يبدو ان انسحاب قادة ومقاتلي عصابات «داعش» الارهابية, وقطع الامدادات عنهم من مدينة الرقة السورية, في وقت يتلقى فيه التنظيم ضربات موجعة على ايدي القوات الامنية, دفع ما يسمى بـ»هيئة الحسبة», الى اعلان فرض التطوع الاجباري على شباب الموصل لقتال القوات الامنية, متوعدة بالقتل لمن يرفض الامتثال للاوامر وقتال القوات الامنية, بحسب ما افاد به العميد محمد الجبوري في تصريح خاص لـ»الصباح».
تحت التهديد
واوضح الجبوري ان الارهابيين سلموا اغلب الشباب في مدينة الموصل استمارة الجهاد, وفرضوا عليهم تسليمها بعد ان تملأ بمعلومات دقيقة عن المتطوع وعائلته وعنوان سكنه وتأييد المختار وتعهد بعدم الفرار, ليتم تسليم الاستمارة بعد ذلك الى ما تسمى بـ»هيئة الحسبة»، مشيراً الى ان فرض التطوع سبقه تهديد الشباب بالقتل والتعذيب على خلفية وصول العشرات من جثث قيادييهم وعناصرهم الى الطب العدلي ومشافي الموصل بعد ما تعرضوا اليه من خسائر على ايدي القوات الامنية والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر في معارك محافظة الانبار وقضاء بيجي جنوب الموصل.
قتل ثائرات
وفي سياق متصل, اعلن مصدر امني في شرطة نينوى, ان عناصر تنظيم داعش اقدموا على قتل ثلاث نساء ثائرات من خلية الخنساء المكلفة بمتابعة عناصر داعش واستهدافهم بمدينة الموصل، مبيناً ان ارهابيي داعش القوا القبض عليهن في منزل قديم يقع في اطراف مدينة الموصل من الجهة الجنوبية.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه, في حديثه لـ»الصباح»: ان ما تسمى بـ»المحكمة الشرعية لداعش امرت بقتل النساء الثلاث من خلية الخنساء في منطقة باب الطوب وامام الملأ رميا بالرصاص وامرت بعدم تسليم جثث النساء الثلاث لذويهن او الطب العدلي الشرعي بالموصل بناء على اوامر المحكمة المزعومة.
وتابع المصدر ان «النساء اللواتي اعدمن كن قد قتلن العديد من عناصر داعش وساعدن ابناء الموصل الثائرين في تنفيذ عملياتهم الانتقامية ضد الدواعش بغية عدم كشفهم من قبل سيطرات الارهابيين المنتشرة في الموصل.
وكانت خلية الخنساء التي تضم العشرات من النساء الموصليات قد اعلنت جهادها ضد تنظيم «داعش» الاجرامي منذ دخوله مدينة الموصل والسيطرة عليها في العاشر من حزيران 2014, وتمكنت من قتل العديد منهم.
نزوح بالخفاء
وتزامنا مع تحضيرات الهجوم على مدينة الموصل, كشف سكان محليون من الموصل عن هروب عشرات العوائل الموصلية خفية من المدينة الى المناطق المحررة شمال غرب الموصل، دون الالتزام باوامر داعش بعد ان فرض الارهابيون منعاً مطلقا على خروج العوائل من المدينة وهددوهم بالقتل في حال حاولوا الهرب من الموصل او نزوحهم الى مناطق اخرى, بهدف استخدامهم كدروع بشرية.
وهربت نحو 55 عائلة موصلية من المدينة باتجاه ناحيتي زمار وربيعة, اللتين تقعان تحت سيطرة العشائر وقوات البيشمركة, بعد ان تم تحريرهما بداية شهر شباط الماضي من الدواعش واعادتهما الى السكان.
وقال المواطن سعيد نجم, كاسب: انه خرج مع عائلته خفية من امام انظار التنظيم ودخل ناحية زمار حيث تقطن شقيقته الكبرى, مع بدء انطلاق العملية العسكرية لتحرير الموصل خشية انتقام عناصر داعش من المدنيين الابرياء وقتلهم او استخدامهم كدروع بشرية لتعطيل الضربات التي تسددها القوات الامنية.
هذا وكشفت الحاجة منتهى ادريس ,70 عاما, عن ذهابها هي الاخرى الى ناحية ربيعة مع بناتها الخمس واحفادها خشية ان يستخدم التنظيم المدنيين العزل سواتر لاختبائهم او هروبهم او اقدامهم على الانتقام من الاهالي لمساعدتهم القوات الامنية في دخول مدينة الموصل.
ويتهيأ نحو مليون ونصف المليون نسمة من الموصليين الذين ما زالوا محتجزين تحت قبضة «داعش» في الموصل للمشاركة في تحرير مدينتهم بمساعدة القوات الامنية.
https://telegram.me/buratha