حصل العراق على منحة بقيمة 3 ملايين باوند لإعادة تأهيل متاحفه، التي تضررت بشكل كبير بفعل الحروب والإرهاب الذي طال جميع المباني التحتية ومنها الآثار والمتاحف، عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وأعلن وزير التربية العراقي محمد إقبال، في بيان صحافي بعد لقائه ممثل اليونسكو في العراق اكسل بلاتر، في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حصول بلاده على منحة الـ”3 ملايين باوند لإعادة تأهيل المتاحف العراقية”، فضلاً عن استئناف منحة اليابان والتي تبلغ قيمتها مليون دولار ونصف للمتحف العراقي في بغداد، وأكد الحصول على الدعم المالي للأفلام الوثائقية والترويج للآثار العراقية، والتوصية بدعم برنامج إعادة تأهيل الأطفال وتخليصهم من مخلفات الإرهاب والعمليات الإرهابية وخاصة المحتجزين منهم.
من جهتها قالت التربوية المتقاعدة ناهدة عزاوي، لـ”العربي الجديد”، إنّ تأهيل المتاحف العراقية خطوة متأخرة لكنها جيدة؛ لتعريف الجيل الجديد بتراث بلادهم وحضارته، والحفاظ على الآثار وإعادة المسروق منها إلى المتاحف، والذي يمكن المدارس والجامعات من تنظيم رحلات للتلاميذ والطلبة الى المتاحف، لا سيّما التي تقع في المدن الآمنة.
وأشارت العزاوي إلى أن الأطفال وحتى الشباب الذين نشأوا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حُرموا من التعرف على الآثار وزيارة المتاحف خاصة المتحف العراقي في العاصمة بغداد، والذي كان يقصده السياح من مختلف مدن العالم. ودعت العزاوي، إلى ضرورة وضع خطة لما بعد التأهيل فضلاً عن خطة متابعة مراحل تأهيل المتاحف حتى لا يدرج العمل في صفوف النسيان، وأعربت عن أملها بأن يلمس العراقيون نتائج هذه المنحة لأنها تعيد وجهاً من أوجه العراق المشرقة.
ويضم العراق عدداً من المتاحف والآثار في أغلب المدن شمال وجنوب ووسط البلاد، ويُعد المتحف العراقي أكبر المتاحف في العراق وأقدمها، تأسس عام 1923 ويقع في منطقة علاوي الحلة في بغداد ويحتوي المتحف على مجموعات أثرية تؤرخ تاريخ بلاد ما بين النهرين.
وظهر المتحف إلى الوجود عندما كانت البعثات تقوم بالتنقيبات في العراق أوائل العشرينيات من القرن العشرين، وكانت حصة الآثار التي نقبها المنقب البريطاني ليوناردوولي في مدينة أور السومرية حيث تأسس المتحف سنة 1923 في بناية القشلة أو السراي القديم، وبعد مرور عدة سنوات تم جمع أعداد كبيرة من الآثار كنتيجة حتمية لعمليات التنقيب التي كانت تجري في جميع أنحاء العراق آنذاك.
وتعرضت المتاحف العراقية إلى السرقة أول مرة في عام 1991 بعد حرب الخليج، حيث سُرقت تسعة متاحف من أصل 13 متحفًا في عموم العراق، كما تعرض المتحف العراقي لعمليات نهب منظمة وتدمير جزء كبير منه بعد أقل من شهر من الغزو الأميركي عام 2003.
وكانت وزارة السياحة والآثار قد أطلقت “الحملة الوطنية لحماية الآثار العراقية”، في يونيو/حزيران الماضي، دعت فيها جميع أطياف المجتمع العراقي والمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والشارع الثقافي المشاركة في الحملة في حفظ آثار بلاد النهرين أمام ما أسمته “تحدياً غير مسبوق وتهديداً ممنهجاً من قبل قوى الإرهاب العالمي لطمس معالم وحضارة البلاد”.