كربلاء المقدسة - دعا المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، قادة الكتل السياسية أن يكونوا أكثر واقعية في تحقيق الأهداف التي اعتصموا لأجلها.
وقال خلال كلمته الأسبوعية من كربلاء، "على كل من في العراق من القادة والسياسيين والشعب أن تكون أعينهم على الهدف الذي تظاهروا واعتصموا لأجله".
يأتي ذلك عقب انسحاب عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي من الاعتصام الذي شاركت فيه عدّة مكونات سياسية عراقية تحت قبة البرلمان.
وأكد المدرسي، أن الإصلاح في العراق يحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى تظهر نتائجه.
وقال، "ينبغي إدامة حالة الإصلاح وعدم التوقف أو التراجع عند مبادرة واحدة نحو تحقيقه".
وأضاف "على السياسيين أن يبحثوا عن حلول واقعية لمشاكل البلاد وأن يكونوا أكثر جدية وعزماً نحو تحقيق الإصلاح المنشود".
وشدد على ضرورة الابتعاد عن ما وصفه بـ "الطرق المغلقة" التي لا تؤدي إلى تحقيق الإصلاح.
وقال "ينبغي أن يغير السياسيين وقادة الكتل الطرق التي فشلوا من خلالها في تحقيق الإصلاح ولا تأخذهم العزة بالإثم".
ودعا المرجع المدرسي، في جانب من كلمته، إلى ضرورة "الالتصاق" بالعلماء بغية الوصول إلى حلول وصفها بـ "الواقعية" للخروج من الأزمة.
وكان سماحته قد طالب الأسبوع الماضي أعضاء مجلس النواب العراقي بالتوجه إلى مدينة النجف الأشرف والعمل بنصائح (مراجع الدين).
وحذر المرجع المدرسي، من مغبة الانشغال عن تحرير مدن العراق من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال "هدفنا في هذه المرحلة تحرير أرض العراق من الدواعش وهي مرحلة ليست بالبسيطة لأن هذا التنظيم أصبح يسيطر أيضا على مناطق واسعة من الصومال وأفغانستان وسوريا والسودان وحتى مصر و دول أخرى في المنطقة".
وأضاف "نحن أمام عدو منتشر ولا يمكن إنهائه دون أن يعمل الجميع على توحيد الصفوف من أجل إزالة هذا الخطر".
ويأتي ذلك بعد أسبوع واحد من دعوته للقوات الأمنية والحشد الشعبي بالحفاظ على أمن (حزام بغداد).
وأشار سماحته، وسط حشد من مريديه، إلى أن الكثير من دول المنطقة لا تريد للعراق الاستقرار أو بقائه على نظام ديمقراطي.
واتهم المرجع المدرسي، دولاً في المنطقة لم يسمها بأنها "مشتركة بنشر الفوضى في العراق ليبرروا لشعوبهم أن الأنظمة الديكتاتورية أفضل لهم من الأنظمة الديمقراطية".
وقال إن "التجربة الديمقراطية الموجودة في العراق على ما فيها من مشاكل لا تصل إلى مستوى المشاكل التي خلّفها النظام الديكتاتوري".
وأضاف "ينبغي أن لا ينسى الشعب العراقي وقادته المقابر الجماعية والبطش الذي تعرضوا له من قبل الدكتاتور الذي حكم هذه البلاد سابقاً".
مباحثات سلام متأخرة في الكويت!
وفي الشأن اليمني، قال سماحة المرجع المدرسي "أكرر مرة أخرى، أن الحرب في اليمن حرباً عبثية وسببت الكثير من المشاكل في المنطقة".
ومنذ اليوم الأول للعدوان السعودي على اليمن، اعتبر سماحته أن هذه الحرب "عبثية" ولن تتمكن من تحقيق أهدافها أو كسر إرادة الشعب اليمني.
وبدأ يوم الخميس ما يعرف بـ (مباحثات السلام) في الكويت لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام ضد اليمن.
وقال المرجع المدرسي "نصحنا الجميع منذ اليوم الأول بضرورة التفاوض والحوار من أجل إنهاء هذه الحرب قبل أن يخسر الجميع".
وأضاف متسائلاً "لماذا لم تبحثوا منذ البداية عن حلول وتسويات سياسية كما تفعلون اليوم في الكويت؟ أليس فيكم رجل رشيد؟".
ورأى سماحته أن اليمن قد تحول قسم كبير من أراضيها إلى حاضنة للتنظيمات الإرهابية.
https://telegram.me/buratha