منذ تفجر الأزمة البرلمانية وانقسام المشرعين بين المصوتين على إقالة هيئة رئاسة البرلمان وبين الرافضين لهذا التصويت، طرحت العديد من المبادرات السياسية التي تهدف إلى علاج الأزمة التي تمر بها السلطة التشريعية لإخراج البلاد من عنق الزجاجة والنفق المسدود، أبرزها مبادرة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس المجلس الاعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، فضلاً عن دعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش للأطراف العراقية إلى اعتماد الحوار والتفاهم للتوصل إلى حلول للأزمة.
النائب عبد الهادي السعداوي رأى ان جميع المبادرات التي اطلقت خارجة عن الاطر القانونية والدستورية، مشيرا الى ان النواب المعتصمين يرفضون أي مبادرة تخرج عن الاطر القانونية.
وقال السعداوي، في حديث لـ»الصباح»، إنه يجب ان تكون المبادرات متوافقة مع الدستور والقانون العراقي لاسيما ان العملية السياسية في العراق تبنت خلال 13 سنة المحاصصة الطائفية واليوم يطالب الجميع بتغيير هذه السياسة.
ورفض السعداوي عودة هيئة الرئاسة الحالية، موضحاً ان جميع النواب متفقون على تغيير الهيئات وإصلاح التشكيلة الوزارية ورفض المبادرات القائمة على المحاصصة.
واشار السعداوي الى ان العراق يحتاج اليوم الى اعادة المسار الصحيح له، مبينا ان الازمة الحالية صعبة والصعقة الكهربائية التي هزت الرئاسات والكتل كافة لم تحدث في السنوات الماضية ومن الصعب ان يتقبلها اصحاب القرار في الخطوط الامامية ولكن سيكون هناك رضوخ لمطالب الشعب.
ورفض النائب السعداوي اي تدخل في الشان العراقي، مبيناً أن هذا الامر اقره رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما عندما أكد ان الخلاف سياسي وليس سنيا شيعيا لكي يتم التدخل فيه.
وكانت كتلة المواطن أعلنت تقديمها مقترحا لحل أزمة البرلمان يتلخص بأن يدعو رئيس الجمهورية فؤاد معصوم البرلمان للانعقاد, مؤكدة أن الرد لم يصل اليها حتى الان.
وقال المتحدث باسم الكتلة النائب حبيب الطرفي، في تصريح صحفي: إن كتلة المواطن اقترحت من جديد على رئيس الجمهورية اعادة الدعوة لجلسة شاملة للبرلمان وبأي طريقة يراها مناسبة من اجل انهاء ملف ازمة السلطة التشريعية, الا ان الرد لم يصل الكتلة لحد الان.
واضاف الطرفي ان راي النواب المعتصمين محترم الا انه يجب ان يكون طرحهم مناسبا وموافقا للدستور ومحتكما للغة العقل, داعيا النواب المعتصمين الى التجاوب مع أي دعوة من قبل رئيس الجمهورية من شأنها الحفاظ على لحمة اعضاء مجلس النواب.
الى ذلك، أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن قلقها العميق إزاء الأزمة السياسية المستمرة في البلاد، وأهابت بقادة العراق الانخراط في حوار بناء لحل خلافاتهم. وقال جورج بوستن: إن الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة في توحيد صف القادة العراقيين في سعيهم للوصول إلى حلّ، وسوف لن تدّخر جهداً في هذا الصدد.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم سبق ان تقدم بمبادرة لحل الأزمة السياسية الحالية تمثلت بدعوة مجلس النواب الى عقد جلسة شاملة، الا ان المبادرة باءت بالفشل بعدما صوت النواب المعتصمون على رفضها.
https://telegram.me/buratha