الأخبار

السيد عمار الحكيم: العراقيون اقتنعوا تماماً بان وجودهم وكرامتهم في عراق موحد

1412 17:45:46 2015-11-14

شدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم على تمسك العراقيين بالوحدة الوطنية والتكاتف في مواجهة التحديات والارهابية.
وقال الحكيم في كلمته باحتفالية اليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة التي اقيمت بمكتبه اليوم ببغداد "أنني اؤمن شخصياً ان افضل فرص التسويات التاريخية تتوفر عندما تصل الأمور الى نقطة الجمود السياسي! وعندما تتراكم الازمات وتتعاظم التحديات حتى يصل البعض الى شبه قناعة في ان الأمور وصلت الى نقطة اللارجعة، عندها تكون التسويات التاريخية قد اطلت وأصبحت في متناول اليد ‎وأقول التسويات التاريخية وليس الترقيعية".

وأضاف "أننا جربنا انصاف الحلول وادت بنا الى نهايات مسدودة وقاتمة ، لان انصاف الحلول هي بالحقيقة حلول ترقيعية ولم يعد الوطن والشعب مستعداً لتحمل مثل هذه الحلول".

ودعا الحكيم الى "تسويات تاريخية وهي تحتاج الى شجاعة استثنائية وعقليات تفكر بجرأة وأمل، وقيادات تتمتع بروحية عالية ومستعدة ان تكون مرنة وعادلة ومنصفة ومتوازنة" لافتا "لقد حدثت متغيرات كثيرة في الآونة الأخيرة ، وعلينا ان نعيد تقييم الواقع والتفكير الجدي بتقديم مشروع عمل يمثل عقدا اجتماعيا وسياسيا نتفق عليه ونتقدم الى الامام ونتجاوز كل الأخطاء السياسية السابقة ، ويعيد البعض تقييم تصوراته القديمة وجعلها مترابطة مع الواقع".

وقال "‎انني اعلن ومن هذا المنبر الحر والمتآخي ان عام 2015 هو عام حسم الجدل حول مستقبل العراق ، واؤكد لكم ان العراق، في افقه المنظور، سيبقى واحدا موحدا باذن الله، اقولها للتاريخ و بثقة كاملة واحسبوها ووثقوها علي".

وأوضح رئيس المجلس الاعلى الاسلامي "لقد عانينا من جدلية اننا نسير نحو عراق واحد ام عراقات اثنية وطائفية متعددة !؟ ، وقد حسم هذا الجدل الان ، وأصبحنا سائرين نحو عراق واحد رغم كل الازمات والتحديات التي نواجهها ونعانيها".

وبين الحكيم ‎ان "هذا المصير حسمته الاحداث على الأرض بعد ان وصل كل العراقيين الى قناعة تامة بانهم سيحفظون كرامتهم ووجودهم داخل العراق الموحد وليس خارجه!!".

وذكر "‎قد لانعرف بالتأكيد الشكل النهائي للعراق الموحد وما اذا كان عراق فيدراليات و أقاليم ام عراق محافظات تتمتع بسلطات كبيرة ونظام لا مركزي ، ‎ولكن المهم اننا اصبحنا واثقين باننا نسير نحو عراق موحد وهذا ما سيساعد على حسم الكثير من النقاط الخلافية".

وتابع، ان "الإرهاب الوحشي التكفيري اثبت لكل العراقيين انهم سيواجهون الضعف من دون عراق موحد ، وان قوتهم بوحدتهم، وهذه الحقيقة شعر بها ابن البصرة كما شعر بها ابن أربيل ومازال ابن الموصل العزيزة يعاني من وطأة الاحتلال الإرهابي الهمجي البربري التكفيري الداعشي، وهو الان يدرك قيمة العراق الموحد، وطنه ووطن ابائه واجداده ، رغم كل التزييف والتحريض الذي تعرض له سابقا، فابن الموصل الان يرى الإرهاب الهمجي وهو يحكمه ويتحكم به في دولة الشيطان التي تحكمه باسم الإسلام المشوه والمنحرف".

واستطرد بالقول ان "المظلومية أصبحت صفة عراقية خالصة عابرة للطوائف والقوميات ، وقد شملت كل مكونات هذا الشعب العظيم وبكل اديانه، و‎لم تعد المظلومية راية شيعية او كردية، انما أصبحت راية عراقية، وقد شعر بالمظلومية ايضا السني والشبكي والايزيدي والمسيحي و التركماني، وهذه حقيقة كبيرة ومهمة، لان لغة المظلوم واحدة ومخاوفه واحدة ورؤيته للمستقبل واحدة !!؟؟".

وقال الحكيم "‎من هذه الحقائق يمكننا الانطلاق لرسم خارطة طريق لإنتاج مشروع سياسي اجتماعي ناضج ، يجعلنا متصالحين مع انفسنا وننال احترام شعبنا والعالم، ‎وعلينا ان لا نخشى الأصوات المبحوحة والمأزومة التي تعتاش على التناقضات من أي جهة صدرت وتحت أي عنوان كانت".

وشدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي على الحاجة "الى همة القادة الشجعان لنحقق اختراقا سياسيا تاريخيا يكون بحجم الازمات والتحديات التي نواجهها، فاننا نمتلك اليوم مقومات تشريعية ودستورية وقانونية جيدة ولكنها تحتاج الى تفعيل جدي وفعال ونمتلك وضعا دوليا اكثر تفهما لاحتياجاتنا واحتياجات المنطقة وطريقة تفكير قادتها وشعوبها، ولدينا دستور يمكن الاعتماد عليه بقوة للانطلاق لبناء دولة وحماية وطن، وان كنا ندرك انه ليس كاملا او مثاليا، ولكنه يمثل أرضية مهمة لبدأ العمل والانطلاق من جديد ومتى ما تم بناء جسور الثقة فان أي شيء قابل للتعديل او التطوير".
وأكد على ضرورة تصدي الجميع لمسؤولية الاصلاح "وترشيد الحكم" في العراق.

وقال الحكيم ‎ان "الإصلاح مسؤولية الجميع ولا يمكن لهذا العراق ان يقاد او يدار بلون واحد ومزاج واحد و رؤية واحدة ويبقى الاخرون ينتظرون ويراقبون وهم تحت دائرة الخطر والتحدي ومن ثم يدفعون ثمن سوء الإدارة، علينا ان نرشد الحكم ونستثمر كل الإمكانيات وهذه اول واهم خطوة في‎الإصلاحات".

وبين ان "ترشيد الحكم يبدأ بفصل الإجراءات عن المواقف السياسية!!، وابعاد مؤسسات الدولة عن السلوك الحزبي والطائفي والمناطقي، وإعادة هيكلة المؤسسات بشكل علمي ومدروس ودمج الفائض منها والمتداخل في العمل والواجبات، وتقليل الحلقات الروتينية والبيروقراطية، وإطلاق حزمة فعالة من القوانين التي تمثل أولوية في إعادة هيكلة الدولة والمجتمع، وسنعمل على التشاور مع القادة السياسيين من اجل اعادة تفعيل مجلس السياسات العليا، واطلاق مجلس الاعمار والتنمية".

ولفت الحكيم "‎لقد كنا نراقب ومنذ مدة التفاعلات السياسية على الساحة، ونقيم الأداء الحكومي، ونتابع أثر الخطوات الإصلاحية التي قامت بها الحكومة، كما كنا نراقب ونتابع ونقيم الحراك الدولي والإقليمي في منطقتنا عموما وفي وطننا خصوصا، وكيفية تغيير القواعد السياسية التي بنيت عليها هذه المنطقة ، وهي تقترب من الحسم لنكون امام قواعد سياسية جديدة".

ودعا الى "ان لا نبقى متفرجين نترقب من الاخرين تحديد اتجاه البوصلة، ونوعية العلاقات التي ستربطنا مع هذا الواقع الجديد، ومن هنا تأتي الحاجة الفعلية لتفعيل مجلس السياسات العليا".

وأشار الى ان "الازمة الاقتصادية وانخفاض أسعار النفط الذي يمثل الوارد الوحيد للعراق في الوقت الراهن فانه يدفعنا أكثر الى إطلاق مجلس الاعمار وربط المؤسسات الاقتصادية والنقدية معا من اجل العمل بشكل منظم وتجنب الاهتزازات الاقتصادية الكبيرة والمؤلمة والتي ستتبعها اهتزازات اجتماعية وسياسية كبيرة ايضا [وكان من اهم المرشحين لهذا الموقع فقيد العراق احمد الجلبي]".

وأكد الحكيم "اننا نمتلك رؤية ولدينا الشجاعة ونؤمن بعقلية وروحية فريق العمل، وندرك الحقائق على الأرض ونرى ان هناك إمكانية كبيرة واكيدة لتحقيق اختراق سياسي تاريخي والقفز بخطوات كبيرة نحو المستقبل" مشيرا الى ان "اننا فقط نحتاج الى جدية الشركاء وتفهم حقيقة ان اليد الواحدة لا تصفق وان الأوطان تبنى بالمشاركة وتبادل الآراء والقناعة بالعمل بروح الفريق والتكاملية في الأدوار".

وقال ان "العراق مسؤوليتنا ونحن لسنا ممن يتخلى عن مسؤولياته!!، وسنعمل مع اخوتنا في بلورة مشروع وطني إصلاحي واقعي يكون عابرا لكل إخفاقات المراحل السابقة ولكل حدودها المصطنعة نفسيا ومعنويا ، وان الفرصة سانحة الان وبشكل كبير جدا".

ودان الحكيم التفجيرات التي شهدتها باريس أمس قائلا "نعبر عن استنكارنا الشديد للجرائم الارهابية التي طالت جمهورية فرنسا الصديقة وتضامننا مع فرنسا حكومة و شعباً في مواجهة الارهاب والقضاء عليه وتعاطفنا مع أُسر الضحايا والجرحى وقد اكدنا مراراً ان المعركة ضد الارهاب الداعشي ليست معركة عراقية صرفة وانما هي معركة العالم باسره وان لم تتكاتف الجهود لمواجهة داعش في العراق وسوريا فعلى العالم ان يستعد لمواجهتهم في كل مكان"
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك