على الرغم من إعلان رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تحرير مدينة الفلوجة، غرب العاصمة بغداد، من قبضة تنظيم داعش، إلا أن أصوات الانفجارات بالسيارات المفخخة ورصاص القناصة من عناصر التنظيم ما يزالان يؤخران تقدم تلك القوات، بحسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، التي رصدت في تقرير لها آخر تطورات معركة الفلوجة.
وتشير الصحيفة إلى أن القوات العراقية تمكنت من استعادة مستشفى الفلوجة العام الذي كان يستعمل سابقاً قاعدة لعناصر التنظيم، غير أن الحرب "لم تنته هناك بعد”، فقد رصدت مكالمات لا سلكية بين عناصر التنظيم تشير إلى أن مقاتليه لديهم نية المقاومة.
ومن بين المكالمات التي رصدت مكالمة تحدث فيها أحدهم مع من يبدو أنه قائده الميداني، يؤكد له وجود 20 عربة "همفي” بالقرب من مطعم حجي حسين، حيث تلقى أمراً بالهجوم على الرتل بسيارة مفخخة.
وفي مكالمة أخرى تم رصدها، تحدث أحد المقاتلين مع شخص آخر قائلاً له: "اذهب، الله معك”.
لكن رصد مثل هذه المكالمات لم يحل دون وقوع الهجوم الذي نفذه أحد مقاتلي التنظيم على الرتل العراقي؛ ممّا أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
وبرغم المقاومة التي يبديها التنظيم إلا أن القادة العسكريين يؤكدون أن الدفاعات الأساسية للتنظيم انهارت، وأن العلم العراقي تم رفعه فوق مبنى المجلس المحلي للمدينة.
وتمثل خسارة الفلوجة لطمة كبيرة للتنظيم؛ لما للمدينة من رمزية كبيرة كونها المدينة التي شهدت أعنف مواجهات مع القوات الأميركية عقب غزوها للعراق في 2003، ناهيك عن قربها للعاصمة العراقية بغداد حيث تبعد قرابة 62 كيلو متر.
ويقول العميد حيدر العبيدي، قائد القوات الخاصة، إن التنظيم يعد الفلوجة عاصمة له، مبيناً أن مايسمون انفسهم بالجماعات الجهادية ومنذ احتلال العراق عام 2003 تعد الفلوجة قاعدة لها.
كلفة حرب الفلوجة مرتفعة كثيراً، إضافة إلى الخسائر التي منيت بها القوات العراقية منذ انطلاقة المعركة قبل نحو 25 يوماً، فإن أهالي المدينة النازحين شكلوا صدمة كبيرة للمتابعين بسبب أعدادهم الكبيرة التي بدأت تخرج على شكل أفواج بشرية هائلة.
الفريق عبد الواهب الساعدي، قال إن عناصر التنظيم "مازالوا يختبئون بين شوارع المدينة كما أن العديد من القناصة ينتشرون على عدة مباني، في حين مازال سلاح السيارات المفخخة فاعلا لدى التنظيم”.
الساعدي توقع أن يتم الاستيلاء على جميع أرجاء المدينة قريباً، من دون أن يحدد سقف زمني محدد، مشيراً إلى أن الموصل "سوف تكون المحطة المقبلة للقوات العراقية”.
الصحيفة الأميركية أشارت إلى أنه وبرغم إعلان العبادي هزيمة تنظيم الدولة في الفلوجة، إلا أن العديد من أحياء المدينة، "مازالت في قبضة التنظيم”.
ومنحت معركة الفلوجة وما تحقق فيها متنفساً لرئيس الحكومة حيدر العبادي الذي كان يعاني من ضغوط سياسية مطالبة بالإصلاحات.
https://telegram.me/buratha