يسعى « المؤتمر الوطني العراقي « الى لم صفوفه واستعادة نشاطه الذي تأثر برحيل مؤسسه الدكتور احمد الجلبي قبل بضعة اشهر . وتعمل قيادات المؤتمر على التحضير لمؤتمر عام يرسم خارطة طريق وسياسة يجمع على تنفيذها وتجسيدها اعضاؤه. وقال القيادي في المؤتمر نهاد السعدي لـ « الصباح الجديد « ان المؤتمر يعكف منذ ثلاثة اشهر تقريباً على تفحص الخيارات المناسبة للهيكل القيادي الذي سيخبف رئاسة الراحل الدكتور الجلبي . واضاف « نحن على وشك عقد مؤتمر عام يخرج بتشكيل امانة عامة ومكتب سياسي وفتح فروع ومكاتب للمؤتمر الوطني في جميع المحافظات العراقية « . وأوضح السعدي « عقدنا اجتماع قبل ثلاثة اشهر حضره كل اعضاء المؤتمر الوطني في بغداد ومحافظات العراق وبحضور الدكتورة تمارا الجلبي كريمة الراحل ، واتفقنا على رص الصفوف وتشكيل لجنة لإستلام المقترحات من مكاتب المحافظات لأجل اختيار رئيس للمؤتمر «.
وقال السعدي ان من المرجح ان يقع الخيار على افضل بديل للجلبي وهو السيد اراس حبيب فهو الذي بوسعه ان يطمل رسالة الجلبي وتحقيق حلمه بالعراق الجديد «.
وقال السعدي في لقائه بالصباح الجديد ان خسارتنا كبيرة بخسار الدكتور الجلبي وهي لا تقتصر علينا بل خسارة للعملية السياسية في العراق كله ، فلا احد ينكر دور الدكتور الجلبي الممتد لعقود طويلة « .
هذا ومن المرجح ان يعيد المؤتمر النظر بالتحالفات التي ابرمها مع الكتل السياسية والتأكيد على ان المؤتمر الوطني يجب ان يحافظ على صورته المدنيه والغير طائفية عندما يختار سياساته المستقبلية . كما ان المؤتمر ، يقول السعدي « عليه استحقاقات كبرى منها تحديد موقفه السياسي ودوره في العملية السياسية في العراق قبيل انتخابات البلاد الوطنية بعد اقل من سنتين « . واعتبر السعدي تجربة المؤتمر وبالأخص خيبة الدكتور الجلبي مما حصل في الإنتخابات الماضية حيث تعرضت حظوظه لنكسة بسبب عدم تمسك الكثير من الطامحين والطامعين بالتزاماتهم « .
وقال القيادي في المؤتمر « ان الهموم الوطنية دفعت الراحل الجلبي الى التمسك بإصلاح الوضع الأقتصادي في العراق قبل الإهتمام بمصالحه الخاصة ولاتنظيمية وكان يرى عندما نطلب منه ايضاحات ان محاربة الفساد والتخلص منه هي المهمة الملحة في الوقت الحاضر . ولهذا تعرض الراحل والمؤتمر الى المؤامرات وتكالب عليه الفاسدون من سياسيين وحتى اصحاب المصارف الاهلية الذين تصدى لهم . «
وانهر السعدي كلامه بالقول « ان الراحل كان كتوماً وبالتالي لم يستطع تحمل مقدار الحزن والألم على ما يجري وما وصل اليه حال الشعب فمات كمداً وحزناً « .
والبارز من تحركات كوادر المؤتمر الوطني العراقي بروز الدور الذي يلعبه آراس حبيب في العملية الإنتقالية . وآراس هو نجل الراحل الكردي حبيب محمد كريم وهو واحد من ابرز قيادات الحزب الديمقراطي وسكرتير الحزب ومؤسس لصحيفة التىخي التابعة للحزب . كما ان والده رشح في عهد الرئيسي العراقي الإسبق لمنصب رئاسة الوزراء في مرحلة ما .
ولكن دور آراس خلال العقدين الماضيين كان مهما وهو معروف بأنه الرجل الثاني في قيادة المؤتمر في السنوات الاخيرة خاصة . وكان اليد اليمنى الصامته في سنوات المعارضة وعمل على اختراق اجهزة صدام المخابراتية وسبب لها احراجات كثيرة تحدث عنها الدكتور الجلبي في اكثر من مناسبة .
وتحول آراس الى المركز الأول في الجهاز الامني للمؤتمر وقام بعملية شهيرة اسهم بها السعدي وهي عملية نشر طبعة محورة من صحيفة بابل التي كان يصدرها ابن الدكتاتور عدي . حيث سرب الى العاصمة بغداد طبعة اخرى تضم اخبار المعارضة العراقية قبل ان يقدم النظام على لم النسخ المسربة من السوق وان بعد فوات الأمان . وتبدو حظوظ اراس قوية ما لم يحصل تغيير حاسم داخل التنظيم .
https://telegram.me/buratha