تشهد المطارات العراقية هذه الأيام عودة المزيد من اللاجئين العراقيين الذين قرروا العودة الطوعية إلى الوطن بعد فشل محاولاتهم للهجرة إلى أوروبا أو نتيجة عدم القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة.
وذكرت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ان «لجنة استقبال الأسر النازحة استقبلت الدفعة الخامسة من العوائل العائدة بشكل طوعي من تركيا إلى أرض الوطن، وعددهم 92 شخصا، وذلك بعد تأمين كافة إجراءات الدخول والتسيهلات اللازمة لضمان دخولهم إلى البلاد، بالتنسيق مع سلطة الطيران المدني والجهات المعنية».
وأضاف بيان الوزارة أنه سبق لها «بالتنسيق مع سفارة العراق في تركيا والجهات المعنية ان عملت على تقديم جوازات مرور لدخول البلاد لأكثر من 190 شخصا بعد المناشدات التي أطلقتها تلك الأسر بسبب الأوضاع الصعبة التي كابدوها أثناء وجودهم في دول المهجر»، مؤكدة انها ستبذل كل جهدها للعمل على إعادة العراقيين الراغبين بالعودة الطوعية.
وقال عدد من العراقيين العائدين من رحلة الهجرة إلى أوروبا عبر تركيا، ان عودتهم إلى الوطن جاءت بعد فشل محاولاتهم للوصول إلى أوروبا، او لخيبة أملهم جراء الظروف التي واجهوها بعد الوصول إلى هناك.
وذكر عبد الله الدليم، من الأنبار، انه غادر العراق قبل عدة أشهر إلى تركيا مصطحبا معه عائلته المكونة من خمسة أفراد، بهدف التوجه من هناك عبر البحر إلى اليونان ومنها إلى المانيا، حيث سبقه اليها بعض أقاربه العام الماضي الذين شجعوه على اللحاق بهم.
وأشار إلى ان خوفه على العائلة من الغرق في البحر – بعد حوادث الغرق الكثيرة -جعله يفكر بالهجرة عبر البر من تركيا عن طريق التهريب. لكنه علق على الحدود بسبب الإجراءات المشددة للسلطات التركية، فبقي أياما في العراء وفي خيمة صغيرة من دون أمل بإمكانية العبور مع المئات من العالقين أمثاله.
وأكد الدليمي ان ظروفا صعبة مرت عليهم خلال بقائهم في المنطقة الحدودية، منها إصابة بعض أولاده بالمرض، وسوء المعاملة من حرس الحدود، ونفاد مدخراته المالية، إضافة إلى انتهاء إقامته في تركيا.
وكل هذا أجبره على إلغاء فكرة الهجرة والعودة إلى الوطن. فراجع السفارة العراقية، التي قدمت له بعض التسهيلات كالتنسيق من السلطات التركية لإعفائه من غرامات انتهاء الإقامة. كما تعهدوا له بتزويده ببطاقات سفر مجانية لعائلته.
ونوه الدليمي إلى وجود المئات من العراقيين العائدين معهم في الرحلة إلى العراق، والذين جاء بعضهم من بلدان أوروبية مكثوا فيها أشهرا في مخيمات المهاجرين، واأصيبوا بخيبة أمل بسبب إجراءات الإقامة وسوء المعاملة أو عدم التكيف مع المجتمعات هناك.
وكانت هيئة الوقف السني العراقية قد قامت بإعادة 1387 لاجئاً عراقيا على دفعتين في ضوء اتفاق عقدته مع الحكومة التركية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بعودة المهاجرين غير الشرعيين إلى البلاد، مع استمرار المحاولات لإعادة اللاجئين غير الشرعيين والذين يعانون أوضاعاً صعبة نتيجة لعدم حصولهم على الإقامة وسوء أوضاعهم المعاشية وعدم حصولهم على الخدمات المناسبة.
كما يتوافد مئات المهاجرين العائدين هذه الايام عبر معبر ابراهيم الخليل الحدودي في محافظة دهوك شمال العراق المجاور لتركيا، ممن انتهت فترات إقامتهم فيها بدون التمكن من الهجرة إلى أوروبا لأسباب مختلفة.
ويذكر ان عشرات الآلاف من الشباب العراقي توجهوا إلى أوروبا في رحلات الهجرة غير الشرعية هربا من الأوضاع المأساوية في بلادهم وبحثا عن الحلم بالوصول إلى مكان يجدون فيه الحرية والكرامة والحياة الطبيعية، إلا ان خيبة امل أصابت الكثير منهم نتيجة ظروف غير متوقعة واجهوها، مما جعل العودة إلى الوطن هي الملاذ الأخير أمامهم.
https://telegram.me/buratha