انشقاقات جديدة تطول تنظيم داعش الارهابي بمدينة الموصل مع اختفاء عدد كبير من قياداته، وانباء عن بقاء العناصر المحلية داخل المدينة، وفيما يستمر القصف الجوي المركز على مواقع التنظيم في نينوى، عدَّ ناشطون موصليون ان قصف جسر الحرية يمثل تهديدا كبيرا للبنى التحتية.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى "الصباح الجديد” انه "على وفق تسريبات وردتنا من داخل مدينة الموصل، فان موجة جديدة من الانشقاقات تضرب صفوف تنظيم داعش الارهابي، وان رؤوساً كبيرة اختفت من المشهد الموصلي”.
واضاف "الانشقاقات شملت قيادات اجنبية الجنسية والذين غادروا المدينة مع عائلاتهم الى سوريا، فيما قيادات كبيرة عراقية الجنسية غادر بعضها الموصل الى سوريا ايضا، والبعض الاخر توجه الى مناطق جنوب الموصل، ومن هناك تواروا عن الانظار”.
واشار المصدر الى ان "سبب الانشقاقات هو الصراع على النفوذ والاموال بمحافظة نينوى، وسط اتهامات متبادلة بين الدواعش الاجانب وبين الدواعش المحليين بالتخاذل والعمالة وفساد مالي كبير، مع التنافس على احتكار التجارة بالمواد الغذائية وتهريب العائلات مقابل اموال طائلة وغير ذلك”.
وتابع بالقول "مصادرنا تشير الى ان اغلبية العناصر الاجنبية اختفت من شوارع المدينة ومن نقاطها ومفارزها، والباقون هم من العناصر المحلية، والذين يبدو انهم تورطوا من خلال انضمامهم الى التنظيم بهدف الحصول على امتيازات مالية ورواتب وغيرها، علماً ان معنوياتهم في الحضيض بسبب الهزائم الاخيرة التي اصابت التنظيم فضلا عن موجة القصف الجوي الاخيرة المستمرة منذ اسبوعين على مواقع ومقرات التنظيم”.
ونوه الى ان "الغارات الجوية الاخيرة خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية استهدفت عدة مواقع للتنظيم داخل المدينة وخارجها ، مع استهداف عدد من قياداته بضربات جوية دقيقة في اطار عملية (صيد الضباع) التي تستهدف تلك القيادات والتي اسفرت عن مقتل العديد منهم، والتنقل الحذر للاخرين بواسطة سيارات اجرة او دراجات نارية”.
وكانت ضربة جوية استهدفت عجلة مدنية كانت تقل 5 من قيادات التنظيم قرب منشاة الكندي شمالي المدينة، اسفرت عن حرق السيارة وتفحم جثث من كان فيها، حيث لم يجرؤ احد على الاقتراب منها خشية تكرار القصف الجوي.
على صعيد اخر، عبّر ناشطون موصليون عن استيائهم الشديد بسبب قصف جسر الحرية والحاق اضرار جسيمة به، معتبرين ان هذه العملية ايذان بتدمير البنى التحتية للمدينة.
واستغربوا من قيام طيران التحالف الدولي من استهداف عجلة كان يستقلها عدد من عناصر التنظيم في اثناء مرورها فوق جسر الحرية، لافتين الى انه كان من الممكن انتظار عبور السيارة (الهدف) الجسر ومن ثم قصفها، مرجحين ان قصف الجسر كان متعمداً.
ولحقت اضرار جسيمة بجسر الحرية (تم انشاؤه عام 1958 على نهر دجلة) بعد ان تم قصف عجلة تابعة لتنظيم داعش، وتم قطع الجسر امام المشاة والعجلات من قبل التنظيم، فيما سارعت اليات تابعة لبلدية الموصل الى رفع الانقاض وازالة آثار القصف.
ويحرص تنظيم داعش على ازالة آثار القصف الجوي فور وقوعه وتوجد 5 جسور في مدينة الموصل التي تربط جانبيها الايمن بالايسر.
وارتفعت اسعار البنزين بمحافظة نينوى بنحو مفاجئ، حيث ان سعر الليتر الواحد من البنزين الاعتيادي والنوعيات الرديئة جداً، ارتفع من 550 ديناراً الى 900 دينار عراقي، علما ان البنزين المحسن غير متوفر لدى الباعة منذ نحو اسبوعين.
وكانت اسعار الخضار قد ارتفعت هي ايضاً في غضون الاسبوع الماضي وتضاعفت بنحو 8 مرات، الامر الذي يثقلب كاهل المواطنين في المدينة والذين يعانون من اوضاع معاشية وخدمية سيئة وغير مسبوقة.
https://telegram.me/buratha