصة من شأنها أضعاف قدرة العدو وإرباكه وبالفعل تم تشكيل فصيل سمي فيما بعد بفصيل المهمات الخاصة".
وبيّن المصدر ان "هذا الفصيل تلقى تدريبات على القتال الاعزل الحر والقتال بالسلاح الأبيض والقنص والغوص والتسلق والإتصالات بالإضافة إلى دورات هندسية لزرع ومعالجة الألغام بكل أنواعها ولمدة ستة أشهر وفي دول مختلفة".
وأوضح المصدر ان "التدريب شمل أيضاً دراسة الوضع الجغرافي للمناطق المحتلة من قبل داعش وفق احدث الخرائط المسحوبة من الأقمار الصناعية، كما ان هذا الفصيل شاركت فيه خمس نساء متطوعات كان لهن دور بالغ الأثر فيما بعد".
وتابع المصدر ان "التدريبات التي تلقاها هذا الفصيل جعل من احتمالية فشله بأي عملية شيئاً مستحيلاً والسبب يرجع إلى دراسات مستفيضة لكل الثغرات التي ممكن ان تحصل".
وبحسب المصدر فإن أوامر صدرت من القيادة العامة بـ "تكليف مجموعة من الفصيل بإختراق العدو في قضاء بيجي وانطلاق العملية بعد ان تم الاعداد لها لأكثر من ثلاثة أسابيع من تكريت مشياً على الأقدام، وكانت هذه العملية هي الأختبار الحقيقي لهذه المجموعة البطلة حيث استطاعوا اختراق دفاعات داعش والتمركز بأحد الدور الفارغة ونصب عدة كمائن إستطاعوا من خلالها قتل ١١ ارهابياً داعشياً وتفجير مستودع لأسلحتهم وسط بيجي، وانسحابهم بسلام دون اي خسائر"، مبينا ان"العملية استمرت ثمانية ايام".
كما تم تكليف مجموعة أخرى من الفصيل بعد التأكد من جاهزيته بـ" واجب مهم بعد رصد أهداف محددة على أطراف الفلوجة وبعد الدراسة والتخطيط تحركت المجموعة الثانية على أهدافها في محيط الفلوجة وبعد التمركز لمدة يومين في محيط الفلوجة لم تظهر الأهداف للمجموعة مما دعا القيادات الى إصدار امر بالأنسحاب، لكن آمر المجموعة رفض امر الأنسحاب الا بعد تحقيق الغاية التي تحركوا من اجلها".
ويتابع المصدر ان " المجموعة استطاعت وبتحرك جريء من الدخول للفلوجة وتم التمركز بأحد المنازل الفارغة حيث إستطاعت قتل سبعة ارهابيين من الدواعش بضمنهم اثنان من جنوب شرق آسيا كما استطاعت المجموعة تلغيم ثلاث عجلات نوع بيك اب تحمل سلاح احادية يستعملها العدو تم تفجيرها عند الانسحاب مباشرة".
ويواصل المصدر كلامه ان "المجموعة انسحبت باتجاه منطقة ابو غريب وبعدها تم سحبهم بسلام من هناك"، مبينا أن فصيل المهمات الخاصة استطاع وبنجاح عال من إتمام ١٤عملية بنجاح".
ويكشف المصدر عن اهم عمليات الفصيل التي تمت في الموصل، اذ يؤكد ان العملية كانت تهدف الى توجيه ضربة موجعة الى تنظيم داعش بعد ان زاد وحشيته في المدينة، خصوصاً بقتل الابرياء والتي ادت فيما بعد الى انسحاب ابرز قياداته من الموصل"
ويروي المصدر تفاصيل عملية الموصل بالقول "تم تشكيل فريق عمل من نخبة فصيل المهمات الخاصة كما التحق بالفريق ثلاث من النساء المتطوعات لاحتياج العملية للعنصر النسوي، فضلا عن رسم خطة الدخول عن طريق اقليم كردستان ولكن الصعوبة كانت ليست بعملية الدخول واختراق نقاط التفتيش الداعشية على الطرق و كيفية ادخال السلاح"، مبينا ان "الاتفاق جرى على ان تنفذ هذه العملية بالسلاح الأبيض".
وتمكنت المجموعة التابعة لفصيل المهمات الخاصة من الدخول الى المدينة بعد الاتصال باحد المصادر بالمدينة، على انهم عائلة نازحة من تكريت وتم عمل أوراق تثبت ذلك وان العائلة ضاقت بها سبل العيش في كردستان، وقد هيأ المصدر وهو من أهالي الموصل سبعة أطفال بمختلف الإعمار للتمويه وهو تحد آخر لأن الأطفال لا يمكن الوثوق بتصرفاتهم إلا ان العناية الالهية سهلت الأمور ويسرتها".
ويتابع المصدر روايته لعملية الموصل بالقول "تم استئجار بيت من الدواعش بمبلغ ١٠٠ الف دينار شهرياً يعود لعائلة مسيحية تم تهجيرها قسراً، وبعد ثلاثة ايام وبعد ان اطمأن الدواعش بدأت ساعة الصفر بتفرق المجموعة إلى منازل اخرى غير مسكونة مع بقاء مجموعة صغيرة داخل البيت الاول".
لكن المشكلة التي كانت تواجه المجموعة هي كيفية إخفاء الاطفال واتفقت المجموعة انه لابد ان يتم قتل الدواعش الذين أسكنوهم اول مرة لأنهم أمعنوا التدقيق وبالفعل تم وضع الخطة وتم تقسيم الفريق الى ثلاث مجموعات وتم استدراج الدواعش المسؤولين عن إسكانهم في البيت الاول وعددهم ثلاثة وتم قتلهم بالسلاح الأبيض".
ويشير المصدر الى أن "افكار المجموعة اتجهت إلى ضرورة الأستعجال بتنفيذ الواجب قبل ان يكتشف الدواعش اختفاء عناصره الثلاثة وعلى هذا الأساس تحركت المجاميع الثلاثة نحو أهداف رصدت تحركاتهم خلال ٢٤ ساعة حيث تم قتل اثنين من الدواعش بشنقهم بعد استدراجهم لأحد البيوت بحجة المساعدة بنقل اثاث".
ويتحدث المصدر عن قيام المجموعة الثانية بإستدراج اثنين آخرين عن طريق احدى نساء المجموعة بحجة ان لديها شكوى على زوجها الذي يتعاطى الخمور يومياً وتم قتلهم بالسلاح الأبيض".
وتابع المصدر أن "عناصر المجموعة الثالثة هاجمت عجلة نوع شوفر أوبترا لما يسمى عناصر الشرطة الإسلامية وعددهم ثلاثة حيث تم قتلهم واحراق العجلة التابعة لهم بعد ان قامت المجموعة بغلق احد الطرق الفرعية بعجلة نوع دايو برنس بحجة انها معطلة وبعد ان توقفوا وترجل اثنان منهم تم السيطرة عليهم وذبحهم وحرق عجلتهم".
وبين ان "بعد هذه العملية انسحبت المجموعة بشكل منظم برفقة المصدر الدليل الى بلدة القوش وبعدها تم سحبهم الى الأقليم ومن ثم الى بغداد".
...................
https://telegram.me/buratha